مطر لمحافظ الشمال: قرارات وتعاميم حبر على ورق… يستشعر الطرابلسيون حظهم القليل مع سعادتك

قال النائب إيهاب مطر في بيان: “لقد طالعنا في الأيام القليلة الماضية قرارًا وتعميمًا صادرين عن محافظ الشمال، القاضي رمزي نهرا، يتعلق الأول بالطلب من بلدية طرابلس تنظيم محاضر ضبط بحق مفتعلي إشعال حرائق الإطارات والبطاريات في البور لاستخراج الحديد والنحاس، مما يسبب انتشار التلوث في جميع أنحاء المدينة”.

وأضاف مطر: “أما التعميم الثاني فيطلب من القائمقامين وبلديات قضاء طرابلس إجراء كشف فوري وميداني على المولدات الكهربائية للتأكد من التزام أصحابها بمعايير السلامة العامة والشروط الفنية والبيئية المطلوبة”.

لا شك أن موضوعي القرار والتعميم يتعلقان بقضيتين هامتين للسلامة العامة في طرابلس والشمال، ويجب أن يحظيا بكل الاهتمام من قبل الجهات المعنية بالتنفيذ، بالإضافة إلى متابعة دقيقة من المحافظ نفسه.

لكن، للأسف، اعتدنا في طرابلس والشمال على قرارات وتعاميم تبقى مجرد حبر على ورق، خصوصًا تلك التي تمس حياة المواطنين. على سبيل المثال، أصدر المحافظ قرارًا في 17 سبتمبر الماضي، يطلب فيه إبلاغ جميع أصحاب الاشتراكات في طرابلس بوجوب تركيب عدادات لكافة المشتركين والالتزام بالتسعيرة الرسمية، خلال مهلة شهر، تحت طائلة إغلاق المولدات المخالفة بالشمع الأحمر. ومع مرور شهرين، لم يسمع أي طرابلسي بتسجيل مخالفة واحدة أو إغلاق أي مولد، رغم أن الجميع يعرفون الفوضى التي يعيشها أصحاب المولدات في المدينة.

العبرة تكمن في التنفيذ، وليس في الإعلان عن القرارات والتعاميم. ولا شك أن السلطات البلدية معنية بالتنفيذ، إلا أن المحافظ، باعتباره رأس السلطة الإقليمية، يتحمل واجب السهر على حسن التطبيق والالتزام.

المشكلة متعددة الأوجه، وتتقدمها الأداء البلدي المتردي الناجم عن سوء الاختيار الانتخابي، مما يؤدي إلى مجالس غير كفؤة تنشغل بخلافاتها الداخلية. كما أن التعيينات التي تتم بناءً على المحاصصات السياسية بعيدًا عن الكفاءة تساهم في تفشي المحاباة وعلاقات الفساد.

يستشعر الطرابلسيون أن حظهم قليل مع سعادة المحافظ، الذي عمل على كسر العرف القديم بتولي بلدية طرابلس رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء، ليُعهد بها إلى رئيس بلدية آخر، ما انعكس سلبًا على أداء الإتحاد.

وفي ختام البيان، نتمنى على سعادة المحافظ أن يبذل جهدًا أكبر ليس فقط في إصدار القرارات، بل في السهر على حسن التطبيق من أجل مصلحة أهل طرابلس والشمال.