كانت مخزناً للذخيرة قرب لبنان.. قصة مدينة سكنها "حزب الله" لسنوات

بعدما اضطروا لهجر منازلهم مع سيطرة حزب الله بدعم من الجيش السوري على القصير، بدأ سكان هذه المدينة الواقعة في غرب سوريا عند الحدود مع لبنان العودة إلى ديارهم، لكن معظمهم يجدون منازلهم مدمّرة، وفق ما يقول تقريرٌ جديد لوكالة الصحافة الفرنسية "afp".

يقول علي خلف (22 عاماً) وهو أحد سكان القصير إن "أغلب المناطق في مدينة القصير كانت ممنوعة على سكانها"، وأضاف: "أهلها وناسها الذين كان لديهم محلات ومنشآت داخلها كانوا ممنوعين من الدخول إليها".

وزعم خلف أنَّ "حزب الله كان يستخدم الكثير من المرافق كمخزن أسلحة وذخيرة، لكن الآن بعد التحرير الكل عاد إلى محله وإلى أرضه".

وتعرضت المقار السابقة لحزب الله للتخريب، فيما دُمّرت معظم المنازل في المدينة جراء عنف الحرب التي امتدت على سنوات.

وفي العام 2013، أعلن الحزب أنه تدخل إلى جانب القوات السورية لمساعدتها في مواجهة المسلّحين الذين كانوا يحققون مكاسب ميدانية.
وإثر ذلك، سيطر الحزب على المدينة في حزيران من العام نفسه، وأقام فيها قاعدة عسكرية ومعسكر تدريب.

"احتلال"
ترك السكان المدينة وتوزعوا في مناطق محيطة بها حيث كان الصراع أقل حدة، كما نزح بعضهم إلى لبنان.
وقال أيمن سويد وهو محام يبلغ 30 عاماً: "تم احتلال مدينة القصير وتهجير سكانها إلى الأرياف (الواقعة) حول مدينة القصير وإلى لبنان".

وأضاف: "مدينة القصير تعتبر معبراً حدودياً لدولة لبنان، وبالتالي خلال احتلال حزب الله للقصير اعتبرنا وسيلة مثل جسر بري لنقل أسلحة تحديدا من سوريا وإيران وعن طريق العراق إلى لبنان".

وكثيراً ما كانت المنطقة تُستهدف بالطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف مواقع حزب الله في سوريا.

لكن بعد سقوط بشار الأسد عقب دخول فصائل معارضة مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى دمشق، سارع مقاتلو حزب الله إلى ترك المدينة.

وقالت سمر حرفوش البالغة 38 عاما وهي من سكان المدينة: "بعد 13 عاما عدنا (السبت) وجدنا منزلنا على الأرض مهدوما".

وروت وهي تشير إلى منازل مدمّرة حولها: "هذا منزلي، وهذه منازل أشقاء زوجي الثلاثة. وهناك منزل أخي وزوجة أبي أيضا وشقيقتي الاثنتين (...) 12 منزلا على الأرض".