ترتيب جديد للمنطقة باشراف اميركي سينعكس ايجابا على لبنان!

انهى الموفد الاميركي آموس هوكشتاين زيارته الى بيروت، وغادر معلنا من عين التينة: "حققنا تقدماً إيجابياً في المفاوضات مع الرئيس نبيه بري" وسأسافر إلى إسرائيل لمحاولة التوصل إلى حل".
رغم هذه الايجابية التفاؤل حذر، ولكن في حال نجحت المفاوضات وتم التوصل الى وقف اطلاق النار، فان السؤال الاساسي: هل سنعود الى معالجة الازمات الداخلية العالقة منذ سنوات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية؟ وكيف؟
يرى مرجع سياسي، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان المفاوضات القائمة من اجل وقف اطلاق النار اكان في لبنان او في غزة تشير الى ترتيب جديد للمنطقة باشراف اميركي، يشمل المصالح العربية والاسرائيلية. واضاف: عندما تنضج ظروف هذا الترتيب الاقليمي الكبير ستصل نتائجه الى لبنان، وسيتم تشكيل سلطة كاملة متكاملة ومتآلفة في لبنان بدءا من انتخاب رئيس الجمهورية ثم تشكيل الحكومة.
واعتبر المصدر انه على الرغم من الحرب الطاحنة والمستمرة، فان هذا الترتيب سيكون ايجابيا للبنان، حيث ان المنطقة ذاهبة الى استقرار وسلام، معتبرا ان ادوات عمل الرئيس المنتخب وفريق عمله موجودة في تعامله وتعاطيه مع الخارج، بحيث ان كل المؤسسات في الداخل تآكلت ونخرها الفساد.
وردا على سؤال، اشار المصدر الى ان انتخاب الرئيس العتيد، سيكون على غرار انتخابات العام 1958 ، بحيث ان فؤاد شهاب لم يأت الى الرئاسة نتيجة اجماع داخلي بل نتيجة تفاهم عربي اميركي، كما ان رؤساء الجمهورية بعد العام 1992 انتخبوا نتيجة تفاهم سوري اميركي، واليوم ستأتي سلطة سياسية نتيجة ترتيب سياسي اقليمي ودولي تتبناه وتشرف عليه واشنطن، مع الاشارة الى ان رئيسي الحكومة والجمهورية سيكونان متكاملان من اجل ترتيب سلطة محلية تتماشى مع المنحى الاقليمي الجديد.
والا توجد خشية من التعطيل، اجاب: الثنائي الشيعي ممثلا بالرئيس بري سار بالاتفاق قبل سواه، وهذا ما ينطبق على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثل السُّنة في الحكم راهنا، كما ان زيارة هوكشتاين الى كل من الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع من اجل نيل غطاء مسيحي وان كانا خارج السلطة، وهذا ما ينسحب ايضا على اللقاء مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي التقاه الموفد الاميركي قبل توجهه الى تل ابيب.
وختم: خير دليل ان الامور تسير وفق ما هو مرسوم لها، انه لم يطلب احد من القوى السياسية اللبنانية التي التقاها الموفد الاميركي احالة ورقة التفاوض الى المجلس النيابي من اجل مناقشتها واطلاع اللبنانيين على تفاصيل مضمونها بشكل معلن وليس بالتسريب.

عمر الراسي - "أخبار اليوم"