من سوريا - الأسد الى الجولاني... كان يا ما كان يُستعاد من قديم الزمان...
إما دولة أو لا دولة في هذا البلد، وما على اللبنانيين سوى أن يختاروا خيار الدولة، لأنه أفضل لهم، ولمستقبل لبنان.
فرغم أن التواصُل اللبناني السياسي الرسمي مع "هيئة تحرير الشام"، ومع أحمد الشرع (الجولاني)، هو مسألة أساسية منذ الأسبوع الفائت، لاستيضاح رؤيته ونظرته حول مستقبل العلاقات بين سوريا الجديدة ولبنان، لا سيّما أن هناك أطرافاً لبنانية رسمية وغير رسمية حاربت في سوريا ضدّ فصائل المعارضة السورية خلال الأعوام السابقة، إلا أنه لا بدّ من التشديد على ضرورة أن يكون هذا التواصُل من مُنطلقات رسمية، أي من دولة لبنانية الى أخرى سوريّة بدأت تتشكّل في دمشق، وليس من جانب فريق لبناني واحد، تجاه الجولاني.
حسابات خاصة
فأزمنة "الفراطة" المحليّة كلّفت لبنان كثيراً خلال العقود السابقة، ويجب أن تكون الدروس القديمة علّمت الجميع. ولكن ما يحصل الآن، هو أن مكوّناً لبنانياً واحداً، الدرزي تحديداً، يتحضّر لزيارة دمشق بعد أيام على رأس وفد كبير من مشايخ ووزراء ونواب، وذلك للقاء الجولاني، وتقديم التهاني له بسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
هي خطوة مطلوبة، ولكن يجب أن تحصل على مستوى لبناني عام، وليس من مُنطلقات حسابات شخصية، أو مناطقية، أو أقليات تدبّر نفسها مع أكثريات. فمن يجب أن يدبّر شؤون الأقليات والأكثريات والخصوصيات والمصالح العامة والخاصة والمناطقية والعشائرية والفئوية و... و... و... هي الدول ومؤسّساتها، والدساتير، وليس الشخصيات أو الأحزاب أو التيارات بحدّ ذاتها.
احتلال...
فزمن الزيارات اللبنانية الى سوريا يجب أن يخضع لتحديثات كبرى، حفاظاً على مصلحة لبنان الدولة وشعبه، بعد عقود من ممارسات خاطئة سمحت للنظام السوري السابق باستفراد الأطراف اللبنانية كافة، والاستخفاف بها كلّها، والتعاطي معها بشكل ساعد على تحويل الوصاية السورية الى احتلال سوري تامّ، لا يزال البلد كلّه يدفع ثمنه حتى الساعة.
الدولة... أقوى
اعتبر النائب ابراهيم منيمنة أن "مقاربة هذه المسألة بحدّ ذاتها صعبة من حيث أن هناك أحزاباً أو أطرافاً في دول الخارج أيضاً، تقوم بزيارات لدول أخرى، والعلاقات ليست محصورة بالكامل دائماً بالقنوات الرسمية التابعة للدول. ولكن يجب أن تكون الدولة قوية وحاضرة، لأن الدول عندما تتعاطى مع الدول، يكون ذلك مختلفاً عمّا لو قامت فئة معيّنة من هذه الدولة أو تلك بالتواصُل مع دولة أخرى، أو مع فئة معيّنة موجودة فيها".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الخطأ هو عندما تصبح الدولة ضعيفة ومُقصِّرَة أو مُتهاونة بمصلحتها، مقابل مصالح أصغر. فالدور الأساسي يجب أن يكون للدولة، وأن تكون هي الحاضرة بقوة، وأن لا تصبح المبادرات غير الرسمية أقوى من تلك الرسمية، أو من التواصل الرسمي للدولة مع دولة أخرى أو مع أطراف خارجية. ومن هنا، لو كانت لدينا دولة قوية منذ زمن بعيد، تتعاطى من منطلق قوة وندية مع النظام السوري السابق، لكان الوضع اختلف كثيراً في الماضي".
وفد لبناني؟
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان من الأفضل تشكيل وفد لبناني عام، يتألّف من كل الفئات والأطياف اللبنانية، السياسية والمذهبية والطائفية والمناطقية، لزيارة دمشق ولقاء الجولاني والحديث عن المستقبل بين البلدَيْن معه، أجاب منيمنة:"أي خطوة من هذا النوع، يجب أن تحصل بمبادرة رسمية من الدولة، فتقوم هي مثلاً بتشكيل وفد رسمي يعبّر عن المكونات اللبنانية، أو عن القوى الأساسية مثلاً. فأنا أفضّل دائماً الإبقاء على الدولة بموقع القيادة، وعدم ترك الأمور للتوافقات المحلية، سواء في تشكيل الوفود أو في قضايا أخرى".
وختم:"مشكلتنا في لبنان أن الدولة هي الطرف الذي يتنازل عن دوره، في وقت يجب أن تكون هي القوية بكل شيء، وأن تنافس الجميع، وأن تكون الأقوى".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|