هبة بوتين للبنان... رغم توقيتها اللافت لا علاقة لها بالازمة اللبنانية

في توقيت لافت بالتزامن مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إعطاء توجيهاته لتزويد لبنان بهبة قمح تصل الى ٢٥ ألف طن، وكذلك ١٠ آلاف طن من الفيول"، الامر الذي يفتح المجال امام تساؤلات مشروعة عن قبول هذه الهبة من بلد مستهدف بالعقوبات الغربية والاميركية –وهي دول للبنان مصالح متعددة معها- وعن دخول روسيا على خط التجاذب المتعلق بالاستحقاق الرئاسي... وصولا الى التدخل الى الحكومة في مرحلة الفراغ؟

وتعليقا على هذه التساؤلات، يقول النائب السابق أمل ابو زيد –مستشار الرئيس ميشال عون للشؤون الروسية- ان لا علاقة لقرار الرئيس الروسي ببدء الشغور الرئاسي. ويكشف عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الموضوع يتابع مع الجانب الروسي منذ اكثر من شهرين، مشيرا الى الجهود الكبيرة التي قام بها السفيرين الروسي في لبنان (الكسندر روداكوف) واللبناني في موسكو (شوقي بو نصار)

وينفي ابو زيد اي دخول روسي على خط الازمة في لبنان، حيث ان بوتين وافق على الهبة المشار اليها يوم الجمعة والسفارة في موسكو تبلغت الموافقة يوم امس وتواصلت مع وزير الاشغال من اجل ترتيب الاجراءات اللوجستية بشأن التفريغ والتخزين، مع العلم ان الحكومة الروسية كانت قد وافقت على الهبة في ايلول الفائت، وكان التنفيذ بانتظار توقيع الرئيس بوتين مع العلم ان موضوع هبات الغذاء التي تقدمها روسيا تشمل عددا من الدول لا يقتصر على لبنان الذي يحتاج بشدة لهاتين المادتين.

عن العقوبات التي يمكن ان يتعرض لها لبنان جراء قبول هذه الهبة، يجزم ابو زيد انه لا يوجد اي تعارض لانها هبة انسانية وكافة الدول تعرف مدى حاجة لبنان الى الفيول والقمح، مشددا على ان هذا الموضوع خارج الاطار السياسي.

وفي هذا السياق، يذكر ابو زيد بان روسيا لم تتوقف عند الموقف السياسي اللبناني من الحرب على اوكرانيا، كونها تعرف حساسية الوضع الداخلي عندنا، وتدرك ايضا مدى صعوبة الظروف التي يمر بها الشعب اللبناني فقررت ان تمد يد العون من اجل الكهرباء والخبز، وبالتالي لا ضرر.

ومتى ستصل هذه الهبة الى لبنان، يوضح ابو زيد: بدأ التواصل مع وزارة الاشغال.

وكان أعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في تغريدة على حسابه عبر تويتر، مساء امس، ان "السفير الروسي لدى لبنان نقل اليه قرارا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعطاء توجيهاته لتزويد لبنان بهبة قمح تصل الى ٢٥ ألف طن، وكذلك ١٠ آلاف طن من الفيول، طالباً من الوزارة القياسات الخاصة بالسفن لرسو البواخر المناسبة في المرافئ اللبنانية، على أن يحدد تاريخ التسليم في اليومين المقبلين".