السر الأميركي بـ”كاريش” وبلوك “قانا”
لا سياسة ولا رئاسة ولا تمديد تعلو فوق فرحة أهالي الجنوب العائدين الى أراضيهم الحدودية، لالتحاف ترابه العابق بدماء الشهداء ومقارعة العدو الاسرائيلي في اكتناز ممتلكاتهم والسكن على أنقاض ما تبقى من منازل، وفي مواجهة دباباتهم وجنودهم في بعض القرى والأحياء.
لا شيء يعلو فوق عنفوان أهالي الضاحية والبقاع وبعلبك الهرمل الشامخين أمام مبانيهم وأرزاقهم المهدّمة.. ولا شيء يعلو فوق صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ابن الأرض والمقاوم والديبلوماسي، الذي احتضن أبناء طائفته ووطنه بكلام عاطفي مؤثر، ولمّ شمل من نزح وقاوم واستضاف وعارض واعترض.
ظهرت الدولة اللبنانية بكامل استعداداتها لترتيبات ما بعد وقف اطلاق النار، إذ تحرك الجيش اللبناني مباشرة الى الجنوب بعد أن عقد مجلس الوزراء جلسته لمناقشة مضمون الترتيبات، بحضور العماد جوزيف عون، الذي سيقدم خطته الى مجلس الوزراء لإقرارها وفقاً لما أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إثر انتهاء الجلسة. وعلم موقع “لبنان الكبير” أن قائد الجيش سُئل عن خطة الانتشار خلال الجلسة، فأجاب: انها سرية، فاعترض بعض الوزراء على قاعدة أن الحكومة هي من تعطي التوجيهات للجيش، ولا شيء سرياً على مجلس الوزراء.
وعلى الرغم من مقاطعة وزراء “التيار الوطني الحر” الا أن حضور وزير الدفاع موريس سليم جلسة مجلس الوزراء مع قائد الجيش، جاء وفق معلومات موقع “لبنان الكبير” نتيجة التزام الوزير سليم ومرجعيته السياسية أمام الأميركيين بالموافقة على خطة الجيش وتمويلها من دون عرقلتها.
وبالتوازي مع تعبيد الطريق أمام الجيش اللبناني لتعزيز حضوره في جنوبي الليطاني وانتزاع العقبات التنفيذية من أمام تطويع العناصر وتمويل خطته الحدودية، يسير مجلس النواب أيضاً باتجاه التمديد المؤكد لقائد الجيش لمدة سنة صباح الخميس، ووفق معلومات خاصة بموقع “لبنان الكبير” فإن الطرح الأكثر ترجيحاً هو التمديد من رتبة “عميد” وما فوق، خلافاً للسنة السابقة، وهناك شبه توافق عليه لأن التمديد بشكله المطروح يعرّض الكثير من الضباط للظلم. وتقول مصادر نيابية لموقع “لبنان الكبير” إن استعجال التمديد جاء بطلب أميركي وتوافق بين الأميركيين وقائد الجيش على كيفية التعاطي مع مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار ومهمته في فرض سلطته والتزام القرار ١٧٠١ وتنفيذه على الأرض.
صحيح أن الضمانة الأميركية ساهمت في إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار وخفّضت من الشروط الاسرائيلية، الا أن مصدراً سياسياً رفيعاً قال لموقع “لبنان الكبير” إنه إنجاز لبناني أيضاً وخصوصاً أننا للمرة الأولى استفدنا من صداقاتنا وتجاربنا.
فعلى صعيد صداقاتنا يقول المصدر نفسه إنه من غير المألوف أن تطالب الطائفة الشيعية بإشراك فرنسا في لجنة المراقبة، بحيث لم تعد الأم الحنون حكراً على الموارنة، لا بل أصبحت مطلباً شيعياً.
أما على صعيد التجارب، فإن لبنان استنسخ تجربة المفاوضات البحرية وخَبِر الضمانة الأميركية ومشى مع آموس هوكشتاين أيضاً في مفاوضات وقف اطلاق النار. ويسأل هذا المصدر: ألم يلاحظ أحد أنه لم تتوجه أي مسيرة باتجاه مياه كاريش، ولم يقتحم أي طرّاد اسرائيلي مياه البلوك النفطي “قانا”؟ هذا لأن الضامن أميركي، وهو ما سيظهر في التزام وقف اطلاق النار والتزام بنود الترتيبات من الطرفين.
وعليه، تقول مصادر سياسية لموقع “لبنان الكبير” إن هذا الانجاز لم يُنهِ المفاوضات بعد، والاتصالات لا تزال مستمرة والتساؤلات من الطرفين يفككها الأميركي والتواصل لم ولن ينقطع.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|