بيان جديد للجيش السوري عن عمليات التصدي لقوات المعارضة.. إليكم ما قاله
بسبب "الرواتب".. الخلافات والانشقاقات تعصف بـ "ميليشيات إيران" في سوريا
تسود حالة من التوتر بين القادة والعناصر السوريين المنضوين ضمن الميليشيات الإيرانية في شرق البلاد من جهة، وقيادات الحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى، في ظل اتهامات متبادلة وانعدام للثقة بين الطرفين، وعمليات هروب وانشقاق للمقاتلين السوريين من صفوف الميليشيات.
وذكرت مصادر محلية لإرم نيوز، أن 10 عناصر من ميليشيا" الفوج 47" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني انشقوا عن الميليشيا خلال الأيام الماضية في مدينة البوكمال، وتوجهوا إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وأوضحت المصادر أن العناصر المنشقين من العناصر المحليين، وتمت عملية انتقالهم على دفعات متتالية، ورجحت أن يكون سبب الانشقاق هو الخوف من استهداف القوات الأمريكية وإسرائيل لمقرات ونقاط الميليشيات الإيرانية التي يتواجدون فيها، بعد توالي الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على مواقع الميليشيات، في ظل التوتر القائم اليوم بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وذكرت المصادر أنها ليست المرة الأولى التي ينشق فيها عناصر محليون عن الميليشيات الإيرانية، إذ شهدت سابقاً عدة مدن في دير الزور عمليات انشقاق عن الميليشيات بسبب المعاملة السيئة وزجهم في المعارك، وقلة رواتبهم مقارنة بالمقاتلين الأجانب.
آخر فصول التوتر
وتكشف مصادر خاصة في مدينة الميادين، أن آخر المشاحنات شهدها مقر الحرس الثوري الإيراني في حي التمو بمدينة الميادين بريف دير الزور، بعد اجتماع متوتر بين قادة الميليشيات المدعومة من إيران.
واتهم قادة الحرس الثوري العناصر السوريين بسرقة الأسلحة وتهريبها إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتقديم معلومات وإحداثيات تتسبب في شن غارات جوية من قبل التحالف الدولي وإسرائيل على مراكز الميليشيات الإيرانية في شمال شرق سوريا، وخاصة في مدينتي الميادين والبوكمال على الحدود العراقية، اللتين تمثلان مركز الثقل للوجود الإيراني في سوريا.
وأضافت المصادر أن بعض القادة، من السوريين، هددوا بشكل صريح بإلقاء السلاح والانسحاب من صفوف الميليشيات إذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل، وخاصة لجهة توقف أو تأخر الرواتب، ونقص الأسلحة، في خطوة تعكس تفاقم الأزمة داخل صفوف الميليشيات المدعومة إيرانياً في المنطقة.
وتعد هذه الأزمة جزءاً من سلسلة مشكلات تعصف بالميليشيات الإيرانية في سوريا، إذ أدى نقص التمويل والدعم اللوجستي إلى تراجع معنويات عناصرها، وتصاعد حدة التوتر بين قياداتها من السوريين ونظرائهم من جنسيات إيرانية وعراقية.
وكشفت المصادر أن الميليشيات التابعة لإيران في محافظة دير الزور أوقفت فعلا رواتب العشرات من عناصرها السوريين، في حين يزداد اعتماد "الحرس الثوري" الإيراني على العناصر الأجنبية، مع تراجع الثقة بالعناصر السورية.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا، وخاصة في دير الزور، تصاعداً في الهجمات الأمريكية والإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة، وتزايد التوترات بين إيران وإسرائيل.
وقال أحد العناصر الذي انضم للميليشيات الإيرانية قبل سنة (فضل عدم الكشف عن اسمه خوفاً من الملاحقة)، إن الرواتب انقطعت منذ نحو شهرين، مشيراً إلى أن "القيادات الإيرانية لم تعد تثق بالعناصر المحليين الذين انضموا إلى الفصائل المدعومة من الحرس الثوري الإيراني".
وأوضح المقاتل أن رواتب العناصر الأجانب تصل إلى أكثر من 10 ملايين ليرة سورية (نحو 700 دولار أمريكي)، في حين تقف رواتب العناصر المحليين عند المليون ونصف المليون ليرة (100 دولار). مما يعكس تمييزاً واضحاً في الأجور ويفاقم شعور السوريين بالتهميش داخل هذه الفصائل.
وقال العنصر الذي قرر الهروب قبل أكثر من شهر، والالتحاق بقوات "قسد" إنه ليس الأول ولن يكون الأخير، إذ سبق أن شهدت صفوف الميليشيات الإيرانية في دير الزور، عمليات هروب وانشقاقات عديدة، وذلك خوفاً من الاستهدافات التي تطولهم بين الحين والآخر، وأيضا بسبب التمييز بينهم وبين المقاتلين الأجانب.
وأضاف أن العديد من العناصر الذين ما زالوا ضمن صفوف الميليشيات يتحينون الفرصة لتركها في أقرب وقت، وأن أعدادهم بالعشرات، وفق قوله.
وطيلة سنوات، ومنذ تمركزها في عام 2017، عملت الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا على تجنيد أبناء المنطقة سواء عن طريق الترهيب أو الترغيب، ففي بعض الأحيان لا يجد الشباب خياراً سوى الانضمام للميليشيات من أجل الحصول على المال.
وعمدت الميليشيات إلى اختيار قادة محليين للإشراف على التجنيد العام لأبناء القبائل وإدارة معسكرات التدريب الخاصة بهم، لكونهم على دراية أكثر بأبناء المنطقة ولأن الاستقطاب يكون أسهل من خلالهم.
وسبق أن عرض قادة الحرس الثوري على شيوخ القبائل والوجهاء المحليين عدة حوافز لتشجيع أبناء قبائلهم على الانضمام إلى الميليشيات الإيرانية ودعم أنشطتها الدعائية للتجنيد، مثل منح بطاقات أمنية خاصة لتسهيل حركتهم ومكافآت مالية.
هربا من التجنيد الإلزامي
على الرغم من حالة التوتر والتململ في صفوف العناصر السوريين ضمن صفوف الميليشيات الإيرانية، تفيد المصادر أن بعض العناصر المحلية لا يزالون على رأس عملهم، رغم عدم حصولهم على رواتب، وأوضحت المصادر أن "ذلك يعود لعدة أسباب، منها الحماية من التجنيد الإلزامي في قوات الجيش السوري، أو عدم قدرتهم على الخروج من مناطقهم لأنهم مطلوبون أمنياً في مناطق أخرى".
لكن المصادر لفتت إلى أن السوريين الذي الذي اختاروا الاستمرار ضمن صفوف "الحرس الثوري" يعانون من "تدهور معنوياتهم وغياب الثقة بالقيادات الإيرانية".
وأشارت المصادر إلى أن "عدد العناصر المحليين انخفض بشكل كبير في دير الزور، حيث تم اعتقال بعضهم بسبب تسريب معلومات أو لأسباب أخرى، بينما انسحب آخرون بسبب الظروف الأمنية.
الكاتب والمحلل السياسي السوري المقيم في تركيا، عدنان عبد الرزاق، يقول إنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، ومع تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، ازداد اعتماد "الحرس الثوري" الإيراني على العناصر الأجنبية، بما في ذلك الأفغان والعراقيون والإيرانيون، مع تراجع الثقة بالعناصر السورية.
ويضيف في تعليق لـ "إرم نيوز" أن قيادات الميليشيات الإيرانية تفضل العناصر الأجنبية بسبب "ولائها والتزامها"، مشيرا إلى أن "الحرس الثوري يعتمد على خلفياتهم الدينية لتعزيز هذ الولاء وتحقيق أهدافه.
ويؤكد الكاتب السوري أن إيران لا تزال تستورد عناصر أجانب إلى سوريا، ويتم دفع أجورهم وتوفير المعدات لهم، في حين لم تُدفع للسوريين أجورهم.
ويلفت عبد الرزاق إلى "نقطة في غاية الأهمية" وفقا لقوله، وهي أن معظم السوريين المنضوين في صفوف الميليشيات الإيرانية، اضطروا للانخراط في صفوفها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، كما أن قسما آخر اختار ذلك بسبب وجود أحكام وملاحقات أمنية بحقهم، مشيرا إلى أن هؤلاء يواجهون اليوم لحظة الحقيقة في ظل اكتشافهم للطبيعة "الطائفية" للحرس الثوري، وللمخاطر التي تحيط بهم جراء الاستهدافات الإسرائيلية والأمريكية الممنهجة والموجهة لضرب إيران وأذرعها في المنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|