"سأزورها الأحد"... جنبلاط: الاستقرار في سوريا ضروري لاستقرار لبنان
فرنجية لم ينسحب ولكن... نعم للقائد عون
لم يفاجئ موقف زعيم تيار المردة سليمان فرنجيه في اطلالته المسائية اللبنانيين، لا سيما من قرأوا جيدا في مواقف قادة محور الممانعة وحلفائهم المؤيدين للنظام السوري الساقط. مجمل هؤلاء ما زالوا يعيشون حال انكار، ليس لعدم معرفتهم حجم الضربة القاضية التي تلقوها في حرب اسرائيل على حزب الله وما اعقبها من انهيار نظام بشار الاسد الحليف والسند الاساس، بل ليقينهم ان بيئتهم وناسهم وشعبية الحزب المدَمَرة نفسيا بفعل ما اصابها من خسائر بشرية واقتصادية ومادية في الحرب، لا تحتمل نفسياً ،فوق مُصابِها، اعلان هزيمة على هذا المستوى دفعة واحدة، انما تتطلب تدريجها وتقطيرها على دفعات لاستيعاب حجم الانهيار المُدَوي بعد صدمة اغتيال قائدها الرمز، وانتهاء زمن فائض القوة، بما أمَن لها من فوقية مورِست على الدولة وسائر اللبنانيين المناهضين للمحور.
قد يكون سليمان فرنجية، الذي توقع كثيرون ان يعلن امس سحب ترشيحه للرئاسة، أقلّ انكارا من "جماعة المحور " المتجهين على الاغلب من الانكار الى الانتحار، ان مضوا في مسيرتهم وتعاطيهم مع الواقع المستجد بالمنطق نفسه والعقلية ذاتها. ذلك ان الزعيم الزغرتاوي البرغماتي والمقارب الامور بواقعية، لم يتنكر للواقع ولا للحلفاء ولا جاهر بانتصار نظام الاسد او برر للرئيس الصديق. هو لم يسحب ترشيحه، على رغم يقينه ان بعد اندحار نظام الاسد وتهاوي قوة حزب الله الداعم وحركة امل ترشيحه، لم يعد له ادنى حظ في فتح ابواب قصر بعبدا امامه بعد جلسة 9 كانون الثاني الرئاسية ، لكنه يحتفظ بورقة ترشيحه إما للمقايضة ،واما لتحقيق مكاسب سياسية في البازار الجاري محليا ودوليا حول سلة متكاملة، رئاسة جمهورية ، وتكليف رئيس حكومة وتشكيل، بحيث لا يكون تنحيه مجانياً، او لبعث رسائل للحلفاء الذين تخلوا عنه، او لبيئته التي لن تُسّر بنبأ اعلان سحب ترشحيه في اول اطلالة لزعيمها بعد سقوط نظامه الحليف واندحار المحور.
ومقابل عدم سحب ترشيحه، الذي كان متوقعا، كون فرنجيه اعلن بنفسه من بكركي ان يحق له الترشح ما دام يمثل خطا سياسيا له امتداداته الاقليمية وهو رابح، ولأن الخط هذا خسر اليوم، ونسبة لواقعيته ، فتح بمواقفه امس الباب واسعا على مرشحين آخرين، مذكّراً بطرحه "سلَّة أسماء إلى رئاسة الجمهورية"، من دون ان يسمي احدا، وقال: "لن ندخل بالأسماء الآن، ولكنَّ تركيزنا هو على معايير الرئيس العتيد الذي حدد مواصفاته بـ" رئيس على قدر المرحلة، وإلا لن نشارك في إيصال رئيس لا يملأ الموقع المسيحي الأول و"نبقى برّا أشرفلنا" .
ووقت تتدحرج كرة ثلج مؤيدي قائد الجيش العماد جوزف عون بقوة، قد لا يكون فرنجية بعيدا من هذا الخيار، اذ ان الرجل بنفسه كان أسّرَ لرئيس مجلس النواب نبيه بري في اعقاب انتهاء القطيعة مع القائد خلال عشاء اليرزة الشهير الذي جمعهما منذ عام انه ،إن تنازل عن ترشحه فلقائد الجيش، علما ان العلاقة منذ ذلك الحين جيدة جدا بين بنشعي واليرزة وتتسم بالاحترام والتفاهم المتبادل.
ولأن فرنجية اراد تطبيع العلاقة مع العماد عون العام الماضي بعد فترة فتور ، بتلبية دعوته للعشاء، لقناعته بأنه منافسه الجدي الوحيد للرئاسة ولإيصال رسالة بأنه يمكن التنافس ديمقراطياً والحفاظ على علاقات جيدة، وكون حظوظ فرنجية الرئاسية انخفضت الى الحدّ الادنى راهناً، فالمنطقي والمتوقع ان ينضم الى فريق متبنيّ القائد رئاسياً، حينما تدق الساعة وتنضج ظروف الانسحاب من حلبة السباق الرئاسي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|