عن "مستدرجي" نتانياهو لضرب إيران.. و عودة الحرب السورية
ربط رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو موافقته على توقيف العمليات الحربية في لبنان بثلاثة أسباب توزّعت بين إعادة تأهيل الجيش الإسرائيلي، فصل جبهة لبنان عن غزة وتفرّغه لمواجهة إيران .
ورغم الخروقات أو الاعتداءات التي أقدم عليها الجيش الإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار في الجنوب وخارجه، إلا أنّه لن يعيد الواقع الحربي الى ما قبل الاتفاق، لأن الهدف الأساسي لنتانياهو بات ضرب إيران بدرجة أقوى من السّابق وتدمير مواقع حيوية ونووية للإضعافها وهو أمر يستطيع إنجازه وفق ما يتم تسريبه في الإعلام الأميركي والإسرائيلي، نظرًا الى أن تفوّق إسرائيل الجوي يمكّنها من تحقيق عمليات نوعية، كما يستند في وقت نفسه على دور أميركي دفاعي في حال بقي لإيران القدرة على الرّد كما في السابق.
فقد كان واضحًا تطابق كلام الرئيس الأميركي جو بايدن مع مضمون إعلان نتانياهو، حول مخاطر إيران لدى إعلانه اتّفاق وقف إطلاق النار، إلى حدّ أنه أتى "copy paste" وفق ما يقول دبلوماسي في طاقم سفارة عربية تتابع الملف اللبناني بتفرّعاته الرئاسية والحربية. ما يعني أن بايدن سيغطّي أعمال نتانياهو من خلال التّدخل الطّبيعي للقوات الأميركية، وإرسال القيادة العسكرية الأميركية لقاذفات "B52" في ٣ تشرين الثاني دعمًا لنتانياهو أي بعد ثلاثة أيام من إبلاغه كل من الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتين ومنسّق شوون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك في ٣١ تشرين الاول، بأن الضّربة الأساسية والإستراتيجية يجب أن تكون لإيران .
كذلك، ضرب نتانياهو لإيران وبموافقة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تصبّ لمصلحة الأخير، بحيث يدخل البيت الابيض في ٢٠ كانون الثاني، ويمسك ملف الشّرق الأوسط المتفجّر وإيران مهزومة، ولا تستطيع التفاوض على غرار السنوات التي سبقت وتبعت الإتّفاق النووي الذي رفضه ترامب. كما أن أذرع إيران باتت مشلولة على نطاق الإقليم، ما يسهّل ربّما رسم المشهد الجديد للمنطقة بتوازنات مختلفة عن السابق واتفاقيات خصوصًا حيال القضية الفلسطينية التي أصبحت تتطلّب حلًا نهائيًا لطيّ صفحة الحروب وما ينتج عنها .
لكن نتانياهو لن يقدم على ضرب إيران اذا ما حصل ذلك، لاعتبارات عسكرية – سياسية فقط، بل أيضًا لأنه يواجه معارضة واسعة في الداخل من قبل قوى متشدّدة وأهالي شمال إسرائيل، الذي لم يقنعهم تبريره لدى إعلان وقف إطلاق النّار بأنّه حقّق المكاسب التي من أجلها قاتل الجيش لمدة سنة ونيف، كما أنّ المستوطنين في شمال إسرائيل لم يقبلوا كلامه، وهو واقع ضاغط عليه سيحفزّه على ضرب إيران لاستيعاب المعارضة المتعدّدة ضدّه في الدّاخل .
واذا كان ضرب إيران يحضّر لدخول أميركي وفق دينامية ووعود ترامب لحل مشكلة الشرق الاوسط، من خلال إعادة تنظيم واقع مغاير عن السّابق في المنطقة، فإن العقلانية التي مارسها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بتمايز بلاده عن محور الممانعة بالتّفاهم مع واشنطن على إخراج قوّاتها وفق موعد متفاهم عليه، كما أن ما تشهده سوريا من تقدّم لمعارضي الرّئيس السوري بشار الأسد، وقضم مناطق للنظام الذي تقلصت مظلّته الرّوسية والإيرانية، أمرٌ يتخطّى خرق اتّفاق الأستانة، لأنه يصبّ في خانة تحضير سوريا لعملية سياسية لطالما ناور الأسد للتّملص منها، وهو الذي تمت استضافته بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى القمم التي شهدتها السعودية، على قاعدة التزامه بشروط عّدة، تتوزّع بين وقف تصدير الكابتاغون ومشتقاته، وصولًا الى سرعة التّجاوب مع الدخول في عملية سياسية تضم جميع المكونات وتنصفها، وضرورة إعادة المواطنين السّوريين الذين يقارب عددهم ٨ ملايين الى مناطقهم والكشف عن اسماء القتلى والإفراج عن المعتقلين، فالامر أبعد من الخلاف مع تركيا واعتبارات رئيسها رجب الطيب اردوغان، إذ ثمّة غرفة عمليات أميركية - عربية تحضّر المنطقة لتكون اقتصادية والممر الإقتصادي من الصين الى ما بعد أوروبا أحد حوافزه .
الذي تشهده سوريا هو نتيجة مناورة الأسد الذي سيجد نفسه مطوّقًا، حيث يتم تحضير المنطقة لمرحلة هدوء وسلام، قد يكونان على المحكّ لأكثر من سبب، سيّما أن محور هذا الصراع أسباب عدة أبرزها القضية الفلسطينية التي تكون معالجتها من خلال حل الدولتين. إذًا حان الوقت لتدجين الأسد بعدما اعتبر أنه يستطيع العودة الى الحاضنة العربية من دون التّجاوب مع مطالبها.
سيمون أبو فاضل-الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|