سوريا.. صراع جديد أم تصفية حسابات؟
تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة تسلط الضوء على أدوار ومواقف الأطراف الفاعلة في الصراع، ولا سيما إيران وروسيا وتركيا. هذه الدول الثلاثة، التي يجمعها إطار تفاهم أستانا، تواجه تحديات جديدة أثرت على طبيعة تحالفاتها وأولوياتها الاستراتيجية.
الموقف الإيراني
إيران ترى ما يحدث في سوريا امتدادًا لمحاولات خارجية لإعادة رسم خريطة المنطقة، كما أشار الدبلوماسي السابق عباس خامه يار، الذي وصف التطورات بأنها "استمرار لمشروع تقسيم المنطقة، يشبه سايكس بيكو جديدة".
خامه يار أكد أن إيران تعد أحد أبرز الخاسرين في سوريا مؤخرًا، نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لمواقعها وقادتها العسكريين.
يظهر الموقف الإيراني استياء من تصرفات الأطراف الأخرى في الترويكا، حيث تسود طهران قناعة بأن تركيا لعبت دورا غير واضح في دعم المجموعات المسلحة، مما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الإيرانية.
كما اعتبر خامه يار أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق جاءت كمحاولة لتدارك الموقف ولفهم ما يجري.
الموقف الروسي
روسيا، التي تعد شريكا محوريا في الملف السوري، اتسم موقفها بنوع من الغموض، الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف يرى أن موسكو ربما لم تكن مستعدة تمامًا للهجوم الأخير في شمال سوريا، مرجحًا أن روسيا كانت تعول على قدرة القوات السورية على التصدي. ومع ذلك، تدخلت روسيا عسكريًا حينما تبينت خطورة الوضع.
سيدروف شدد على أن روسيا تفاجأت بعدم إبلاغها مسبقًا بتطورات الهجوم، مما أثار الشكوك حول نوايا أنقرة ودورها.
وأضاف سيدروف أن التنسيق الروسي التركي في إطار اتفاقات خفض التصعيد كان يفترض توزيعا واضحا للمسؤوليات، إلا أن تركيا أخفقت في تحمل مسؤولياتها الأمنية في المنطقة.
ويشير إلى أن روسيا، رغم ضغوطها في أوكرانيا، لا تزال تضطلع بدور بارز في سوريا، لكنها باتت تواجه تحديات جديدة مع شركائها في الترويكا.
الموقف التركي
الدور التركي يبقى محل تساؤل؛ إذ يعتقد سيدروف أن تركيا ربما تتبنى أجندة مستقلة تتعارض مع المصالح الروسية والإيرانية.
الاتهامات الموجهة لأنقرة تتعلق بتسهيل عبور الأسلحة للمجموعات المسلحة، إضافة إلى تقاعسها عن ضمان الاستقرار في مناطق خفض التصعيد. هذه التحركات تثير التكهنات حول سعي أنقرة لإعادة ترتيب الأوضاع بما يخدم مصالحها الإقليمية.
التوتر بين الأطراف الثلاثة يعكس أزمة ثقة متفاقمة قد تؤدي إلى تغييرات في التحالفات. الموقف الإيراني يعكس خيبة أمل من الترويكا، بينما تبدو روسيا أكثر انشغالاً بجبهات أخرى، مما قد يضعف موقفها في سوريا.
من جهة أخرى، تلعب تركيا لعبة خطرة بالجمع بين تحالفاتها مع الغرب، وروسيا، والمجموعات المسلحة في سوريا.
تظل الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة هذه الأطراف على الحفاظ على تماسك تفاهماتها في أستانا أو ما إذا كانت التطورات الأخيرة ستؤدي إلى انفراط عقد التحالف الثلاثي في الملف السوري.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|