حزب الله تغيير برغماتي تكتيكي لا يمس بالعقيدة... وهناك العديد من الاشواط
سارت جلسة مجلس النواب امس، كما كان مرسوما لها، التمديد لقائد الجيش والقادة الامنيين تم، تكتل لبنان القوي لم يحضر، لكن المفاجأة اتت من نواب كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) فقد صوت اعضاؤها مع التمديد، بعدما كانوا قد انسحبوا في جلسة العام الماضي انسجاماً مع حليف الحزب السابق النائب جبران باسيل.
وعلى هامش الجلسة اعلن النائب حسن فضل الله: "صوّتنا لمصلحة الجيش كي لا يكون هناك شغور في قيادته وصوّتنا أيضاً لمصلحة العمداء والقوى الأمنيّة فالجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً. اما النائب حسين الحاج حسن فأكد داخل الجلسة أهمية التمديد لرأس هرم المؤسسة العسكرية.
فهل هذا يعني ان حزب الله ركب موجة التسوية من اتفاق وقف اطلاق النار الى التمديد لقائد الجيش... وهل يصل بالتالي الى الموافقة على تسوية رئاسية؟
يقول النائب السابق مصطفى علوش: هناك متغيرات حصلت في اداء الحزب، على الرغم من ان عقيدته جامدة لكنه حزب برغماتي في السياسية وفي الامور العسكرية يتحرك بناء للمعطيات، وربما راهنا يريد ان يحافظ على علاقة جيدة مع الجيش وقائده وربما لاعطاء الانطباع بانه ينفذ المطلوب منه كي يُحضّر للمرحلة المقبلة، وبالتالي ليس هناك تغيير جزري في عقلية حزب الله لكن كأي فرقة عسكرية فانه يستعمل التكتيك حتى يحافظ على ذاته.
وهل ينسحب الامر على رئاسة الجمهورية؟ يجيب علوش: هذا ما هو متوقع، ومتوقع ايضا ان يتولى الرئيس بري ترتيب الموضوع، لكن حتى اللحظة الحلّ الوسط ليس واضحا، اذ ان اي شخصية ستتولى رئاسة الجمهورية عليها ان تلتزم بالقرارات الدولية وأخذ اجراءات ضد مشروع الممانعة واجراءات تحد من قدرة حزب الله على بناء قدراته عسكريا او ترميم خسارته. لذا التسوية ما زالت غير واضحة اكان حول الرئاسة او حول الحكومة.
واضاف: هناك اشواط عديدة يجب اجتيازها، وما زلنا في البداية لكن آخر الطريق غير واضح، وكل ذلك مع خشية من العودة الى التعطيل على غرار ما فعل الرئيس ميشال عون حين رفض التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة الا اذا كان راضيا بالكامل عنها. كما انه حتى اللحظة ليس واضحا ما اذا كان هناك رزمة كاملة متفق عليها، مستطردا للقول: في حال كانت موجودة فهي في جيب الرئيس نبيه بري، خصوصا واننا نكتشف بشكل تدريجي ما تم الاتفاق عليه في اطار وقف اطلاق النار، الذي قبل به حزب الله بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها.
وردا على سؤال، اعتبر علوش ان هذه الامور لن تظهر الا بعد جلسة 9 كانون الثاني المقبل وما سينتج عنها، علما ان الفترة الفاصلة عن الموعد المحدد هي فترة ضغط وتشاور، لكن لو كان البرنامج محددا والاسماء معلومة لكان الاستحقاق انجز غدا.
واذ وصف فترة شهر ونصف الشهر بالـ"طويلة" في ظل ما يعانيه لبنان، قال علوش: علما ان انتخاب الرئيس ليس نهاية العقد، بل هناك ملفات اخرى وفي مقدمها تكليف رئيس الحكومة ثم تأليفها...
وفي هذا السياق، رجح ان يكون ميقاتي رئيس الحكومة العتيدة طالما ان الاتفاق معه، فاذا نظرنا الى الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، نجد ان ميقاتي وحده "فهمان اللعبة"، اما بالنسبة الى الاسماء التقليدية فيبدو ان الرئيس سعد الحريري لم يحصل على الضوء الاخضر السعودي، كما ان الرئيس فؤاد السنيورة لا يتناسب مع بري ولا مع حزب الله....
واضافة الى كل تلك المعطيات على المستوى الداخلي وتعقيداته، قال علوش: يجب النظر الى سوريا – التي تحركت فيها بعض المحاور مع اعلان وقف اطلاق النار في لبنان، وهي لطالما كانت تاريخيا الباب الوحيد لمعرفة توجه الامور بالامن والسياسة في لبنان، لذا علينا ان ننظر الى التطورات السورية التي تشكل جزءا من التوجه العام لـ"قصقصة" الاجنحة الايرانية بالتفاهم مع تركيا وروسيا واميركا... فاذا تمت "هذه القصقصة"، يمكن لحزب الله ان يقبل باي شيء.
وختم: لكن الخشية من ان يرتد حزب الله الى الداخل ليظهر قوته ويحقق المكاسب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|