"عصر الجيش" في لبنان... حقبة مهمّة جداً تبدأ بعد وقف إطلاق النار...
قد لا تكون مبالغة إذا قُلنا إن مرحلة ما بعد أي اتّفاق يمكنه أن يحصل مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اليوم، أو في وقت لاحق، سوف تحمل إسم "عصر الجيش" في لبنان، ولا شيء سوى ذلك.
قسوة ديبلوماسية؟
فالمهام التي ستُوكَل الى الجيش اللبناني لوقف الحرب بشكل كامل كبيرة واستراتيجية، وهي لا تقف عند حدود السياسة المحليّة في لبنان، والشروط التي تضعها أمام حركته سواء في الجنوب، أو على الأراضي اللبنانية عموماً. كما يبدو أنها لا تنتظر سياسات التراضي الداخلية التي تحكّمت بعمل المؤسّسة العسكرية جنوباً، خلال العقود الماضية.
وفي سياق متّصل، تتقاطع بعض المعلومات على أن هناك "قسوة ديبلوماسية نوعاً ما"، يصطدم بها المسؤولون اللبنانيون في المحادثات التي يجرونها لوقف إطلاق النار، وهو ما يُظهر وكأن لبنان أمام مرحلة جديدة ومُبهَمَة بعض الشيء، سيكون من الأفضل فيها لكل الأطراف أن يُطلِقوا يد الجيش اللبناني في العمل بشكل تام بحسب بعض الأوساط، وبما يتوافق مع شروط تطبيق القرارات الدولية بالكامل.
حماية شرعية
أكد العميد المتقاعد جورج نادر أن "الجيش قادر على أن يقوم بالمهام المُلقاة على عاتقه. ولكن من الأفضل منحه القدرة على تنفيذها بشكل يجعله محمياً شرعياً فيها، وهو ما يعني أن من الأفضل إعلان حال الطوارىء".
وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم":"لنفترض أنه حصلت اتفاقية مع هوكستين، واتُّفِقَ على ذهاب الجيش الى الجنوب. من يحمي الجندي على هذا المستوى؟ من يحميه إذا تعرّض لمعارضة أو لمشاكل مع الفلسطينيين في البرج الشمالي مثلاً؟ وماذا يفعل في تلك الحالة؟ هل يشتبك معهم أم لا؟ وإذا اشتبك، ماذا سيُقال له؟ وهل سيسمع من يقول له نحن لم نطلب منك أن تشتبك معهم؟".
وأضاف:"لهذا السبب، لا مفرّ من إعلان حال الطوارىء حتى يكون لدى الجيش شرعية الحركة الكاملة. فبإعلان حال الطوارىء، سيمنحه القانون شرعية التحرّك، وهو يعرف كيف سيتصرّف، وكيف سينتشر جنوباً، وأين سيركّز قواه هناك، ومع من سيشتبك أو لا".
القرارات الدولية
وأشار نادر الى أن "إعلان حال الطوارىء يحتاج طبعاً الى اتصالات سياسية مع الخارج، أي مع دول القرار، والأمم المتحدة، وقوات "يونيفيل"، ومع "حزب الله"، وكل القوى المؤثِّرَة في الجنوب. وبموجب هذا الإعلان، يمكن للجيش أن يقول للجميع إنه سينتشر هناك، وإنه لا يريد معوقات تحت طائلة إزالة أي شيء على هذا الصعيد من أمامه، حتى ولو اضطُّر للاشتباك مع أي طرف. فهذا سيكون واجباً على العسكريين بموجب حال الطوارىء".
وتابع:"يجب أن يتحدث المسؤولون اللبنانيون الآن وفق هذا المنطق، وإلا فإنهم لن يتمكنوا من إنقاذ لبنان. فكل الحلول المحليّة تقوم على التهرّب و"الترقيع". والمثال الأبرز على ذلك هو أنهم يدعمون تطبيق القرار 1701 بالكلام، وبموازاة القول إنهم ليسوا مع القرار 1559، وذلك رغم أن التشديد على تطبيق القرارَيْن الدوليَّيْن 1559 و1680 موجود في متن القرار 1701. وبالتالي، كيف يكونون مع القرار الأخير بموازاة رفض باقي القرارات؟ هذا تحايُل على الطريقة اللبنانية، وهي طريقة "ماشي الحال"، وغداً نتحدث الى قوات "يونيفيل"، وغيرها من الأمور التي ما عادت ممكنة اليوم، لا سيّما أن الحرب الحالية مختلفة عن الحروب السابقة".
وختم:"أي تحايُل سياسي على الجيش مستقبلاً، أو على القوانين الدولية، سيأخذ البلد الى مكان أصعب بكثير. فالمشكلة الحالية ليست مساومة داخلية في لبنان. والتذاكي على الأمم المتحدة ودول العالم والدول العربية ما عاد ممكناً. وبالتالي، إما تطبيق القرار 1701 بنسبة 100 في المئة، وبكلّ مندرجاته، أو ان المسؤولين اللبنانيين سيأخذون كل شيء الى الهلاك، ومساحة الاختيار باتت محصورة ضمن هذا الإطار".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|