كيف تخوض إسرائيل "حرب الأعصاب" ضد حزب الله؟
تسود حالة من الذعر في العديد من المناطق اللبنانية، بسبب الاتصالات المتكررة التي تصل لعدد كبير من المواطنين تحذرهم من استهداف منازلهم من قبل الطائرات الإسرائيلية، ما يتسبب بحركة نزوح جماعي هستيرية.
ويرى خبراء أن إسرائيل تهدف من وراء ذلك إلى اللعب بورقة النزوح للضغط على "حزب الله" لدفعه بالقبول بوقف إطلاق النار بأسرع وقت، والرضوخ للمطالب الإسرائيلية.
الخبير العسكري وائل عبد المطلب، قال إن إسرائيل تمارس حرب الأعصاب منذ اليوم الأول لبدء عملياتها العسكرية في لبنان، وركزت على إجبار المدنيين للنزوح من مناطقهم، وهو ما حصل فعلًا بدءًا من مناطق الجنوب وبعدها مناطق البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ليتم حاليًّا العمل على العديد من المناطق التي كانت تعدُّ آمنة، وذلك من خلال مكالمات تحذيرية تصل للمدنيين بكثافة، ما يثير موجات من الرعب والنزوح العاجل.
ويضيف الخبير العسكري لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل وبعد بدئها نشر الخوف من الغارات في معظم مناطق بيروت وبعض مناطق الشمال، فإن الهدف دون شك هو خلق حالة من القلق الداخلي بين المدنيين للضغط على حزب الله في المرحلة الأخيرة من المفاوضات الجارية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، للحصول على القدر الأكبر من المكاسب الأمنية والسياسية وإرغام الحزب على الإذعان للشروط الإسرائيلية".
ويضيف عبد المطلب أن "سبب التركيز على موجة النزوح كان في البدء للضغط على البيئة الحاضنة لحزب الله للضغط عليه بعد إفراغ مناطقه الأساسية لإحداث حالة من النقمة عليه من قبل مناصريه، بالإضافة إلى إحداث حالة من التوتر الداخلي في لبنان بعد انتقال أكثر من مليون شخص إلى مناطق الجبل وأطراف بيروت والشمال".
واستطرد: "لكن الأمور لم تسر كما كان مخططًا له؛ فالنازحون حافظوا نسبيًّا على هدوئهم، واستطاع الجيش اللبناني مسك زمام الأمن على الأرض، وأفشل أيضًا كل محاولات حدوث أي توتر".
الدكتورة زينة محمود الباحثة في الشأن اللبناني، قالت إن "إسرائيل لم تكتف بنشر التحذيرات من خلال المكالمات الهاتفية لنشر الذعر في بعض المناطق، بل رافقتها بالقيام بعدد من الغارات في مناطق مختلفة كانت تعدُّ آمنة وبعيدة عن الاستهداف من قبل الطائرات الإسرائيلية".
وأضافت: "رأينا غارات في مناطق الحدث وعين الرمانة والنويري والبسطة ورأس النبع وغارات متفرقة في بعض بلدات محافظة الشمال، ما زاد فعليًّا من حالة الخوف والذعر، وهروب عشرات الآلاف من المدنيين من مناطقهم إلى مناطق الجبل والشمال سعيًا إلى الأمان".
وتضيف الباحثة في الشأن اللبناني أنه "وبسبب الضغط السكاني الكبير في مناطق النزوح التي باتت تستقبل أعدادًا جديدة بشكل، يومي في وقت مراكز الإيواء لن تستطيع استقبال النازحين الجدد بسبب وصولها لقدرتها الاستيعابية القصوى، بالإضافة إلى أن النازحين الجدد يعانون أساسًا تدنيًا في المستوى المعيشي، والقدرة المالية التي تمنعهم عن استئجار منازل أو الحصول على الاحتياجات اليومية".
وتابعت: "هذا يسبب مشكلة فعلية في ظل عدم قدرة الدولة اللبنانية مساعدتهم، فالضغط الداخلي سيكون كبيرًا على "حزب الله" وسيواجه ضغطًا ليس فقط من قبل المدنيين، بل أيضًا من قبل معارضيه من السياسيين لقبول وقف إطلاق النار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وعن سبب انتشار المكالمات بشكل سريع وعلى نطاق واسع، تقول محمود إنه "ومنذ بدء الحرب في لبنان ظهرت مئات المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الواتساب، إذ بات لكل مبنى مجموعة ولكل شارع مجموعة بالإضافة إلى المجموعات العامة التي يتم من خلالها تناقل الأخبار، وبمجرد وصول أي مكالمة تحذيرية يتم نشرها لتصل إلى عدد كبير جدًّا من المدنيين في وقت قياسي".
وأضافت:" كل هذا يسبب النزوح الجماعي السريع خوفًا من التعرض فعليًّا للغارات، فلا مجال للقول إنها مكالمات كاذبة لأن عدم النزوح والبقاء قد يكون نتيجته الموت إذا ما حصلت الغارة فعلًا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|