قاسم يكابر… جعجع يهاجم… المعارضة في ساحة حلب
ما لم تحققه اسرائيل في المواجهات المباشرة، تعمل على تحقيقه في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أصبح واضحاً أن له ملحقاً سرياً إما لا يعرفه المسؤولون اللبنانيون وإما يعرفونه ويخبئون الحقيقة عن الشعب، بحيث تبدو حرية الحركة الاسرائيلية أمراً واقعاً حكماً، وهذا ما يدفع الى استغراب كلام الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، الذي أعلن انتصاراً أعظم من انتصار حرب تموز 2006، فيما اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن على الحزب أن يكون صادقاً مع نفسه، مشيراً الى نهاية “خنفشارية” وحدة الساحات.
ولا يكفي “حزب الله” الخروق الاسرائيلية التي لا يمكنه حتى التفكير في الرد عليها، اذ عليه أن يقلق من العملية العسكرية التي تشنها المعارضة السورية ضد النظام، والتي نجحت في دخول مدينة حلب لأول مرة منذ العام 2020، وذلك بسبب وجود قوات له في قريتي نبل والزهراء، اللتين وقعتا تحت الحصار، وسط دعم روسي خجول للنظام في صد الهجمات، ما اعتبره البعض “فركة أذن” من موسكو لبشار الأسد، للضغط عليه بشأن المفاوضات مع تركيا.
رئيس لجنة الاشراف الأميركي في بيروت
وكان وصل إلى بيروت الجنرال الأميركي الذي سيترأس لجنة المراقبة الخماسية للإشراف على وقف إطلاق النار. وأعلنت قيادة الجيش في بيان، أمس، أن قائد الجيش العماد جوزيف عون التقى رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، وتناول البحث الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب.
تواصل الخروق الاسرائيلية
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الاسرائيلي أن قواته “تواصل انتشارها في جنوب لبنان لحماية دولة إسرائيل ومواطنيها”. وقالت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، الجمعة، إن القوات الاسرائيلية “تقدمت إلى ساحة بلدة مركبا التي لم تتمكن من دخولها في أيام المواجهات، واحتلتها بعد وجود المدنيين فيها، الخميس، وتقوم بعملية تجريف وقطع طرق”. وأظهر مقطع فيديو قيام الجيش الاسرائيلي بهدم الملعب البلدي في كفركلا.
وأفيد بأن 4 دبابات إسرائيلية توغلت في الحي الغربي من بلدة الخيام، وأطلقت النار على مواطنين فيها، خلال تشييعهم أحد أبناء البلدة. ودعت بلدية ميس الجبل “الأهالي إلى عدم التوجه إلى البلدة نظراً الى وجود بعض المنازل الذي لا يزال مفخخاً فضلاً عن قصف مدفعي يستهدف الأحياء فيها”.
قاسم: نصرنا أكبر من تموز 2006
وسط هذه الخروق، قال الأمين العام لـ”حزب الله”: “قررت أن أعلن كنتيجة بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في تموز 2006. انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير حزب الله، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الاسرائيلي من كل جانب”.
وأكد قاسم أن “التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا الى الجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا”.
جعجع: خلصنا من الخنفشارية
في المقابل، رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” أن “نتيجة حرب الإسناد كانت دمار غزة كليّاً ودمار لبنان”، قائلاً: “ما فدنا غزّة بشي وضرّينا لبنان كتير”.
واعتبر جعجع أن “حزب الله ارتكب جريمة كبيرة بحق اللبنانيين عموماً، وبحق سكان البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية خصوصاً. كنا بغنى عن مقتل أكثر من 4000 لبناني، وعن تهجير من تهجّر، وتدمير ما تدمّر. وعلى الرغم من كل هذه الكوارث، لا يزال نواب حزب الله يتحدثون عن انتصار بمنطق عجيب غريب لا يمتّ إلى الواقع بصلة”.
وأضاف: “لم نرَ وحدة الساحات وطلعت نظرية خنفشارية ما إلها وجود على أرض الواقع”. وأكّد أن “حزب الله وافق على قرار وقف إطلاق النار، وعليه أن يكون صادقاً مع نفسه ويفي بالتزاماته”.
المعارضة السورية تدخل حلب
وفي سوريا، تستمر فصائل المعارضة في التقدم من جهة حلب، وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، بأن “هيئة تحرير الشام” سيطرت على 55 قرية وبلدة وتلة استراتيجية تقع إما في أطراف حلب الغربية أو في ريف حلب الجنوبي على طريق دمشق – حلب الدولي، الذي انقطع بصورة كاملة منذ يوم الخميس، في حين أظهرت مقاطع مصورة وصول القوات إلى ساحة حلب.
وعلى الرغم من اعلان موسكو بدء طيرانها الحربي بمساندة القوات السورية ضد الفصائل المسلحة، الا أنه كان ملحوظاً أن مشاركة القوات الروسية خجول، وليس بقدر الهجوم الكبير، ما دفع الكثيرين الى اعتبار أن موسكو تقوم بعملية “فرك أذن” للرئيس الاسد، الذي يتعنت بشأن المفاوضات مع تركيا، واعتبارها دولة محتلة، بينما قرأ آخرون أن الولايات المتحدة أجرت صفقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يقوم بتحريك هذه الجبهة للضغط أكثر على سوريا، فيما يتخوفون من تحرك بري اسرائيلي على الحدود السورية الاسرائيلية.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|