الأمن الذي لا يُفرَض اليوم قد يتحوّل الى فخّ مدمّر غداً...
يؤكد أكثر من مسؤول لبناني منذ نحو أسبوع، وتحديداً منذ دخول اتّفاق وقف إطلاق النار في الجنوب حيّز التنفيذ، أن لا حلول مُمكِنَة في لبنان بـ "كبسة زرّ".
الوقت...
هذا صحيح من الناحية المنطقية. ولكن ما حصل بالأمس من "شبه تدهور" عسكري جنوباً، يؤكد أن أكثر ما لا يملكه لبنان وشعبه، هو الوقت.
فالوقت يلعب بما يُعاكِس البلد ومصالح شعبه، ويحتّم حلولاً بـ "كبسة زرّ"، خصوصاً أن نتائج أي تدهور أمني غير مُتوقَّع في أي لحظة، ستكون أشدّ وأسوأ من تلك التي نجمت عن التصعيد الذي مرّ به البلد بين أيلول وتشرين الثاني.
فخّ مُدمِّر؟
فمن يأتي بحلول "كبسة الزرّ"؟ وأين دور الجيش اللبناني على هذا الصعيد؟ وهل من حاجة بعد كل ما جرى من تدمير وتهجير ونزوح... للاقتناع بأن الأمن الذي لا يُفرَض اليوم، قد يتحوّل الى فخّ مدمّر غداً، أو في اليوم الذي يليه؟
"كبسة الزرّ"
أشار العميد المتقاعد والنائب السابق وهبه قاطيشا الى أن "التحوّل الذي يحتاجه لبنان لا يحصل بـ "كبسة زرّ"، وذلك لأسباب عدّة، من أبرزها أنه يحتاج الى أجهزة تنفّذ. وأما اليوم، فلجنة مراقبة تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار لم تكتمل بعد، وانتشار الجيش لم يكتمل بعد أيضاً، وهو يحتاج الى وقت كثير في العادة ليكتمل. ولتلك الأسباب، لا يتمّ التحوّل بـ "كبسة زرّ".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حزب الله" قصف مركزاً عسكرياً في مزارع شبعا أمس، وقال إنه يردّ على ما تفعله إسرائيل. ولكن ما تقوم به إسرائيل قد يكون وارداً في الاتفاق الغامض والسرّي والغير مكتوب بشأن وقف إطلاق النار، القائم بين "حزب الله" وإسرائيل بواسطة الرئيس بري، والذي وافق عليه "الحزب". وبالتالي، ما قام به "الحزب" أمس قد يكون لرفع العتب أمام جمهوره، وللقول إنه لا يزال قوياً، وإنه يحتفظ بسلاحه، وإنه مستمرّ في المواجهة".
وأضاف:"حزب الله" ليس قادراً على أن يتحمّل ما يجري أمام شعبه، ولذلك هو يحاول أن يفعل شيئاً. فيما يبدو أنه لا يمكن لإسرائيل أن تتحمّل "زكزكة" الاستمرار بإطلاق الصواريخ عليها. ولذلك، كان ردّها أمس لافتاً بعض الشيء، ولكن أقرب الى حملة صغيرة تقول لـ "حزب الله" لا تكرّر ذلك. فرغم سقوط ضحايا، إلا أن حجم العمل العسكري الإسرائيلي أمس لم يَكُن كبيراً".
النشاط العسكري...
وحول ما إذا كان الجيش اللبناني سيتمكّن من إنجاز انتشاره واستكمال مهامه بسلاسة مستقبلاً، ومن دون مشاكل معيّنة، قال قاطيشا:"عمل الجيش اللبناني لا يتعلّق بالعديد، ويمكنه أن ينجح بالفعل إذا اقتنع "حزب الله" بالتخلّي عن نشاطه العسكري".
وختم:"إذا لم يقتنع "الحزب" بذلك، ولم يقبل به، ففي تلك الحالة لن يكون هناك أي نتيجة حتى ولو تمّ إرسال 50 ألف عنصر من الجيش الى الجنوب. فعَدَم تخلّي "حزب الله" عن نشاطه العسكري يعني أن المشاكل ستستمرّ. وبالتالي، نجاح مهمّة الجيش جنوباً تتعلّق بمستقبل نشاط "الحزب" وبقراره العسكري".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|