لبنانيون رفضوا "سوريا الجديدة" قبل سنوات فكيف سينظرون في وجه دمشق الجديد؟
"أخبار اليوم"
الى جانب المساعي الضرورية لانتخاب رئيس للجمهورية، وللاجتماعات الخماسية والسداسية والسُّباعية... ولمحاولات تحشيد الكتل ولَمْلَمتها و"ضبضبة" بعضها و"شدّ براغي" أخرى، تحضيراً لجلسة الانتخاب الرئاسية، لا بدّ من بذل مجهود لبناني رسمي وسياسي عام، من أجل التواصُل مع القيادات السورية الجديدة، وفتح القنوات والخطوط بين لبنان وبينهم، تحضيراً للمستقبل.
تمهيداً لعلاقات جديدة...
فالرابط العضوي بين لبنان وسوريا قائم. ولا بدّ من معرفة رأي الحُكم الذي يتشكّل هناك الآن بمختلف الأطراف المحلية في لبنان، تمهيداً للعلاقات الجديدة بين البلدَيْن مستقبلاً، لا سيّما أن بعض اللبنانيين قاتلوا ضدّه (الحُكم السوري الجديد) قبل سنوات، فيما بعضهم الآخر دعموه قبل أن يتخلّوا عنه بالتسويات، بينما وقف بعضهم الآخر "لا مع ولا ضد"، منذ أكثر من 10 سنوات.
استنساخ إيراني؟
ولكن الآتي من المراحل لا يسمح بـ "لا مع ولا ضدّ"، ولا بعلاقات غير واعية، ولا برفض الواقع السوري الجديد، أو القتال ضدّة، ولا بأي شكل من الأشكال. كما أن الآتي من المراحل يحتّم التحلّي بانتباه تامّ لمدى إمكانية أن تعمل بعض الأطراف المحليّة على "استعادة عافية" سيطرتها المُطلَقَة على لبنان خلال العقود القادمة، إذا نجحت إيران باستنساخ نفسها في سوريا من جديد، من خلال العلاقات التي تجمعها ببعض المكوّنات "الأخوانية" الموجودة داخل الفصائل السورية.
فحتى لا تتكرر أخطار الماضي، نسأل عن اليقظة المحليّة الواجِبَة ضمن هذا الإطار، والتي يجب أن تركز على ما هو أبْعَد بقليل من "الغطس" في بحار الانتخابات الرئاسية الباردة، والعاجِزَة عن نقل لبنان الى مراحل دافئة، من دون حكم محلّي سليم بشكل مُتكامِل.
الماضي... انتهى...
دعا مصدر مُطَّلِع "الشعب اللبناني الى عدم التوجّس من الحالة السورية الجديدة، لأن لا أحد يريد الأذى للبنان. ولكن الأمر الأكيد، هو أنه يتوجّب فتح خطوط رسمية محليّة مع المعارضة السورية من أجل لبنان ومصلحته، لكونها ستشكّل الحُكم السوري الجديد بعد مدّة".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "ما عاد يمكن لأي مكوّن لبناني أن يتعامل مع الفئات السورية الجديدة، كما كان يحصل في زمن العلاقات اللبنانية مع نظام آل الأسد، وذلك مهما كان هناك من مكوّنات "أخوانية" قريبة من إيران في صفوف الفصائل السورية. فإسقاط النظام السابق وتغيير الوضع السوري جرى باتّفاق إقليمي - دولي، والعودة الى الوراء، والى الأزمنة القديمة ما عادت واردة. فالدول التي اتّفقت مع بعضها على إزاحة بشار الأسد لم تَعُد تقبل بإعادة تشكيل الوضع السابق القديم نفسه أو ما يُشبهه في سوريا من جديد".
العراق وإيران
وعبّر المصدر عن صدمته من "القوى الرسمية المحليّة المختلفة في لبنان، التي تغاضت عن تدفّق آلاف المقاتلين من سوريا الى لبنان خلال الأيام الأخيرة. فهؤلاء استطاعوا الانتقال من هناك بسرعة هائلة. وهنا نسأل أين كانت القوى اللبنانية المُوكَلَة الانتباه والإشراف على مثل تلك الأمور، لا سيّما أن هناك أحكاماً صادرة من الدولة اللبنانية على بعض الذين دخلوا لبنان مؤخراً؟".
وختم:"رغم التحديات الكبيرة التي يشكلها هؤلاء على لبنان خلال المراحل القادمة، إلا أنهم ما عادوا قادرين على التلاعُب الأمني فيه بشكل مُطلَق. فالمنطقة عموماً تشهد انهياراً كبيراً في محور إيران الإقليمي، وهو انهيار سيطال العراق بعد أيضاً، وإيران نفسها. فالنظام الإيراني بات أمام تحديات ضخمة مستقبلاً بعد حكمه الذي دام 45 عاماً، وهذا سيؤثّر على الشرق الأوسط بكامله".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|