فن

ملكة جمال الكون الجديدة... "صدمة السوشيل ميديا" وعودة النقاش حول معايير المسابقة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حققت ملكة جمال الدنمارك  فيكتوريا ثيلفيغ  إنجازاً تاريخياً لبلدها، بعدما تُوّجت على عرش عالمي بفوزها في مسابقة ملكة جمال الكون لعام 2024. الشابة البالغة من العمر 21 عاماً، تعمل في صناعة الألماس وتدافع عن رفاهية الحيوانات وتطمح لتصبح محامية، تفوّقت على 127 منافسة في الحدث الذي أقيم في مدينة مكسيكو.

 

 

حلم الطفولة يتحقق: فكتوريا في لحظة فخر واعتزاز

في مقابلة مع "ميامي هيرالد" عبّرت فكتوريا عن فرح كبير يعتريها بعد فوزها باللقب، مضيفة أنّها لا تزال في مرحلة الصدمة وتختبر مشاعر جيّاشة: "لقد عشت لحظات جميلة جداً في الأيام السالفة، وأعلم أنّ الأيام المقبلة ستحمل لي ما هو أجمل". 

 

 

 

 

اللافت أنّ المحاورة توجّهت إلى المشاهدين قائلة: "إنّها حقيقية وليست من صنع الذكاء الاصطناعي"، في إشارة إلى جمالها الأخّاذ، لتعود وتعقّب للملكة على تعليقها: "العديد من المتابعين اعتبروا أنك تشبهين "باربي"، لذلك أؤكّد لهم أنكِ حقيقية".

تحدّثت فكتوريا عن حلمها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها بأن تصبح ملكة جمال الكون، وقد عملت لأجل هذا الحلم: "ما حققته يؤكّد أنّه مع الجهد والمثابرة يمكن للأحلام أن تصبح حقيقة، وأنا ممتنّة".

وتابعت: "الدنمارك في حالة من الفخر لأننا ننجز هذا اللقب للمرّة الأولى في تاريخ بلدي، سعيدة لأنني استطعت أن أجلب معي هذه الطاقة، ولا شكّ أنّها كانت من أجمل اللحظات فخراً في حياتي".

 

 

التباين في معايير الجمال: من الشمولية إلى الجدل السياسي

في الواقع، ورغم أنّ تعليق المحاورة أتى ليشيد بجمال الملكة المنتخبة، إلّا أنّ التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي كان قد سلك طريقاً جدلياً أوسع من معيار جمال الملكة. وتربّع على عرش هذه التعليقات رئيس شركة "تسلا"، إيلون ماسك، الذي نشر صورة لـ فكتوريا مكتوباً عليها التعليق الآتي: "عاجل: الإنترنت في صدمة بعد فوز امرأة بيولوجية جذابة بوزن صحّي بمسابقة ملكة جمال الكون".

 

 


 

وانضمّ إليه نجل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إذ نشر دونالد ترامب الابن مقطع فيديو للملكة المتوّجة مرفقاً بتعليق جاء فيه: "أصبحت النساء البيولوجيات والجذابات بشكل موضوعي يُسمح لهن بالفوز بمسابقات الجمال مرّة أخرى. نحن عائدون وبقوة!".

وكتب معلّق آخر على "إكس": "لكن لننظر إلى الواقع هنا. كانت مسابقات الجمال يوماً ما احتفالاً بالرشاقة والأناقة، ونعم، بالأنوثة الطبيعية. ومع ذلك، يبدو اليوم أنّ مجرد فكرة أن تتبنّى امرأة صحيحة وتتمتع بجمال تقليدي هذا الدور أصبح نوعاً من الصدمة الثقافية. إنّه عالم غريب عندما يصبح المعيار هو الاستثناء، أتعرفون؟".

 

 

View this post on Instagram

A post shared by Donald Trump Jr. (@donaldjtrumpjr)

 

 

 

ولتوضيح هذه العيّنة من التعليقات، فقد شهدت المسابقة الجمالية العام الماضي تبايناً في الآراء، بعد تبنّيها خط الشمولية بهدف تعزيز "الاندماج الاجتماعي"، وازدادت حدّة هذه التباينات بعدما نجحت ملكة جمال البرتغال، وهي امرأة متحوّلة جنسياً، في الوصول إلى قائمة أفضل 20 متسابقة. كما شاركت في المسابقة العالمية أيضاً ريكي فاليري كولي، أوّل امرأة متحولة جنسياً تفوز بلقب ملكة جمال هولندا.



تمّ شراء المسابقة من قِبل آن جاكابونغ جاكراجوتاتيب، وهي سيدة أعمال تايلاندية متحولة جنسياً وداعمة قوية لحقوق المتحوّلين جنسياً، ما جعل العديد من المتابعين يتوقّعون استمرار المسابقة هذا العام في الخروج عن تقاليدها المعتادة، لا سيّما أنّه في العام الماضي أيضاً، ألغت مسابقة ملكة جمال الكون الحدّ الأقصى للعمر، وسهّلت مشاركة النساء المتزوجات والمطلّقات وذوات الأجسام الممتلئة.

وفي مقطع فيديو مسرّب لـ آن جاكابونغ جاكراجوتاتيب، أوضحت سبب الإقدام على خطوة السماح للمتحوّلات جنسياً بالمشاركة قائلة: "هذه استراتيجية تواصل، لأنكم تفهمون، يمكنهن المنافسة، لكن لا يمكنهن الفوز. نحن فقط نضع السياسة هناك... الاندماج الاجتماعي.".

وقد علّقت على التفاعل الساخر لكلّ من ماسك وترامب، قائلة: "نعم إنّها (فكتوريا) جميلة".

 

 

View this post on Instagram

A post shared by Anne Jakrajutatip | แอน จักรพงษ์ (@annejkn.official)


 

لذلك شكّل فوز فكتوريا "انتصاراً" للخط الرافض للتغييرات، إذ يرى أنّ الفعالية الجمالية يجب ان تكون حصراً بالنساء البيولوجيات، تماماً كما هو الجدل القائم في عالم الرياضة. ورأى هذا الفريق بأنّ نتائج المسابقة هذا العام عادت لما يجب أن تكون عليه، وأن سلكت "خط الشفاء والصحوة". فيما ردّ آخرون على هذا الرأي، معتبرين أنّ المسابقة تراجعت عن "قيمها الشمولية" بتتويج "امرأة بيولوجية" بعد تعويلهم على فكر مالكتها المدافعة عن حقوق المتحوّلين جنسياً.

التباين في الآراء سلك مساراً آخر أيضاً، إذ تعرّض العديد من المتابعين الذين تبنّوا مصطلح "امرأة بيضاء أو شقراء" للانتقادات، إذ رأى كثر في مضمونه يحمل نوعاً من العنصرية، مؤكّداً أنّ الفائزات بلقب ملكة جمال الكون تمتّعن بمعايير جمال جذّابة أيضاً. كما دافع آخرون في الوقت عينه عن مشاركة النساء المتحوّلات جنسياً، لافتين إلى أنّهن لم يفزن باللقب بعد، بل وصلن إلى مراكز متقدّمة في المسابقة، في خطوة هدفها تعزيز اندماجهن في المجتمع.

 

إرث ترامب في ملكة جمال الكون: بين الماضي والحاضر

مما لا شكّ فيه، أنّ التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي أخذت مسار المسابقة الجمالية إلى منحى آخر، لا سيّما بعد دخول ماسك على الخط. إذ يُنظر إليه من قبل البعض بأنّ تعليقه على فوز فكتوريا ليس سوى محاولة لتسييس المسابقة وجذب الانتباه إلى مواقفه بشأن معايير الجمال والجنس، بالإضافة إلى كونه يهوى بطبيعته إثارة الجدل.

 

كما أنّ البعض استخلص سبب إقحام ماسك نفسه بجدلية ملكة جمال الكون، لا سيّما أنّ دونالد ترامب، كان يمتلك مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة، وهي المسابقة الوطنية التي تؤدي إلى مسابقة ملكة جمال الكون العالمية من عام 1996 حتى 2015. وخلال فترة ملكيته، شهدت منظمة ملكة جمال الكون العديد من الجدل واللحظات البارزة، لكن ترامب ظل شخصية محورية في كلتا المسابقتين.

 

 

 

ومع ذلك، في عام 2015، باع ترامب منظمة ملكة جمال الكون إلى وكالة WME/IMG، ما أدّى في النهاية إلى استحواذ مجموعة الإعلام التايلاندية JKN Global Group على المسابقة في عام 2022، لتصبح آن جاكراجوتاتيب، وهي امرأة متحولة جنسياً، هي الرئيس التنفيذي لشركة JKN، وهي الشركة التي تملك الآن كلاً من مسابقتي ملكة جمال الكون وملكة جمال الولايات المتحدة، ما يمثل تحولاً كبيراً في القيادة والملكية. وأثار ذلك مناقشات سياسية وثقافية حول الشمولية وتغيير المشهد في مسابقات الجمال.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا