محليات

وقف إطلاق النار بتنقيح محلّي... استجماع القدرات لتجديد القتال بدلاً من إنهاء الحرب...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في العادة، تشكل مراحل وقف إطلاق النار قاعدة تحضيرية وتمهيدية للقيام بكل ما يؤسّس لإنهاء العمليات العسكرية والحرب، عند اندلاع أي نزاع عسكري.

تجديد القتال

وأما في لبنان، فالحال قد لا يكون على هذا النحو تماماً، إذ نلاحظ جيّداً، ومنذ وقت طويل، أن وقف إطلاق النار قد يتحوّل بسهولة الى مرحلة تحضيرية لاستجماع القدرات والصّفوف، تمهيداً لتجديد القتال والمعارك، وتسخين الحرب.

وهذا ما تحكّم (ولا يزال يتحكّم) بالملف اللبناني، حتى على مستوى التعامل مع القرارات الدولية، التي من المُفتَرَض أنها توضَع وتصدر كتمهيد لواقع جديد. وأما في الحالة اللبنانية، فهي تصدر ويُوافَق عليها داخلياً، قبل بَدْء إصدار شروحات محليّة خاصّة بها، بشكل يُدخل البلد في مزيد من المتاهات والمشاكل والمتاعب والأحوال "الانهيارية"، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

الواقع اليومي

تُفيد مصادر ديبلوماسية بأنه بمعزل عن أجواء إيجابية يعبّر عنها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، أو عن غيرها من الإشارات الحَذِرَة، يبقى أن لبنان الآن أمام مرحلة دقيقة جداً، أساسها وقف النار تمهيداً لهدنة تناقش بعض الأمور القادرة على تجديد القتال بأي وقت في المستقبل. وبحسب نتائج تلك النقاشات، سيُصبح الحديث عن إنهاء الحرب الحالية بالكامل، ممكناً أو لا.

وتعتبر تلك المصادر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يمنع التفاؤل بحلول تامّة خلال وقت قريب. فالقضية ليست مسألة تمنّيات، بل وقائع تتحكم بما يجري يومياً، فيما لا شيء واضحاً يؤكد أننا اقتربنا من ترجمة إيجابيات أي مفاوضات، ضمن الواقع اليومي.

من ضمن المعركة؟

في أي حال، مفاوضات وقف إطلاق النار ليست سهلة. وما ينتظر لبنان والمنطقة بحال فشلها، لن يكون سَلِساً أبداً، بحسب بعض الأوساط المُتابِعَة.

وحتى إن بعض الأوساط تؤكد لوكالة "أخبار اليوم" أن حقبات ما بعد فشل مساعي التهدئة، قد تكون أسوأ من التصعيد العسكري نفسه. وأمام هذا الواقع، تلفت تلك المصادر الى أنه من المُبكر جداً الحُكم على حراك هوكشتاين الحالي في المنطقة، لأن الآتي من الأيام وحده قادر على الإجابة عن الكثير من الأسئلة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن الحديث عن أجواء اقتراب وقف إطلاق النار، قد يكون أحياناً كثيرة من ضمن المعركة، أو قد يشكل تمهيداً لمزيد من العمليات العسكرية، على وقع الأجواء الإيجابية داخل المقرّات الرسمية.

"عا الأرض"...

هل نحن أمام ساعات فاصِلَة عن فترة تحضيرية لإنهاء المعارك في لبنان، أو لا؟ لا أحد يمكنه أن يؤكد ذلك أو ينفيه بالمُطلَق.

ولكن الأكيد هو أن لبنان بحاجة الى ذهنية جديدة في التعاطي مع حقبات وقف إطلاق النار، تعترف بوجوب جعلها مرحلة تمهيدية لإنهاء القتال، وليس لاستجماع الصّفوف والقدرات بما يأخذ الأمور الى مزيد من التدمير.


هذا فضلاً عن حاجة لبنان الأكيدة الى نهج جديد في التعاطي مع القرارات الدولية، من خارج أي شرح أو تنقيح محلّي لها، لا أحد بحاجة إليه عملياً، ولا يُساهم سوى بمزيد من التدهور الأمني والسياسي والاقتصادي، لبلد بات "عا الأرض يا حكم".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا