ساعات قبل وقف النار… قد تكون الأخطر
ينتشر التفاؤل بقرب وقف إطلاق النار، لدرجة أن بعض النازحين بدأ بالاحتفالات ابتهاجاً بقرب عودته الى بيته، وإن صحت فعلاً هذه الايجابية وأصبح البلد في “ربع الساعة” الأخير قبل وقف الحرب، فإن الوضع حالياً أخطر من قبل، لأن التجارب السابقة في الحروب مع اسرائيل تظهر أن التصعيد سيسبق الهدنة، وهناك تخوف من أن ترتكب المجازر قبل أن توقف الاعتداءات، وهذا ما حصل قبل وقف حرب تموز 2006، وقد تكون هذه المرة أعنف.
مصدر يدور في فلك الثنائي الشيعي توقع في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن تقدم اسرائيل على ضربات “مسرحية” تفيد بنيامين نتنياهو في الداخل الاسرائيلي، لافتاً إلى أن “حزب الله” في المقابل سيكون جاهزاً للرد على هذه “المسرحيات”.
وقال المصدر: “اسرائيل تعرف تمام المعرفة أن الحزب لم يكشف عن كل ما يمتلك من مخزون صاروخي، وهي تعلم أن لديه صواريخ تصل إلى 300 كيلومتر، وقد يطلق أحدها خلال الوقت الضائع قبل وقف اطلاق النار، ويستهدف منطقة النقب، بحيث سيهدف الطرفان الى بناء حالة ردع تدوم لفترة”.
وكانت انتشرت أخبار صحافية مختلفة عن وقف إطلاق النار بين الثلاثاء والجمعة، فقالت صحيفة “الشرق الاوسط” إن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً، اليوم الثلاثاء، بينما أشارت قناة “الجديد” بناء على “معلومات” الى أن لبنان الرسمي تبلغ بالاتفاق على وقف إطلاق النار، وسيعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداً الأربعاء.
وبغض النظر عن صحة هذا الأمر، إلا أن المسؤولين الاسرائيليين يتحدثون عن بقاء الجيش الاسرائيلي في الجنوب لمدة 60 يوماً حتى يتسلم الجيش اللبناني زمام الأمور جنوب الليطاني، ولكن هذا بحد ذاته يشي بأن خرق اتفاق وقف النار حتمي، لا سيما أن لا شيء فعلياً يردع اسرائيل عن تنفيذ عمليات اغتيال أو استهداف، ما سيستدعي رداً من “حزب الله” وعندها قد تقول اسرائيل إن الاتفاق تم خرقه، والحزب لا يزال يشكل تهديداً، ما سيؤدي الى اشتباكات مجدداً، وربما بعدها قد تتوقف الحرب فعلياً، بعد أن يكون الطرفان استنفدا ضرباتهما.
والسيناريو الأسوأ هو أن نذهب إلى وقف اطلاق نار يستعيد خلاله الطرفان أنفاسهما وتعود الحرب مجدداً، لا سيما أن العديد من المحللين يتوقع أن لا يقبل الحزب بترتيبات تظهر اسرائيل منتصرة استراتيجياً، وأضعف الايمان سينفذ عمليات خارجية ضمن إطار الانتقام.
وهناك شكوك حول امكان تنفيذ الاتفاق كما هو مطروح، لا سيما لجهة نقل معدات الحزب من جنوب الليطاني، بحيث لن ينقلها تحت أعين الاسرائيليين، ولا أحد يتوقع أن يدل الجيش اللبناني و”اليونيفيل” على مواقعها لتفكيكها.
وأشار مصدر مطلع على أجواء الميدان لموقع “لبنان الكبير” الى أن مصطلح “المعدات الثقيلة” الذي يتم تداوله، والحديث عن وجوب نقلها من جنوب الليطاني الى شماله، لا معنى له فعلياً، فغالبية الصواريخ الثقيلة للحزب ليست في جنوب الليطاني، وهي تطلق من أماكن بعيدة على وسط تل أبيب، وبالتالي كل هذا الحديث هو في الاعلام والسياسة ولا معنى له بالبعد العسكري.
محمد شمس الدين-لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|