بينها إغتيال نصرالله.. كيف ساهمت هذه الأحداث في التوصّل إلى وقف إطلاق النار؟
تزامنا مع "الهدنة".. حزب الله ينسحب من موقع إستراتيجي غرب دمشق
كشف مصدر عسكري سوري أنّ حزب الله انسحب من منطقة "تلول فاطمة" الإستراتيجية في ريف دمشق الغربي، تزامنًا مع بدء الهدنة بين حزب الله وإسرائيل التي دخلت حيز التنفيذ في لبنان فجر اليوم الأربعاء.
وقال المصدر لـ "إرم نيوز"، إنّ تلول فاطمة التي تربط ريف دمشق الغربي مع القنيطرة ودرعا جنوب سوريا والمطلة على الجولان تعد نقطة إستراتيجية لحزب الله.
ورجح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنّ عملية الإخلاء جاءت بأوامر من قيادات حزب الله، مشيرًا إلى أنّ قادة وعناصر من حزب الله انسحبوا من تلول فاطمة باتجاه مناطق جنوب لبنان انطلاقًا من معابر غير شرعية من جهة القلمون الغربي.
وبحسب المصدر، فإنّ آليات مخصصة للحفر، جلبها الحزب إلى تلول فاطمة خلال الأشهر الماضية لتحصين المنطقة بشكلٍ كامل، لم يتم سحبها حتى الآن.
ورجح المصدر أنّ الانسحاب يعود إلى التخوّف من قصف إسرائيلي على المنطقة، بعد أن كانت سوريا ملاذًا لبعض قادة الحزب، عقب الاستهدافات التي طالت قيادات الحزب السياسية والعسكرية في لبنان قبل أكثر من شهرين.
وأضاف أن إعلان الهدنة بين حزب الله وإسرائيل قد يكون دافعًا لعودة العديد من قادة حزب الله من سوريا، بعد أن انقلبت الوقائع وبات لبنان، مجددًا، أكثر أمانًا من سوريا بالنسبة لهم، بعد الاتفاق.
ويمنع الاتفاق إسرائيل من استهداف الحزب وقياداته أو القيام بأي عمليات حربية هناك، على عكس الحال في سوريا التي يمكن لإسرائيل أن تواصل استهداف قيادات ومراكز حزب الله فيها دون أن يعتبر ذلك خرقًا للهدنة.
وكان "إرم نيوز" قد أكد سابقًا خروج بعض قيادات حزب الله من لبنان إلى سوريا، بعد انكشاف مواقعهم، ما تلاه حملة اغتيالات ضخمة طالت قيادات سياسية وعسكرية للحزب في لبنان، على رأسهم أمينه العام حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين.
ونقل "إرم نيوز" حينها عن مصدر عسكري سوري (من قادة الفصائل المعارضة التي دخلت في تسويات مصالحة مع الجيش السوري وقاتلت لاحقًا إلى جانب الجيش السوري وحزب الله)، وصول عدد من قادة الحزب من لبنان قبل نحو شهرين، وتحديدًا بعد حملة الاغتيالات التي طالت قادته في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال المصدر إن وصول هؤلاء كان "بدافع التخوف الكبير من حجم الملاحقة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية وصولًا إلى أماكن تموضع قادة الحزب داخل الجغرافيا اللبنانية".
انسحابات أخرى
ولا يستبعد المصدر العسكري السوري أن يكون انسحاب حزب الله من تلول فاطمة الإستراتيجية، مقدمة لانسحابات أخرى، وخاصة بعد قيام السلطات السورية، بالتنسيق مع روسيا، بتقييد تحركات حزب الله والميليشيات الإيرانية في جنوب البلاد.
وقال المصدر إن الجيش السوري سبق أن صادر مستودعي ذخيرة لحزب الله في منطقة ريف دمشق، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تقييد دمشق وموسكو لحركة عناصر حزب الله والمجموعات الموالية لإيران باتجاه الجولان، تنفيذًا لاتفاق روسي - إسرائيلي.
ومنذ بداية التصعيد الإسرائيلي على لبنان، برزت جهود سورية وروسية لإبعاد حزب الله والميليشيات الإيرانية عن المناطق الحدودية مع الجولان السوري المحتل، لتجنب جرّ سوريا إلى الحرب مع إسرائيل.
لذلك بدأت السلطات السورية بالتوافق مع روسيا، بالتشديد على مجموعات حزب الله والميليشيات الإيرانية الموجودة في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى ريف دمشق الغربي، ومنعت دخول السيارات التي تحمل لوحات لبنانية إلى تلك المناطق.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية على مواقع لحزب الله في سوريا، ركزت بشكل خاص على مواقع انتشار الحزب في دمشق وريفها وعموم جنوب سوريا وأيضًا في منطقة القصير الحدودية مع لبنان.
كما استهدفت إسرائيل في ضرباتها المتكررة على سوريا أهم قيادات الحزب، بمن فيهم صهر الأمين العام السابق لحزب الله، حسن جعفر قصير، وقتلت قائد الوحدة 4400 "المسؤولة عن التحويلات المالية لحزب الله".
وفي آخر استهدافاتها في الرابع من نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، أعلنت إسرائيل أنها نفذت غارة جوية استهدفت مقر استخبارات حزب الله في سوريا، الذي قتل قائده الشهر الماضي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|