أهم من سلاحه.. خطة إسرائيلية لـ"محو" كوادر وعناصر "حزب الله"
أكد خبراء أمنيون وإستراتيجيون لبنانيون أن الخطة الإسرائيلية الهادفة للقضاء على "حزب الله"، تذهب بشكل كبير إلى البيئة الحاضنة التي تضم شخصيات عادية في صفوف متأخرة بالميليشيا، منهم من يعمل في أمور خدمية ومدنية، وذلك حتى لا يتم تحويلهم في القريب العاجل إلى كوادر عسكرية أو سياسية ومن ثم قيادات، وتكون هناك بذرة جديدة لإحياء القدرات البشرية للتنظيم.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن تخلص إسرائيل من الجانب البشري في "حزب الله" حتى بعد أن تم استهداف قيادات وكوادر عسكرية وسياسية في الصفوف الأولى، هو الأهم للقضاء على التنظيم، مقارنة بضرب المنظومة التسليحية التي دُمر الجانب الأكبر منها.
وذكر الخبراء أن من أهم الأهداف التي تعمل على أساسها إسرائيل في عدم وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، ووضع شروط تعجيزية حتى لو حول الوصول إلى هدنة "مؤقتة"، تتعلق في المقام الأول باستغلال مرحلة التأرجح في الولايات المتحدة ما بين مغادرة الرئيس الحالي جو بايدن للبيت الأبيض وتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قبل الوصول إلى قرارات فعلية لوقف إطلاق النار، لتصفية العناصر والكوادر العسكرية والسياسية في حزب الله، وأفراد محسوبين على التنظيم، يعملون في مجالات خدمية ومدنية.
واغتالت إسرائيل، مؤخرًا، محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" في غارة عنيفة استهدفت مبنى حزب "البعث" في منطقة "رأس النبع" في العاصمة بيروت.
ويؤكد الباحث في الأمن السياسي بيار شاكر أن إسرائيل وصلت في حربها على "حزب الله" إلى مراحل متقدمة في خطة استهداف المكون البشري الذي يمثل أكثر من 70% من قوة التنظيم، وهي القوة الأهم في الميليشيا من الترسانة العسكرية والبنية التحتية والنظم الصاروخية، وكل ما كان عليه "حزب الله" قبل أكثر من 3 أشهر.
وأوضح شاكر في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن القدرات التسليحية من الممكن إعادة بنائها وتعظيمها ووضعها في مراكز قوة، لكن القوة البشرية لـ"حزب الله" بداية من القيادات والكوادر في الصف الأول والثاني مرورًا بالعناصر العسكرية واللوجستية في الصفوف المتأخرة أي الثالث والرابع، تحتاج إلى عقود من الزمن، لا سيما أن ما كانت عليه هذه القيادات والكوادر من خبرات سياسية وعسكرية وقتالية، هي نتاج تأسيس وتدريب وتأهيل ومشاركة في حروب وتولي مهام ومن ثم تنوع المسؤوليات واستلامها من قيادات أخرى سابقة.
وذكر شاكر أن خطة إسرائيل التي يتم العمل عليها، محو قيادات أو كوادر حزب الله، سواء السابقة أو القادمة، حتى لا يكون هناك إعادة بناء جيل جديد وإتمام عملية تسليم وتسلم مع الوقت، لذلك فإن الخطة الإسرائيلية تذهب بشكل كبير إلى البيئة الحاضنة لحزب الله.
وتابع شاكر أن تخلص إسرائيل من الجانب البشري في "حزب الله" حتى بعد أن تم استهداف قيادات وكوادر عسكرية وسياسية هو الأهم مقارنة بضرب المنظومة التسليحية.
ويرى الخبير الإستراتيجي راغب رمالي أن تصفية إسرائيل لمسؤول الإعلام في حزب الله عفيف، هو اغتيال رمزي إلى حد كبير، في ظل العمل على ملاحقة كافة القيادات والعناصر في الصفّين الثاني والثالث، التي تحمل أهمية أكبر من قيادات سياسية ما زالوا نشطين وظاهرين دون خفاء، في حين أن الأهم للجانب الإسرائيلي تصفية الكوادر العسكرية حتى لو كانت عناصر ذات درجة متأخرة.
ويبين رمالي أن اسرائيل في استهدافها لصفوف "حزب الله" على المستويات القتالية والتنظيمية والسياسية تسير بشكل خططي وممنهج في ظل كشف الجانب الأكبر من تلك الصفوف في وقت سابق من خلال تواجد عناصر التنظيم في مواقع بالداخل السوري وقت الحرب هناك، حيث كان الرصد الذي تم بشكل مباشر لقيادات وعناصر بالميليشيا، ومن ثم امتلاك قاعدة بيانات تتعلق بمجموعات كاملة على مستويات عسكرية وتنظيمية، ليتم القضاء عليهم في الفترة الحالية، بعد أن باتوا في مرمى الاستهداف الإسرائيلي، لا سيما خلال هروب بعض الكوادر إلى وسط المدنيين في مناطق سكنية ببيروت ومدن لبنانية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|