عربي ودولي

مواجهة ترامب مع الصين... عهد الانتقام من كورونا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تحتلّ العلاقات الأميركية - الصينية حيّزاً من المشهد السياسي العالمي، وتطفو مع تداعياتها على صفيح أزمات الدول الساخنة والانقلابات والحروب. ولعلّ المشهد يوم 20 كانون الثاني (يناير) في البيت الأبيض سيكون بداية حقبة قديمة جديدة مع ساكنه، دونالد ترامب.

بين ملفّات السياسة والتجارة والتكنولوجيا والفضاء، عاد ملف فيروس كورونا ليشكّل مادّة دسمة في الصراع، مع صدور تقرير جديد للجنة فرعية في الكونغرس بشأن الجائحة، مكوّن من 520 صفحة، خلُص إلى أن الفيروس قتل أكثر من 1.2 مليون أميركي بسبب تسرّب محتمل من مختبر صيني "مُوّل جزئياً من قبل دافعي الضرائب الأميركيين". وفي تقرير منفصل أيضاً صدر الثلاثاء، وجد الديموقراطيون في اللجنة أن النظرية تستند إلى "أدلّة ظرفية إلى حد كبير ولكنّها معقولة".

حاصر الفيروس الفتّاك دول العالم وحجَر ناسها في منازلهم، وشلّ الاقتصاد، وحصد أرواح أكثر من 20 مليون شخص، وفق منظّمة الصحّة العالمية. رحلة ظهوره بدأت في أوائل كانون الأول (ديسمبر) 2019، وفي كانون الثاني 2020 أبلغت الصين عن تسجيل إصابات لُتعلن في 11 من الشهر نفسه أول وفاة مرتبطة بالوباء في ووهان، لتكر سبحة الإصابات في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، حتى أيار (مايو) 2023 بإعلان الصحّة العالمية أن الوباء لم يعد يشكّل حالة صحّية عالمية طارئة.

على الرغم من انحساره، إلّا أن ترامب العائد إلى الرئاسة لـ4 سنوات جديدة لن يفوّت فرصة مساءلة بكين ومحاسبتها على الجائحة وما سبّبته، فحتّى هو لم يسلم منها!

تعويض وانتقام...
قبل أيام من دخوله المكتب البيضاوي للمرّة الثانية، دعا الرئيس المنتخب إلى دفع 50 تريليون دولار كتعويض للبلدان الأخرى عن الوفيات والعواقب الاقتصادية والاجتماعية التي سبّبها انتشار الفيروس. وفي العام الماضي، طالب بعقد "قمّة عالمية بشأن التعويضات".

يشير التقرير الأميركي إلى أن "كوفيد-19 ظهر أولاً في ووهان، المدينة التي تصادف أنّها موقع مختبر الأبحاث الأول في الصين للفيروسات الشبيهة بالسارس"، لافتاً إلى أن "معاهد ووهان لديها سجل حافل في الانخراط في هذا النوع من الأبحاث الفيروسية في ظل ظروف السلامة البيولوجية المنخفضة".

ويقول التقرير أيضاً: "الأدلّة التي تدعم أن كوفيد-19 جاء من حيوان في سوق المأكولات في ووهان ضعيفة. والأدلّة الرئيسية التي يمكن توقّعها إذا ظهر الفيروس من الحيوانات لا تزال مفقودة".

ترامب الذي وصف كورونا في عهده الأوّل بـ"الفيروس الصيني" و"الهدية السيئة"، وهدّد بقطع كافّة العلاقات مع الصين بسببه، واتّهم بكين بإخفاء المعلومات المتعلّقة بالفيروس في بداية انتشاره و"لم تتحلّ بالشفافية"، لم يغفر له كأحد أسباب خسارته للانتخابات بوجه جو بايدن عام 2020. إلّا أن اليوم، يبدو الرئيس الجمهوري يحضّر أدوات الانتقام من الفيروس ومن تسبّب بنشره، فبدأت المعركة بالمطالبة بالتعويضات مع 4 سنوات جديدة ستكون حامية بين البلدين المتنافسيَن، وكورونا بين كل معركة ومعركة!

في الداخل الأميركي، لم يكن تعامل ترامب خلال عهده الأول مع الفيروس مرضياً لأغلبيّة كبيرة من الأميركيين، إذ تضاعفت الانتقادات لطريقة إدارته الأزمة الصحّية وما حملت في البداية من الإنكار والاستهتار ومحاولات للتقليل من خطورة الفيروس، حتى إنّه رفض الإغلاق الكامل للاقتصاد والمدارس للحد من انتشار الوباء واقترح حقن مرضى كورونا بمواد التطهير المبيضة كعلاج.

في إحدى تغريداته قال: "تقوم الصين بحملة تضليل ضخمة لأنهم يرغبون بشدة في فوز النائم جو بايدن في السباق الرئاسي حتّى يتمكّنوا من مواصلة سرقة الولايات المتحدة، مثلما فعلوا منذ عقود، حتّى جئت (...) لقد كان بإمكانهم إيقاف الوباء بسهولة، لكنّهم لم يفعلوا!".

وفق ما أظهره استطلاع للرأي أجرته وكالة "رويترز" ومؤسّسة "إبسوس" في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2020، أدّت إصابة ترامب بكورونا إلى زيادة الدعم لبايدن، وقد ربط أغلب الناخبين بين إصابة ترامب ومواقفه الطائشة والمتهوّرة تجاه الفيروس. وقال 65% من الديموقراطيين و50% من الجمهوريين إن ترامب ربّما لم يكن ليصاب لو أخذ الوباء على محمل الجد والتزم بالإجراءات الاحترازية.

خطوات ترامب تشبه مقولة شهيرة عن الدولة اللبنانية "ما بيمِتلها ميّت...!"

الصين... إلى المواجهة؟
مع "الانتقام المدفون"، يتفرّغ ترامب بالطبع للشق الاقتصادي، إذ يواجه مارداً قويّاً وصلباً. أبرز وعوده الانتخابية، طرح الرئيس المنتخب تعريفات جمركية بنسبة 60% أو أعلى على جميع البضائع الصينية ورسوماً جمركية شاملة بنسبة 10% على البضائع من جميع نقاط المنشأ، بالإضافة إلى مواجهة تكنولوجية محتدمة أخرى في قطاع أشباه الموصلات.

في الولاية الأولى له، وصفت وزارة التجارة الصينية الحرب التجارية بين البلدين بأنّها "أكبر حرب تجارية في تاريخ الاقتصاد العالمي"، والعين على الولاية الثانية.

لا شك أن الصين تترك جزءاً من المعركة المقبلة مع ترامب لمسلسل ملف فيروس كورونا في جزئه الثاني، وهي لطالما ندّدت بالانتقادات الدولية التي تعرّضت لها على خلفية تفشّي الفيروس، متحدّثة مراراً عن "أكاذيب مكشوفة" من قبل السياسيين الأميركيين، في إشارة إلى ترامب.

على هذه النار الراقدة، لم ينهِ ترامب وعوده، وأعلن نيّته إنهاء حرب غزة وحرب أوكرانيا... فهل يُطفئ النيران ليتفرّغ للصين إلى حين المواجهة الكبرى؟

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا