بعد حصارين متتاليين... خروج طلاب الأكاديمية العسكرية من حلب إلى حمص

بعدما أعلنت القيادة العامة للجيش السوري الأربعاء الماضي فك الحصار عن طلاب الأكاديمية العسكرية المحاصرين من قبل الفصائل في منطقة السفيرة بريف حلب الشرقي، برزت التفاصيل التي تسلط الضوء على مجريات تلك العملية.

فقد أفادت مصادر "العربية/الحدث" بأن مفاوضات جرت وأدت إلى خروج الضباط والطلاب من الأكاديمية ووصولهم إلى حمص. ووفقًا للمصادر، وفي الـ29 من تشرين الثاني، ومع سقوط البلدات في محافظة حلب بأيدي الفصائل المسلحة، ظلت الكليات العسكرية خارج تلك السيطرة.

في اليوم التالي، فرضت الفصائل حصارًا على الأكاديميات، ورافق الحصار مفاوضات مع الضباط لتسليم أنفسهم. خرج الطلاب في حافلات دون سلاح تحت حماية "هيئة تحرير الشام" والفصائل، ووصلوا إلى منطقة معامل الدفاع، وهي منطقة أبعد قليلًا من السفيرة جنوب شرق حلب.

لكنهم حوصروا مجددًا بعد أن سيطرت الفصائل على تلك المنطقة. هذا التطور دفع إلى تدخل أطراف دولية، مما أسفر عن خروجهم مجددًا ووصولهم إلى حمص. اتخذت الحافلات الـ19 طريقًا من معامل الدفاع في حلب إلى مناطق الجيش السوري في حماة ثم حمص، بمرافقة وتأمين من القوات الحكومية.

وأكد الجيش السوري في بيان صدر الأربعاء، أن روسيا ساعدت في تأمين ممر آمن للقوات الحكومية المحاصرة في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب. وأضاف البيان أن التنسيق العسكري السياسي السوري الروسي ساهم في رفع الحصار الذي فرضته الفصائل، دون توضيح ما إذا كان التدخل الروسي ميدانيًا أو دبلوماسيًا.

وكان الجيش السوري قد أشاد في بيانه بثبات الطلاب والضباط في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، والدفاع المستميت عن الأكاديمية منذ اللحظة الأولى لهجوم الفصائل، وتصديهم للهجمات العنيفة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والطيران المسيّر المتطور. وأوضح أن الطلاب خرجوا إلى بلدة الواحة في منطقة السفيرة، إلا أنهم حوصروا مرة أخرى من قبل الفصائل التي استخدمت عربات ثقيلة من دبابات ومدفعية ورشاشات وطيران مسيّر، إلى أن تم نقلهم إلى حمص بسلام.

تأتي هذه التطورات بعدما سيطرت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المسلحة المتحالفة معها على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سوريا، أواخر الشهر الماضي، في هجوم مفاجئ أدى إلى انسحاب الجيش السوري من المدينة.