أخطر كمين إسرائيليّ يهدّد اللبنانيين.. ماذا قيلَ عن "المسافة الآمنة"؟
رسائل دموية للحكومة عبر شهداء الجيش...إحزموا أمركم وطبقوا الـ1701 كاملا!
على وقع جولات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين المتنقلة بين لبنان وإسرائيل في محاولة لإيجاد حل لوقف إطلاق النار، وتعديل ما أمكن من نقاط في مسودة المفاوضات، جاء خبر نعي قيادة الجيش اللبناني لأربعة شهداء عسكريين جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مركزا للجيش اللبناني في بلدة الصرفند.
قبل هذا الحادث الدموي بيومين سقط شهيدان أيضاً نتيجة استهداف القوات الإسرائيلية مركزا للجيش اللبناني بشكل مباشر في بلدة الماري-حاصبيا. وبذلك وصل عدد شهداء الجيش منذ بدء الحرب الإسرائيلية في تشرين الأول 2023 إلى 40 شهيدا.
ميدانيا، لم يعد سراً أن مشهدية المعارك والضربات الإسرائيلية على القرى والبلدات الجنوبية قبل اغتيال حسن نصرالله في 27 أيلول 2024 لم تعد مطابقة لكل سرديات حزب الله عن الإنتصارات الوهمية. فأعداد القتلى بين مقاتلين ومدنيين قارب الـ5000 وحوالى 10 آلاف جريح عدا عن تدمير حوالى 60 ألف وحدة سكنية في الجنوب والهرمل والبقاع وبعلبك والضاحية الجنوبية. وتكفي مشهدية تدمير 36 قرية في القطاعين الأوسط والشرقي بشكل كامل ودخول القوات الإسرائيلية إلى عمق حوالى 7 كلم ورفع العلم الإسرائيلي في عدد من القرى ومنها كفركلا والخيام وعلما الشعب وشمع، للإعتراف بأن الهزيمة أقوى وأبعد من حلم النصر ولا بد من تسليم الجيش اللبناني الأرض التي سيدافع عنها بدمائه ويعمل مع تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته. آنذاك يكون الإنتصار الفعلي.
دخول الجيش اللبناني على خط المفاوضات نظرا إلى دوره المرتقب في المرحلة المقبلة تزامن أيضا مع استهداف القوات الإسرائيلية مراكز وآليات الجيش اللبناني بشكل مباشر.
العميد المتقاعد حسن جوني يقول لـ"المركزية" "استهداف الجيش الإسرائيلي للجيش اللبناني ليس مستغربا لأنه جيش عدوّ بالنسبة لإسرائيل، وبطبيعة الحال لا يجب أن نستغرب قصفه مراكز الجيش اللبناني واستهداف الآليات التابعة له وسقوط شهداء في صفوفه. المستغرب أن تعلن حكومة نتانياهو بأن حربها هي ضد حزب الله، في حين أن إسرائيل دولة عدوة للبنان والجيش اللبناني. وهذا العداء بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي قانوني وناتج عن الوضع السياسي للدولة اللبنانية وهذا أمر ثابت".
وعن توقيت الإستهدافات في الأيام الأخيرة، يطرح العميد جوني ثلاثة احتمالات: الأول توجيه رسائل دموية إلى الجيش اللبناني لتذكيره بأنه في حال حصلت مواجهة مع الجيش الإسرائيلي سيكون رد الأخيرحاسما". ويشير إلى أن لا مؤشرات ميدانية حتى الآن بقيام الجيش اللبناني بأي رد خصوصا أن القرار مرتبط مباشرة بالحكومة، لكن الواضح أن القوات الإسرائيلية ربما تتوقع أن تحصل عمليات رد أو أنها تحاول استباق أي رد متوقع.
الرسالة الثانية التي تريد إسرائيل إيصالها من خلال استهداف عناصر الجيش اللبناني في الجنوب هي العمل على دفع وحدات الجيش إلى خارج نطاق تمركزها في المنطقة التي تريد القوات الإسرائيلية التوغل إليها واحتلالها.
تبقى الرسالة الثالثة وهي موجهة مباشرة إلى الحكومة اللبنانية. وفي هذا السياق يقول العميد جوني"أعتقد أن ثمة رسالة للحكومة اللبنانية وتحديدا في لحظة المفاوضات القائمة بين حزب الله وإسرائيل عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين والهدف منها الضغط على الحكومة للقبول بمسار المفاوضات القائم ووفق الشروط الإسرائيلية وفي حال اتخذت الحكومة أي قرار يؤثر على مسار المفاوضات فالرد سيكون عبر استهداف الجيش كونه يمثل السلطة الشرعية للدولة اللبنانية.
أول سؤال يتبادر إلى الأذهان إزاء عمليات استهداف الجيش من قبل الجيش الإسرائيلي وسقوط شهداء، علما أنهم ليسوا في أرض المعركة:هل سيعطى الجيش اللبناني الضوء الأخضر للرد على عمليات استهدافه وسقوط شهداء في صفوفه؟
يؤكد العميد جوني أن "في حال تعرض الجيش اللبناني لأي هجوم مباشر من قبل أي قوة مسلحة أو جيش تابع لدولة ما فبطبيعة الحال سيرد دفاعا عن النفس. وعدم الرد إلى اليوم على الإعتداءات المباشرة وغير المباشرة التي استهدفته من قبل القوات الإسرائيلية ناتج عن عدم تعرضه لهجوم مباشر والذي يُفسر في المفهوم العسكري بالهجوم على مركز دفاعي للجيش اللبناني وليس استهداف آلية أو سيارة عسكرية. آنذاك يصبح الرد دفاعا عن النفس بديهيا. وعموما أي رد من قبل الجيش يبقى مرهونا بالحكومة التي عليها أن تتخذ قرار الرد وتؤمن مستلزماته".
يفرض الواقع الميداني القول بأن الضربات الإستخباراتية التي تلقاها الحزب واغتيال الأمين العام حسن نصرالله وقادة الصف الأول أضعفت الحزب وسقط مفهوم "توازن الرعب" الذي كان قائما ما بعد حرب تموز 2006 لكن الإتكال يبقى على دور الجيش في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، يشدد العميد جوني "بأن دور الجيش أساسي وحصري في أي اتفاق سياسي وبطبيعة الحال القرار 1701 الذي يشكل ركيزة الإتفاق وهنا تبرز أهمية دور الجيش لناحية التزام الدولة اللبنانية بالقرار الدولي وحماية البلاد".
بدوره، يؤكد العميد المتقاعد جورج نادر لـ " المركزية" أن استهداف الجيش اللبناني بالمباشر في الأيام الأخيرة ليس إلا رسالة للدولة اللبنانية بهدف الضغط عليها وتطبيق القرارات الدولية. وعلى رغم عدم وجود قرار سياسي بالرد على استهدافات الجيش اللبناني يرى نادر أن من الضروري جدا أن يبادر الجيش إلى الرد في حال استهدافه مباشرة، وإلا على السلطة في حال كان لديها حس المسؤولية أن تبادر إلى إعلان حالة طوارئ وترسل الجيش إلى الجنوب وأن تحزم أمرها وتقرر سحب حزب الله وسلاحه الذي دمر البلاد والعباد وإلا، فالعمليات ضد الجيش ستستمر وتتضاعف بكل أسف لأنه يمثل الشرعية اللبنانية"يختم العميد نادر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|