17 امتحاناً لأحمد الشرع في سوريا... هل يتغلب الجولاني على أحمد الشرع؟!
سوريا بخطر! والوضع الأمني فيها هش جدا!
إذ إن سوريا، ما بعد سقوط نظام الأسد، تخضع لاختراق عسكري من قبل الجيش الإسرائيلي. وكذلك، فهي تحت تهديد داخلي يمكن أن يصل الى حد الفوضى!
في المقابل، ماذا يحصل لسوريا إذا ما نجحت مجموعة أو دولة ما في اغتيال القائد الجديد؟!
إن سوريا اليوم عاجزة تماماً عن مواجهة اسرائيل واعتداءاتها وأطماعها وتدميرها لقدرات الجيش المتبقية، التي لا تُعرف حدودها بعد!
ومع ذلك، فهل تنجح سوريا في تحقيق السلطة الداخلية، على الأقل، في اتجاه بناء الدولة؟!
نجحت سوريا في التخلص من 54 سنة من الظلم الشديد والتعذيب الكافر والسجون الشيطانية. ولكن يعود لوعي ولقدرة أهل سوريا ترويض بندقية يصعب ضبطها، وإيديولوجية جذورها في التطرف، وسلطة سهل انزلاقها نحو مظالم جديدة!
إن درهم وقاية خير من قنطار علاج. من هنا فإن أحمد الشرع، وسوريا من خلفه، أمام سلسلة من الامتحانات، يرتبط نجاحه فيها بعودة سوريا الى سوريا!
1 - الامتحان الأول: إن الامتحان الأصعب لقائد سوريا الجديد أحمد الشرع هو أن ينجح في التغلب على أبو محمد الجولاني
ما يزال أبو محمد الجولاني في خطواته الأولى في طريق التحول الى أحمد الشرع! خطوات ستواجه الكثير من العثرات والدعسات الناقصة.
فالتحول من رجل متطرف أو إرهابي الى قائد ثوري يسعى لبناء دولة أمر صعب جداً. وقد تكون رموزه أقرب الى فيديل كاسترو منها الى تشي غيفارا، مع صعوبة تحول الميليشيوي الى رجل دولة. فالنجاح العسكري لا يعني بالضرورة النجاح السياسي المدني!
وفي السؤال؛ بين الجولاني والشرع، أيهما الطبع وأيهما التطبع؟!
وأيضاً، هل ينجو الشرع من محاولات الاغتيال التي سيتعرض لها حتماً، من مجموعات قريبة وبعيدة؟! وهل يحقق الشرع نجاحاً في حماية نفسه، تماماً كما نجح الجولاني؟!
2 - الامتحان الثاني: أن ينجح الشرع في «الشراكة» في السلطة
إن وضع مستقبل سوريا في يد رجل واحد صعب جداً لمستقبل البلاد!
فإن قطبية السلطة في كل زمان ومكان تجنح دائماً نحو التسلط! وسوريا لا تريد إبدال ديكتاتورية الأسد بديكتاتوريات أخرى.
كما أن غياب رجل يؤدي الى انهيار دولة! ولذلك، فإن الشرع يحتاج الى العودة بسرعة الى المؤسسات الدستورية بعد إعادة دستوريتها لها.
3 - الامتحان الثالث: تحقيق النظام (Discipline)!
نظام أو لا نظام! انضباط أو لا انضباط! نظام وانضباط أو فوضى؟! دولة أو غابة؟!
يحتاج القائد الجديد لسوريا أن يعطي صورة فورية أن سوريا هي دولة وليست غابة.
ويحتاج مقاتلو هيئة تحرير الشام واصدقاؤهم الى إعطاء صورة سريعة أن سوريا تستطيع الاعتماد فوراً على قضاء عادل. إذ لم تكن مشجعة تصفياتهم الميدانية لرجال بشار الأسد، حتى للمجرمين منهم!
4 - الامتحان الرابع: وحدة سوريا
من الأرجح أن سوريا ستتعرض للتقسيم ولإعادة رسم الخرائط في باقي المنطقة، في مشاريع تتخطاها وتتخطى الشرق الأوسط بأكمله. ومع ذلك، فالى أي مدى يستطيع الشرع أن يكون جامعاً للسوريين أمام المخاطر التقسيمية بين السنة والدروز والأكراد أو حتى العلويين؟!
5 - الامتحان الخامس: الأمن والأمان في سوريا
تحتاج سوريا الى عودة الأمان بأسرع وقت الى كل المناطق فيها. مع وقف العمليات الانتقامية التي تضعف وتؤخر قيام الدولة!
ويجب بالتوازي عودة الأمن والأجهزة الأمنية لحماية الدولة، وليس لحماية النظام! وبالتالي، كيف يمكن إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية في سوريا، من دون الجنوح الى أسلوب نظام الأسد في القتل والتعذيب؟ مهمة صعبة جداً في بلد فُقدت فيه أبجدية الديموقراطية منذ أكثر من نصف قرن!
سقط الجيش السوري، أمام هيئة تحرير الشام. وهو بحد ذاته مؤشر الى تفكك الدولة، على الرغم من أهمية سقوط النظام كمدخل لإعادة بناء الدولة. ولكن بين ليبيا والعراق، واليمن، أو حتى السودان... فإن اضعاف الجيش يضعف الدولة! فهذا الجيش الذي لم يحارب لا اسرائيل ولا الميليشيات يحتاج الى «إعادة تدوير» وإعادة تشكيل وإعادة تأهيل! ومن دون «حشد شعبي» أو «حرس ثوري» على كتفه وخلفه وأمامه والى جانبه!
6 - الامتحان السادس: توحيد البندقية
لا يمكن أن تستمر عشرات البنادق «الثورية» أو المعارضة (سابقاً) في سوريا بقيادات ميدانية مختلفة. وبعكس ديموقراطية السياسة، فإن القرار العسكري يحتاج الى أن يكون واحداً. وإلا فهو يتحول الى انقسامات والى تعدد لرؤوس لن تتأخر في الانقسام على نفسها، أو عن محاربة بعضها بعضا!
7 - الامتحان السابع: حماية الأقليات
محقة هي مخاوف السوريين! ليس فقط الأقليات والطوائف والمذاهب والأثنيات غير السنية - العربية في سوريا. بل أيضاً مخاوف السنة المسلمين من غير الإسلاميين. ولذلك، وإن كانت اشارات الشرع إيجابية في هذا الاتجاه، الى أنها تحتاج الى تأكيد وتعزيز في الأداء والممارسة.
8 - الامتحان الثامن: إعادة تشكيل الإدارة وتطهيرها من الفساد.
الإدارة هي جهاز الدولة «العصبي»! فسوريا تحتاج الى عصب أساسي غير «متعصب»! عصب «يسهل» البناء عليه في ظروف صعبة! إدارة يبتعد أو يُبعد عنها كل أشباح الفساد والرشوة والإهمال وسوء الإدارة برجال ونساء علم أكفاء يتمتعون بالنزاهة!
ولكن الأمر شاق جداً. وقد يبدو شبه مستحيل في ظل الظروف المالية الحالية لهذه الإدارة!
9 - الامتحان التاسع: لجم تدهور العملة
مهمة شاقة ستواجه الشرع في موضوع لجم تدهور الليرة السورية. خاصة في المرحلة القريبة والمتوسطة المدى. ما سينعكس سلباً أو إيجاباً على حياة السوريين، بحسب النجاح أو الفشل!
10 - الامتحان العاشر: إعادة الديموقراطية الى سوريا، انطلاقاً من حل المجلس النيابي والدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة!
خسرت سوريا «علمانيتها» النظرية. فهل تدخل إسلامية منفتحة كالنموذج التركي؟ وهي على أي حال تحتاج الى إعادة الكلمة للشعب وإن كانت المعارضات السياسية السابقة غير جاهزة بعد!
11 - الامتحان الحادي عشر: إعادة الملايين من النازحين السوريين الى الوطن السوري
يحتاج الشرع الى التعاون مع الأمم المتحدة لتحقيق عودة آمنة لكل النازحين السوريين، وبشكل خاص من تركيا ولبنان والأردن. مع طهور نازحين جدد من مؤيدي نظام الأسد!
12 - الامتحان الثاني عشر: إعادة الدورة الاقتصادية الى سوريا
13 - الامتحان الثالث عشر: إعادة إعمار سوريا
14 - الامتحان الرابع عشر: النجاح في التنسيق مع اللاعبين الكبار في المنطقة من أميركيين وروس وأتراك و... إيرانيين
مهمة ليست مستحيلة على ما يبدو، مع هيمنة تركية - أميركية على الوضع الجديد، وحفظ المصالح الروسية وقاعدتيها العسكريتين، وعداء «سلبي» Passive لإيران!
15 - الامتحان الخامس عشر: حسن الجوار مع لبنان والأردن والعراق
لا تتدخل سوريا في شؤون جيرانها العرب. ولا يتدخل جيرانها العرب بشؤونها الداخلية. ولا تتواجه هيئة تحرير الشام مع حزب الله!
16: الامتحان السادس عشر: إعادة سوريا فعلياً الى الحضن العربي
اعتماد الخيار العربي بعد الخروج من محور الممانعة. ومد الجسور الى الدول الخليجية كافة كالسعودية والإمارات، بالإضافة الى الدور القطري الواضح.
17 - تحديد موقف واضح لسوريا الجديدة من اسرائيل!
«عداء» لاسرائيل مع حماية أمنها! هذا ما قد تفرضها الدول الكبرى على السلطة السورية الجديدة. ولكن هل يلجأ الشرع الى تأكيد مسار العداء لاسرائيل أو الى التطبيع... لاحقاً؟!
لم يحارب بشار الأسد ولم يواجه. فضّل الهرب! وقد يكون أراد تجنيب جيشه حرباً خاسرة في النهاية بعدما تخلى عنه حلفاؤه الأقوياء، أي روسيا وإيران. أو فضّل أن يحقن (قسماً) من الدماء، كما يقول من تبقى من أصدقائه!
فرّط الأسد بالجولان وبالشرع في سوريا، فيما الجولاني يسعى لأن يصبح الشرع أسد سوريا الجديد! فهل يحق «شرعاً» لسوريا بمستقبل أفضل؟
بعد هذا الامتحان يُكرم الشرع أو... «ما خلونا»!
سمير سكاف-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|