عن علاقة جنبلاط بالجولاني و"سوريا الجديدة"
بشكل واضحٍ وصريح، أعلن الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط اتصاله بأحمد الشرع، قائد هيئة "تحرير الشام" وذلك للمباركة بـ"إسقاط نظام الرئيس السوري السّابق بشار الأسد".
أبرز الرسائل التي أطلقها جنبلاط دعت إلى الحفاظ على وحدة سوريا وعدم تقسيمها، في حين أكّد جنبلاط لجولاني أن لقاءهما سيكون قريباً في دمشق.
ما فعله جنبلاط ليس مُستغرباً، في حين أن عودته إلى دمشق ستكون آتية خلال الأشهر القليلة المقبلة ريثما تستقر ظروف الدولة السورية، وعليه، فإن "زعيم المختارة" سيعود إلى سوريا بعد غياب، ولكن من دون بشار الأسد.
في العام 2011، زار جنبلاط سوريا للمرة الأخيرة، ومنذ ذلك الحين خاض غمار التأييد للثورة السورية، لكنه "غازل" دمشق مرات عدّة بشكل مباشر وغير مباشر.
جنبلاط كان من غير المرغوب بهم في سوريا طيلة سنوات الأزمة، أما الآن وبعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بات بإمكانه العودة من بوابتها العريضة ومن موقع قوي وعبر الجولاني، القائد العام للعمليات العسكرية هناك.
يُدرك جنبلاط أهمية "سوريا الجديدة" بالنسبة له، فالأولوية لديه هناك ترتبط بمنطقة السويداء التي تمرّدت على النظام السوري، فعينه ترنو باتجاه منطقة جبل العرب والمناطق الدرزية التي تقف أيضاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الجديد لسوريا.
لا ينكر جنبلاط هذه الأولويات، فهو على خط تواصل مع المرجعيات الروحية الدرزية في سوريا، كما أن امتداده إلى هناك لا يمكن أن يهتزّ بسقوط نظام أو إحياء آخر. حتماً، هناك ارتباطٌ كبير بين الجهتين، لكن "زعيم المختارة" سيتدخل في سوريا عاجلاً أم آجلاً من خلال إرساء تثبيت معادلة للدروز هناك، أساسها رفض تقسيم سوريا نهائياً والالتزام بنهج الدولة الجديدة التي ستقوم لتبني "سوريا الحرة" كما وصفها جنبلاط.
في عز حُكم النظام السوري، كان جنبلاط يرفض تقسيم سوريا وينأى بنفسه عن تبني هذه المواقف، فهو يعتبر أن مثل هذا السيناريو سينعكس على لبنان أيضاً وسيفتح الباب أمام صراعات كبيرة.
لهذا السبب، يمكن القول إن جنبلاط يريد أن يُعبّد طريقه نحو سوريا من بوابة "توحيدها" عبر الدروز الذين ينظرون إليه كـ"قبلة تاريخية" لا يمكن التنازل عنها، في حين أن مواجهة الأطماع الإسرائيلية داخل سوريا سيُقابلها مواجهة جنبلاطية انطلاقاً من رفض الاحتلال.
أمام كل ذلك، فإن جنبلاط سيحمل رايتين داخل سوريا الجديدة، الأولى راية مواجهة التقسيم والثانية رفض الإحتلال، وهذا دورٌ كبير سيُناط لجنبلاط من أجل حفظ لبنان باعتباره أول المتأثرين بأحداث الداخل السوري، وأول الخاسرين من أي تقسيم قد يحصل.
الآن، يبقى جنبلاط أيضاً الساعي الأول لتعبيد طريق نجله تيمور إلى دروز سوريا، فهؤلاء يمثلون "أصولاً تاريخية" ولا يمكنُ بتاتاً إغفالهم من معادلة المنطقة. وعليه، فإن قوة الدروز السوريين سيتم استنباطها من "دروز لبنان" ومن جنبلاط بالتحديد، وقد يكون الأخير هو "الوجهة" الأساسية لنظام سوريا الجديد وقد يكون مرجعية أساسية لها من بوابة الدروز في المنطقة، وبتأييد مباشر من الجولاني.
لهذا، يمكن القول إن دور جنبلاط وعلاقته بـ"سوريا الجديدة" ستكون كبيرة جداً ومراحلها ستنكشف تباعاً مع الأيام وعقب إطلاق عجلة التأسيس للدولة الجديدة بعد إسقاط النظام القديم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|