هل يكون باسيل "حصان طروادة"؟
في غمرة الإنشغال باستشراف صورة لبنان ما بعد الحرب، من المفيد التذكير بأن عنوان هذه الصورة وركيزتها الأساسية، سيكون انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، والذي كان من الواجب أن يحصل منذ سنتين، إنما جرى ترحيله وما زال إلى العام المقبل.
بصرف النظر عن كل الضجيج السياسي والتكهّنات المتراكمة حول سيناريو الرئاسة المقبل، فإن ما من عناصر عملية وجدية تدلّ على أن مسار هذا الإستحقاق سيخلو من المناورة، ولو أن هوامشها بدأت تضيق بفعل مندرجات القرار الدولي الذي لا تقتصر فقط على تهدئة الجبهة، بل على وضع قطار بناء الدولة على السكة الصحيحة.
ومن الواضح أن الإستحقاق الرئاسي سيكون في الأسابيع المعدودة التي تفصل عن جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، موضع تجاذبات وعملية "شدّ حبال" بين القوى المعنية، وهي عملية محسومة ومفهومة نظراً للتجارب السابقة في هذا الإطار. إلاّ أن ظروف اليوم تختلف عن ظروف البارحة، ذلك أن مقرّري ومعطّلي الرئاسة، لم يتغيّروا، ومواقفهم على حالها، وما تغيّر هو أن الإنتخابات ستحصل وهي محسومة، ولكن هوية الرئيس ما زالت في عالم الغيب والتكهّنات، ولو أن أسماء جديدة انضمّت إلى نادي المرشحين في الساعات ال48 الأخيرة.
من ضمن هذا السياق، تنشدّ الأنظار بشكل طبيعي إلى بكركي، التي جمعت القادة الموارنة "الأقوياء" في مرحلة "شغور رئاسي" سابقة، فهل يتكرّر المشهد اليوم؟
من وجهة نظر بكركي، وكما تنقل أوساط كنسية، فإن مثل هذا الإجتماع ليس مطروحاً في الوقت الحالي، وإن كانت العودة بالذاكرة إلى تلك المرحلة تبدو ضرورية، وخصوصاً لجهة استعادة مشهد اجتماعات القادة الموارنة ال4 الكبار في بكركي، إثر نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان، وتعذّر انتخاب رئيس جمهورية جديد. وقد خرج المجتمعون بمعادلة "الرئيس القوي"، أي الرئيس "الأكثر تمثيلاً" في مكوّنه، و"المقبول" من باقي الأطراف اللبنانية.
وفي محاولة لإسقاط مشهد الأمس على الواقع السائد اليوم، يمكن القول أن القادة الموارنة الأربعة الحاليين، وهم سمير جعجع وسليمان فرنجية وسامي الجميل وجبران باسيل، ومع بكركي، الراعية لهم، يلاحظ أن اتجاهات هؤلاء القادة الأربعة كما بكركي "الراعية"، في الملف الرئاسي، تبدو متفاوتة بالنسبة لعلاقة كل واحد منهم مع قائد الجيش العماد جوزيف عون في هذه المرحلة. فالجميل مؤيد لترشيح عون لرئاسة الجمهورية، وجعجع لا مشكلة لديه مع قائد الجيش، وفرنجية هو "رأس حربة" في معركة قائد الجيش الرئاسية، كما أعلن بنفسه من عين التينة بعد لقائه الرئيس نبيه بري، على قاعدة أن "لا حظوظ لديه بالرئاسة"، وأمّا بالنسبة لموقف بكركي، من المؤكد أن موقفها مرحِّب ومؤيد لانتخاب عون، ولكن يبقى أن موقف باسيل، هو المختلف عن مواقف باقي القادة الموارنة كونه يعارض هذا الإنتخاب.
وعليه، فإن المعادلة أضحت بين فريقين، الأول يتمثل بالرأي المسيحي الوازن الذي يوصل قائد الجيش كرئيس قوي معبِّر عن 4 أخماس أقطاب، لا بل أكثر من أقطاب المسيحيين، مقابل الفريق الثاني الذي يضم الآخرين، لا سيما "الثنائي الشيعي" الذين سيتعاونون مع "حصان طروادة" الممثل بجبران باسيل، في محاولة لتمرير رئيس جمهورية مغاير لتوجّهات ووجدان وقناعات المسيحيين.
"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|