"طمأنة تل أبيب".. خبراء يفكون "شيفرة" تصريحات الجولاني
تعددت الدلالات التي رصدها مراقبون حول أول تعليق لقائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، الملقب بأبو محمد الجولاني، على التوغل الإسرائيلي في سوريا.
ورأى البعض في ذلك تبادلًا علنيًّا للرسائل بين الجولاني وبين إسرائيل، يحمل جانبًا من طمأنة تل أبيب بزوال التهديد الإيراني لها من سوريا.
يرى خبراء أن تصريحات الجولاني تحمل تلميحات بأن التوغل الإسرائيلي في سوريا قد يفتح المجال لعودة الوجود الإيراني عبر الأذرع والميليشيات.
ويعتبر آخرون أن امتناع الجولاني عن مواجهة التوغل الإسرائيلي يعكس ما يعتقده البعض من أنه "صنيعة" أمريكية بالتعاون مع تركيا، لحماية أمن إسرائيل.
وقال الجولاني مؤخرًا إن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بعيدًا عن المغامرات العسكرية غير المحسوبة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤولياته تجاه التصعيد الإسرائيلي.
وأضاف أن "حجج إسرائيل لدخول سوريا باتت واهية"، مشيرًا إلى أن قواته ليست بصدد خوض صراع مع تل أبيب، وأن الحكومة السورية المؤقتة لا تعادي المجتمع الإيراني.
في المقابل، رد رئيس الأركان الإسرائيلي على تصريحات الجولاني بالقول إن إسرائيل لا ترغب في التدخل بالشأن السوري، وذلك خلال تقييم للأوضاع من جبل الشيخ.
يرى الباحث السياسي ناصر عباس أن الجولاني يتعامل في هذه المرحلة مع إيران كعدو أول في سوريا؛ ما يعطي تطمينات لإسرائيل، التي لن تتراجع عن فرصة التوغل في الداخل السوري.
وأوضح عباس ، أن استمرار التوغل الإسرائيلي يعطي مبررًا لأي أطراف داخلية لإعادة فتح الطريق أمام النفوذ الإيراني، مؤكدًا أن الجولاني يمتلك حتى الآن القدرة على منع عودة هذا الوجود الإيراني.
وأشار عباس إلى أن الجولاني يسعى لتقديم رسائل واضحة لواشنطن بضرورة إيجاد صيغة تفاهم تُقنع إسرائيل بالتراجع عن توغلها في سوريا، حيث إن صمته إزاء العدوان الإسرائيلي قد يُستغل من قبل الإيرانيين لاتهامه بحماية أمن إسرائيل وضياع الأراضي السورية.
بدوره، يرى الخبير في الشؤون الدولية محمد أشتاتو أن أول تعليق للجولاني على التوغل الإسرائيلي دون أي تحرك يعكس أن مهمة الحكم في المنطقة قد أُسندت إليه بإشراف أمريكي، شريطة حماية أمن إسرائيل.
وأضاف أشتاتو، أن تصريحات الجولاني تغذي الشكوك حول "هيئة تحرير الشام" كصنيعة أمريكية بالتعاون مع تركيا، تهدف إلى القضاء على أذرع إيران في سوريا.
ويعتقد أشتاتو أن موقف الجولاني يعكس توافقًا مع هدف واشنطن في كسر النفوذ الإيراني في سوريا، ومع رغبة تركيا في أن تحل محل إيران كقوة إقليمية في المنطقة، مع تعزيز نفوذها في الساحة السورية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|