من كواليس "انهيار" محور المقاومة بـ "ضربات قاضية"
كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن ما شهدته سوريا في الأيام القليلة الماضية لم يكن ابن ساعته او امرا طارئا وقد اعدت العدة اكثر من مرة منذ عقدين على الأقل ولم تسنح الفرص لتنفيذه نتيجة مجموعة من المبادرات التي طرحت لتسوية وترميم ما أصاب علاقات النظام المنهار بجاراته والعالمين العربي والغربي ولا سيما انخراطه في ما سمي بـ "محور الممانعة" ومحاولاته التلاعب لتمديد مسلسل الأزمات التي تعيشها منذ عقد ونصف، وما تركته من ترددات اضرت بالجوار السوري وهددت كيانات كانت مستقرة قبل ان تتوسع اذرع ايران فيها وتهدد كياناتها ومؤسساتها الشرعية والدستورية لصالح تركيبة اتسمت بالارهاب وفق القوانين الدولية وقد ترجمتها سلسلة من قوانين العقوبات الأميركية والدولية.
وقالت مصادر سياسية وديبلوماسية في قراءتها لمجريات الأحداث لـ "المركزية" : قد تمر سنوات عدة قبل فهم العديد من أسرار التطورات والظروف التي تكونت لتقود الى الانهيار السريع للنظام أمام مجموعات من الفصائل المعارضة التي لم تمتلك أسلحة كاسرة لمقدرات الجيش الذي لم يستخدم أسلحته، مفضلا اخلاء مواقعه والتخلي عن أسلحته بعد فرار كبار قادته كل في اتجاه مع تجنيب الوزارات والمؤسسات العامة التي حافظت على تركيبتها وهيكليتها الادارية والخدماتية المختلفة قبل عملية التسليم والتسلم التي جرت بين الحكومة المنحلة وحكومة الإنقاذ المؤقتة التي كلفت بادارة شؤون الناس حتى مطلع شهر آذار المقبل بدون اي مسوغ قانوني او دستوري.
على هذه الخلفيات، قالت المصادر ان التغيير في سوريا لم يكن امرا عابرا ولا خطوة مفاجئة فقد اعدت العدة منذ سنوات لتكوين السلطة البديلة من النظام الذي عبث بأوضاع جيرانه وبالعلاقات الدولية الى درجة عرضته لسلسلة من العقوبات المختلفة في مصادرها وانعكاساتها التي انهكت الاقتصاد والمالية العامة والقطاعات الحيوية المعيشية والمواطنين ووضعت نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر الى معدلات غير مسبوقة هددت المجتمعات المحيطة به بعدما صدرت الاحداث الأخيرة اكثر من سبعة ملايين سوري تحولوا الى نازحين ولاجئين على خلفيات مذهبية وعشائرية وعقائدية هددت الكيان اللبناني وأساءت الى أمن وسلامة مجتمعات عدة بفعل الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ونتيجة ما صدر من إرهاب ومخدرات بطريقة منظمة للعبث بأمن عدة دول عربية وغربية.
وفي الكواليس السياسية والديبلوماسية سيناريوهات لا تحصى ولا تعد بشأن ما ادى الى الانهيار الكبير على كل المستويات دفعة واحدة وفي اقل من عشرة ايام لكن بعضا منها تخطت تداعياته الساحات اللبنانية والاردنية والتركية والعراقية نتيجة أكثر من وجه من وجوه الازمة ومنها تحوله معبرا ايرانيا الى أمن المتوسط يتعدى الخطر الذي يتهدد الدولة اليهودية التي بإمكانها بباعها الطويل، رد مخاطره الى ان شكل خطرا على سلامة وامن وحدود دول المنطقة نتيجة استدراج إسرائيل الى حرب لا هوادة فيها دون ان التحسب لمواجهة قدراتها العسكرية والتكنولوجية التي دمرت في النتيجة قوى المحور بكامله في سوريا ولبنان بعد قطاع غزة وهددت العراق والاردن جديا قبل ان تتدارك الدولتان تداعيات تورطها فنجت الى أجل غير محدد من استنساخ التجربات الثلاث في فلسطين ولبنان وسوريا.
واعترفت المصادر عينها بأن الرئيس السوري الفار بشار الأسد الذي تلقى سلسلة عروض لتفادي ما حصل، حاول العبث بمقدرات بلاده لتعميم تجربته الفاشلة في الدول المحيطة ولا سيما في لبنان والأردن كما في العراق نتيجة التردد في وضع حد للتدخلات الايرانية التي راهنت على قوى محلية تجنبها اي مواجهة مباشرة مع اسرائيل ايا كانت النتائج الكارثية التي حلت بشعوب الدول المحيطة بها بعدما خبرت القدرات الإسرائيلية التي شلت قطاعات عدة في عملية عسكرية نفذتها في الثالث من تشرين الثاني الماضي طاولت أكبر وأهم مصدر للصناعات الخاصة بقدراتها النووية ومنشآتها وقواعدها العسكرية والصاروخية الدفاعية و البالستية الهجومية والخدماتية في طهران والمحافظات المحيطة بها.
ولفتت الى ان ما جرى كان نتيجة فشل محاولات عدة، جرت لتدارك اي عمل عسكري انتهى الى ما انتهى اليه الى درجة ضحى فيها الأسد بحكمه وبمصالح أركانه على مختلف المستويات للنجاة بنفسه وعائلته في مخططات تسعى القوى الديبلوماسية الى فهم خيوطها المعقدة التي شاركت في بعض منها القوات الروسية ،ولا سيما بتأمين حياته الشخصية ومعه عدد من معاونيه بعد ضمان انتقال عائلته الى موسكو قبل اسبوعين تقريبا من الانهيار النهائي.
وكشفت المصادر ان الاسد نقل حمولة طائرتين من مقتنياته الشخصية وثرواته الخاصة والعائلية المنقولة من ذهب وعملات أجنبية ومقتنيات ثمينة ما بين الأول والثالث من تشرين الثاني الماضي قبل ان تتوفر الظروف التي تسمح بنقل عائلته دون اي ضجيج اعلامي او استخباري الى موسكو في الأسبوع الأخير منه. ونقل عن احد الديبلوماسين انه استدعي للبحث في عملية نقل وتهريب عائلة الأسد والتدقيق في الأسباب التي دفعته الى الخطوة، فيما كان منهمكا بالمفاوضات مع الاميركيين والفرنسيين والاسرائيليين في تفاصيل اتفاق وقف النار في لبنان الذي انتهت المفاوضات بشأنه في ليل 26 - 27 تشرين الثاني الماضي.
وانتهت المصادر لتقول ان الاسد الذي تمكن من الفرار متخليا عن اقرب المقربين اليه قد جمد مشروعا للكشف عن عملية خيانة تعرض لها من الاستخبارات الايرانية وحزب الله الذين سعوا الى الوصول اليه تزامنا مع وصول وزيري الدفاع والخارجية الايرانية الذين نقلوا اليه تحذيرات قاسية بتهمة الافادة عن مواقع تواجد مستشاريهم العسكريين وما كان يدور في المقرات الديبلوماسية والقنصلية التابعة لهم في دمشق ومناطق مختلفة ومعها مراكز حزب الله وصولا الى مناطق لبنانية عدة ومنها عملية اختطاف اللبناني من آل امهز في البترون التي شكلت أكبر دليل أنهت الشكوك في تسرب المعلومات عن مكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وخليفته هشام صفي الدين بشأن تورط كبار معاونيه في العمليات بدلا من اجهزة الاستخبارات التي يديرها أخطر رجال حكمه.
وإلى ان تتكشف الكثير من الحقائق التي لا بد من الوصول إليها فهم ان العملية التي استهدفت فيها الطائرات الاسرائيلية مراكز المخابرات الجوية ومواقع امنية اخرى في كفرسوسة وتدمر وحمص وحلب كانت بهدف إتلاف الكثير من المعلومات التي تعكس حجم التنسيق مع المخابرات الدولية، بطريقة تصل فيها المعلومات بأسرع وقت الى القيادة العسكرية الاسرائيلية التي قامت بكل ما قامت به في لبنان وسوريا بكثير من الدقة والمعلومات التي لا تخضع الى اي تشكيك وصولا الى تدمير محور الممانعة كاملا من بيروت الى دمشق بعد غزة بالضربات المتتالية القاضية التي تلت عملية انهاكه واغتيال قادته وتدمير قدراته المختلفة البشرية والعسكرية والامنية ،وهي على باب التوسع في القضاء على مواقع اخرى ما لم تسارع بعض الدول ومنها العراق الى انهاء الأسباب التي تقود الى عمليات مماثلة في أراضيه.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|