إيران تساكن "الأميركان" في لبنان
"فالس" دموي يدمغ مفاوضات وقف إطلاق النار وفق الورقة الأميركية التي ناقش تفاصيلها آموس هوكستين في بيروت وتل أبيب قبل عودته إلى دياره ليحتفل بعيد الشكر. فإسرائيل تواصل عدوانها على لبنان، ويواصل "حزب الله" مواجهتها بما تيسّر من قدرات، محاولاً تسطير "بطولات موضعية" بعد انهيار معادلة الردع.
وعلى إيقاع هذا "الفالس" تحرص إيران على رصد التطورات في الميدان عن كثب، مع شبه تسليم بالواقع الجديد، لتحفظ "حقوقها" مع حلول اليوم التالي إذا عبر اتفاق لوقف إطلاق النار الجبهة اللبنانية/الإسرائيلية. ومهما كانت الشروط مذلّة مقارنة بالشعارات التي لطالما تغنّى بها محور الممانعة، يبدو أنّه لم يعد بالإمكان إلا القبول بالتوقيع على بياض وتسجيل اعتراضات في الشكل وليس في المضمون بغية الخروج من المأزق الحالي.
وأي كلام آخر، يبقى في إطار النكران والمكابرة لحماية النفوذ في الساحة الداخلية، فالهزيمة أمام إسرائيل ممنوع ترجمتها هزيمة في المعادلات اللبنانية. مثل هذه الخسارة لا تتحمّلها إيران، لذا تبقي على الحزب في ساحة المعركة مهما تفاقمت الخسائر على أمل البقاء في دائرة القرار، ولو بحدود دنيا.
فإيران ترضى على الأقل في المرحلة المنظورة بإقفال المعابر غير الشرعية، وضبط المعابر الشرعية جيداً وعدم السماح بتدفّق السلاح إلى الحزب، وذلك مقابل الإبقاء على النفوذ السياسي والتحكم بمفاصل الدولة بعد الخسارة في الميدان، حتى لو استدعى الأمر طلب ودّ الولايات المتحدة، كما يظهر جلياً في السلوك الديبلوماسي لجمهورية ولاية الفقيه.
فالمصلحة تتطلب المساكنة مع الحضور الأميركي الذي سيتولّى على الأرض مراقبة تنفيذ الاتفاق المفترض التوصل إليه، إن اليوم أو بعد حين.
ومن المرتقب، مزيد من رسائل طلب الودّ إذا كانت التسوية تنتظر استلام الرئيس الأميركي المتجدّد دونالد ترامب السلطة ليبدأ التفاوض الجدّي الايراني - الأميركي بشأن الملف النووي والأذرع الايرانية، بما فيها "حزب الله" والصواريخ البالستية.
فخسارة الميدان في لبنان وسوريا وتهديد الميدان العراقي والدخول الأميركي والبريطاني على خط النار الحوثي، تدفع إيران إلى التنازل مقابل الربح في السياسة الداخلية لعواصم الدول التي تسيطر عليها، حتى لا تفاقم خسارتها، لذا الاستعجال واحتكار رئيس مجلس النواب نبيه بري للمفاوضات بغياب رئيس للجمهورية وبقبول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
فالمطلوب ألا تتغير المعادلات الداخلية حتى إنجاز الاتفاق وتأمين المكاسب لرأس المحور وحفظ ماء وجه "حزب الله" ببعض عمليات التجميل الشعبوية القائمة على انتصارات غيبيّة.
والصفقة التي يتمّ تحضيرها تذكّر بترسيم الحدود البحرية، حينها كانت بروفة تجريبية مع الأميركان، ليكتمل المشهد ويتحقق واقع المساكنة على الأرض اللبنانية بتثبيت الحدود البرية وخروج "حزب الله" عسكرياً من جبهة الجنوب.
وبعد هذا الإنجاز تقام الأفراح والليالي الملاح... وانتصرنا...
سناء الجاك-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|