لا بسِوَار ولا بـ "خلخال"... لبنان والمنطقة من ديكتاتور الى آخر و"البهدلة" بينهما...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
أدانت أعلى محكمة في فرنسا الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد واستغلال نفوذ، وقضت بتعويضه عن السجن بوضع سوار إلكتروني لمدة عام.
"البهدلة"...
وبمعزل عن تفاصيل ملف ساركوزي، وعن مستقبله القضائي الذي لا يزال غير مبتوت بالكامل، نتحسّر على منطقتنا التي تُقفَل فيها كل الملفات والمشاكل إما بهروب الزعماء، أو باغتيالهم، أو بإعدامهم، أو بـ "بهدلتهم" في الشوارع، فيما تبقى العدالة بعيدة من الملموس ومن أي احتمال لتحويلها الى واقع، الى الأبد.
فلماذا لا يتمّ تحديث ذهنيات شعوب وأنظمة دول منطقتنا؟ وما الضّرر الذي يجده الحاكم الشرق أوسطي بدخول قاعات المحاكم مثلاً؟ وبتلقّي الأحكام الصادرة بحقّه في ما لو كان مُتجاوِزاً؟ ولماذا يفضّل الحاكم في الشرق الأوسط السجون، والإعدامات، أو الهرب، أي "البهدلة" متعدّدة الأوجه بشكل عام، على حرية القضاء خلال حكمه، وعلى السّوار الإلكتروني مثلاً، أو على البقاء في السجن لسنوات معيّنة، هذا طبعاً إذا كان مُرتكِباً؟ فإقرار الحاكم بجرائمه وتجاوزاته واستعداده لدفع أثمان العدالة، يُجبِر التاريخ على احترامه، ولو ضمن مدى بعيد، ومهما حاول البعض خلاف ذلك.
تسلُّط أو إرهاب
ولماذا لا يرتاح الحاكم الشرق الأوسطي ويُريح شعبه وشعوب المنطقة عموماً بالاستقامة والنزاهة والحكم السليم، وذلك بدلاً من الحكم الممتدّ لعقود من الديكتاتورية والخوف تنتهي بمآسٍ شديدة؟ وهل يستحيل على الشرق الأوسط وشعوبه أن يجدوا الراحة خارج إطار الحكم المتسلّط، أو الفوضى والإرهاب؟
"الخلخال"...
أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أنه "من المُبكِر جداً جداً على المنطقة هنا أن تنتقل الى مرتبة الحاكم الذي يقبل بالسّوار الإلكتروني لأسباب قضائية، فيما هي لا تزال بـ "الخلخال" الذي تعاني منه. فالحاكم العربي إما يموت أو يهرب. والى الآن، لا بدّ من أن نذكر أن هناك شخصاً واحداً محترماً هو (الرئيس المصري الراحل) حسني مبارك، الذي اكتفى بالمظاهرات والتحركات الشعبية وفهم الرسالة، والذي تنحّى عن السلطة من دون أن يتسبّب بتفكيك الجيش المصري".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحالات الأخرى في المنطقة استقال فيها الحكام أو قُتِلوا بعدما تسبّبوا بتفكيك جيوشهم. فهذا ما حصل مثلاً مع (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، ومع (الرئيس السوري السابق) بشار الأسد، ومع (الرئيس الليبي الراحل) معمّر القذافي. والسبب في ذلك، هو أن الطاغية يعتقد في العادة أنه لا يُغلَب ولا يموت. وتنهار كل الأوهام الموجودة في رأسه عندما يُصبح في لحظة الحقيقة".
تحصين لبنان
وأكد درباس أن "كل الاحتمالات باتت واردة في سوريا الآن. الاحتمالات المُخيفة، واحتمالات الفوضى، واحتمالات الانتظام، كلّها واردة. وهنا، علينا أن ننتظر كيف ستُصبح عليه الأمور".
وختم:"يتمكن المسؤولون اللبنانيون الذين يزورون تركيا الآن من أن يفهموا بعض ما يجري. ولكن الأمر الأهمّ بالنسبة الى لبنان، هو أن تُتَّخَذ الاحتياطات اللازمة فيه تبعاً للاحتمالات المرتبطة بسوريا لاحقاً. ومن هنا، وجوب الإسراع بإعادة تكوين السلطة، وحماية حدودنا من أي تسرُّب. فالخشية هي من بروز شيء في سوريا، بلحظة من لحظات التخلّي، يكون مفعوله التأثيري كبيراً جداً علينا. وبالتالي، يجب تحصين الداخل اللبناني قبل أي احتمال من هذا النوع".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|