ظروف وقف النار "غير ناضجة"!
لا تشي المعلومات المُستقاة من مصادر متابعة للحراك الأميركي لوقف إطلاق النار، بأن ظروف إنهاء الحرب قد نضجت، حيث أن جهود الوسيط الأميركي آموس هوكستين في بيروت واجتماعاته مع المعنيين، من أجل مناقشة النقاط وتحديد العقد التي ما زالت تؤخر الإتفاق على صيغة يحملها هوكستين، لم تُثمر أي نتائج عملية تُنبىء بإمكان الرهان على اقتراب موعد نهاية الصراع.
وفيما أوحى هوكستين نفسه بمناخات إيجابية تحيط بتحركه وقرر تمديد إقامته، فإن المصادر المتابعة، لا تزال تبدي حذراً لافتاً من أي مبالغة في الإستنتاجات الإيجابية أو التفاؤلية، وتقول ل"ليبانون ديبايت"، إن التصعيد الإسرائيلي مستمر وما من تحولٍ عملي من الناحية المبدئية.
ورداً على سؤال حول الإجتماع ما بين الموفد الأميركي وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وما إذا كان مؤشراً على تحقيق تقدمٍ ما، تقول المصادر إن البحث تناول المسائل التقنية واللوجستية المتعلقة بانتشار الجيش في منطقة جنوبي الليطاني، ومراحل هذا الإنتشار كما خارطة المناطق التي ستنتشر الوحدات فيها، كما المواقع والمراكز التي سيقيمها الجيش في القرى الجنوبية كما على الحدود وفي الشريط الحدودي، وبالتالي ليس الإكتفاء بنقاط مراقبة بعيدة عن الحدود.
وتؤكد المصادر المتابعة وجود خطة واضحة بين الأميركيين والجيش حول آلية الإنتشار ودخول الجيش إلى الجنوب بعد وقف إطلاق النار والبدء بتنفيذ القرار الدولي 1701.
ولكن هذا البحث الذي يقتصر على الجانب اللوجستي، لا يعني بالضرورة أنه قد حصل اتفاق على آلية الإنتشار أو أنها سلكت طريقها باتجاه التنفيذ، حيث تحرص المصادر على التأكيد بأن النقاش تركز على اللوجستيات في عملية الإنتشار، حيث أن الإتفاق على وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار ما زال بعيداً، إن لم يكن غير محسوم في اللحظة الراهنة.
وعن أسباب بقاء هوكستين في بيروت مع العلم أنه كان من المتوقع أن يحمل الردّ اللبناني وينتقل إلى إسرائيل لمتابعة مساعي وقف النار، تقول المصادر إنها ترتبط بمحاولته التوصل إلى صيغة موحدة للإتفاق قبل الذهاب إلى إسرائيل.
ورداً على سؤال حول الواقع الذي وصلت إليه مبادرة هوكستين في اليوم الأول من النقاشات، تجد المصادر أنه من المبكر الخروج بأي انطباعات في هذا الإطار، وخصوصاً الإنطباعات ذات الطابع الإيجابي وفق بعض الأجواء والمواقف السياسية، كونها ترى أن المسار التفاوضي، لا يزال في بدايته وقد يكون طويلاً قبل التوصل إلى أي توافق على هذا الصعيد، خصوصاً وأن هو مطروح حول موافقة "حزب الله" على أي صيغة، أو موافقة لبنان، يبقى مرهوناً بالموقف الإسرائيلي وبما تريده من الإتفاق، خصوصاً وأن إسرائيل غير موافقة أيضاً على ما هو مطروح اليوم على طاولة النقاش.
ومقابل الموقف الأميركي "المتفائل" والإعلان عن حصول تقدم في جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار، تسأل المصادر المتابعة عن "التقدم" الذي تحقق، معتبرةً أن الصورة على حالها والحرب مستمرة، حيث أن الأجواء التفاؤلية التي شاعت في الساعات الماضية، تنطلق من مقاربة تركز على عدم ظهور لبنان الرسمي، بموقع المعرقل لاتفاق وقف النار أو الرافض لتنفيذ القرارات الدولية ووقف الحرب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|