الصحافة

“شوي شوي عالحزب”

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تغيّر “الحزب”، وسيتغيّر أكثر. امنحوه بعض الوقت وستكتشفون ذلك. امنحوه بعض الوقت وستبتهجون، تماماً كما يفعل مناصروه اليوم، مع فارق أنّ البهجة ستكون حينها واقعيّة ومنطقيّة ومديدة…

كتب زياد مكاوي لـ”هنا لبنان”:

دشّن حزب الله أمس مرحلةً جديدة في أدائه وخطابه السياسيّين. حضرت غالبيّة نوّاب كتلة الوفاء للمقاومة إلى المجلس النيابي وصوّتت لصالح التمديد لقائد الجيش. قبل عامٍ من الآن، رفض النوّاب أنفسهم التمديد. قبل أسابيع قليلة، كان الأمين العام الجديد للحزب يسائل الجيش، تحديداً حول الإنزال في البترون.
على الجميع أن يثقوا بأنّنا أمام نسخة جديدة من حزب الله تختلف تماماً عن الحزب الذي عرفناه طيلة عقود. بعيداً عن خطاب الانتصار، الذي شارف على نهايته، والهدف منه إقناع جمهور الحزب بأنّه كان على حقّ حين دخل في حرب إسناد قضت على قيادته وقوّته، سنكون أمام حزبٍ عقلانيّ أكثر، يدرك حجمه الجديد وهامش حركته وسقف خطابه…
من المؤكّد، بدايةً، أنّ فائض القوّة الذي اعتمد عليه حزب الله طيلة سنوات، ذهب مع الريح، ليصبح حجم الحزب يتلاءم مع حجمه السياسي والشعبي، من دون أن يُضاف إليه حجمه العسكري الذي سيتلاشى ما تبقّى منه تباعاً، وفق نصّ الورقة الأميركيّة التي رضي بها الحزب والتي تُعتبر أسوأ اتّفاق يوافق عليه لبنان منذ بدء صراعه مع إسرائيل.
يقودنا هذا الواقع إلى ضرورة التعامل مع حزب الله الجديد، لا عبر المزيد من كسره، بل عبر مراعاة واقعه الجديد، كحزبٍ أنهكته هذه الحرب وصدمته وقد يحتاج إلى وقتٍ طويل للتعافي منها، إن كان التعافي ممكناً أصلاً.
ومخطئ جدّاً من يعتمد على فيديوهات المناصرين أو ما تكتبه صحيفة “الأخبار” للظنّ بأنّ حزب الله لم يتغيّر، وسيظهر هذا التغيير لاحقاً في محطّاتٍ أخرى، تماماً كما ظهر في محطّة التمديد لقائد الجيش. وسنسمع كثيراً، في المرحلة المقبلة، إشاداتٍ بالجيش ودوره وما قدّمه من شهداء في الاعتداءات الإسرائيليّة.
لذا، علينا أن ننتقل من القول لحزب الله “شوي شوي علينا”، لنقول للقوى السياسيّة المعارضة للحزب “شوي شوي عليه”، لكي نسهّل عليه هذا الانتقال إلى “اللوك” السياسي الجديد المترافق مع انحسار قوّته العسكريّة والماليّة إلى حدودها الدنيا جدّاً.
تغيّر حزب الله، وسيتغيّر أكثر. امنحوه بعض الوقت وستكتشفون ذلك. امنحوه بعض الوقت وستبتهجون، تماماً كما يفعل مناصروه اليوم، مع فارق أنّ البهجة ستكون حينها واقعيّة ومنطقيّة ومديدة…

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا