عام 2025: "هواوي" تبدأ عصراً جديداً بنظام تشغيل مستقلّ عن "أندرويد"

في خطوة جريئة تعيد رسم ملامح مستقبل التكنولوجيا، أعلنت شركة هواوي رسمياً أنها ستتخلى عن نظام التشغيل "أندرويد" في أجهزتها الذكية اعتباراً من عام 2025، لتستبدله بنظام تشغيل جديد من تطويرها الخاص يحمل اسم "HarmonyOS Next".

أهميّة هذا التغيير

نظام التشغيل هو العمود الفقري لأيّ جهاز؛ فهو المسؤول عن إدارة التطبيقات، والتعامل مع الأجهزة الداخلية، وتقديم تجربة المستخدم. لسنوات، هيمن نظام "أندرويد"، المدعوم من شركة "غوغل"، على سوق الهواتف الذكية عالمياً. الآن، بفضل نظامها الجديد، تمتلك "هواوي" السيطرة الكاملة على الجوانب الأساسية مثل الأمان، والتحديثات، وتطوير منظومتها الخاصة.

لماذا يهمك هذا كمستخدم؟
النظام الجديد الذي طورته هواوي لا يهدف فقط إلى استبدال "أندرويد"؛ بل يسعى إلى بناء منصة متكاملة تتناغم بشكل أعمق مع تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) كيف يمكن أن يؤثر ذلك على حياتك اليومية؟ إليك بعض الأمثلة:
• منزل أذكى: يمكنك ضبط درجة حرارة منزلك، أو تفقد محتويات ثلاجتك، أو مراقبة نظام الأمان - كل ذلك عبر هاتفك الذكي وبسهولة تامة.
• سيارات متصلة: ستتمكن من متابعة حالة سيارتك، التحكم بوظائفها، أو تخطيط مساراتك في الوقت الفعلي.
• تجربة موحدة: بدلاً من التعامل مع تطبيقات أو أنظمة منفصلة، يمكنك الاستمتاع بتكامل أفضل بين أجهزتك والعالم المادي من حولك.
تسعى "هواوي" إلى تحويل أجهزتها إلى مراكز تحكم رئيسية للحياة اليومية، من خلال دمج وظائف إنترنت الأشياء مع تكنولوجيا الهواتف الذكية.

ما هو المتوقع في عام 2025؟
مع اقتراب عام 2025، تتطلع هواوي إلى تحقيق الأهداف الآتية:
• توسيع النظام البيئي للتطبيقات: تهدف هواوي إلى زيادة عدد التطبيقات الأصلية المتاحة على نظام "HarmonyOS Next" من 15,000 تطبيق حالياً إلى 100,000 تطبيق في نهاية عام 2025، ما يعزز جاذبية النظام للمستخدمين والمطورين على حد سواء.

• إطلاق أجهزة جديدة: من المتوقع أن تكون سلسلة هواتف "Mate 70" وأجهزة أخرى مثل "Mate X6" القابلة للطي من بين أولى الأجهزة التي تعمل بنظام "HarmonyOS Next"، مما يعكس التزام هواوي بتقديم تجربة مستخدم متكاملة ومستقلة عن "أندرويد".

• تعزيز التواجد في السوق الصينية: تركز "هواوي" حالياً على تعزيز نظامها الجديد في السوق المحلية، مع خطط للتوسع الدولي مستقبلاً، مما يشير إلى استراتيجية مدروسة لتبني النظام بشكل تدريجي.
•
التحديات والفرص
بينما تسعى هواوي لتحقيق استقلالية تقنية مع "HarmonyOS Next"، تواجه تحديات في إقناع المطورين والمستخدمين بفعالية نظامها الجديد، خاصة في الأسواق الدولية. ومع ذلك، فإن التزامها بتطوير نظام بيئي متكامل وتقديم تجربة مستخدم متميزة قد يساهم في تغيير موازين القوى في سوق أنظمة التشغيل.

يبقى السؤال: هل يستطيع نظام التشغيل الخاص بهواوي أن يعيد تعريف طريقة تعاملنا مع الأجهزة والتقنيات المتصلة؟ وهل يمكن أن يُهدد هيمنة نظامي أندرويد وiOS على السوق؟