شيخ درزي من السويداء يعلن موقفه: وهاب وأرسلان غير مرحّب بهما!
تفاهمات وخلافات.. صراع نفوذ حاد بين القوى الكبرى في سوريا
تتباين الرؤى بين الولايات المتحدة وتركيا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بشأن قادة المرحلة الانتقالية الجديدة في سوريا. ففي حين تفتح أنقرة وواشنطن أبواب التعاون مع هذه القوى، تحذر تل أبيب من نواياهم التي ترى فيها تعارضًا مع مواقفها المعلنة.
هذه التباينات بين الدول الثلاث من شأنها أن تثير الخلافات المعلنة وغير المعلنة، خاصة في ظل وجود توجه لدى الولايات المتحدة لإزالة بعض القوى الجديدة من قوائم الإرهاب الأمريكية، رغم الخلفية التي انطلقت منها هذه القوى من بعض التنظيمات المتشددة.
ووفقًا للتقديرات، فإن هذا الاختلاف يعكس الصراع بين إسرائيل وتركيا على النفوذ داخل سوريا، خاصة أن تركيا تُعتبر الأقرب إلى القوى الجديدة، ما يشير إلى أن الاختلاف بين الدولتين قد يكون مرتبطًا بالمصالح أكثر من أنه اختلاف في المواقف أو نوايا قادة تلك القوى.
وفرضت إسرائيل معادلات على الأرض بعد تقدمها العسكري في مناطق جنوب سوريا، إلى جانب تدمير قدرات الجيش السوري، ما أسهم في ضم الجولان بشكل مبدئي، مع انتظار ما ستسفر عنه التحالفات السياسية مع السلطات الجديدة في سوريا.
وفي الوقت ذاته، بينما تغري الولايات المتحدة القوى الجديدة بالحديث عن إزالة أسمائها من قوائم الإرهاب والعقوبات، تدعم في ذات الوقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا، ما يعزز المخاوف التركية المتجددة بشأن التهديدات التي تشكلها هذه القوى، خاصة في ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني.
فرض النفوذ
ويرى الخبير في الشؤون الدولية، راسم عبيدات، أن "الدول الثلاث تحاول فرض نفوذها على القوى الجديدة في سوريا"، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب الرئيس في الاختلافات بينهم في طريقة التعامل والرؤية للمرحلة المقبلة.
وأضاف عبيدات، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أنه "من الواضح أن هناك تفاهمات بين واشنطن وأنقرة بشأن المرحلة المقبلة في سوريا وآليات التعامل مع القوى الجديدة"، في وقت تعترض فيه الحكومة الإسرائيلية على هذه التفاهمات.
وأشار عبيدات إلى أن "تركيا والولايات المتحدة لديهما رغبة قوية في التعامل مع القوى الجديدة وتقديم المساعدة لإعادة بناء الدولة السورية، وتشكيل تحالفات مع دول المنطقة. لكن إسرائيل لديها مخاوف أمنية كبيرة تجاه هذه القوى".
وذكر عبيدات أنه "إذا لم تتخل إسرائيل عن تلك المخاوف الأمنية، سيظل التوتر قائمًا مع الجبهة السورية، رغم أن تل أبيب أمام فرصة تاريخية للتوصل إلى تفاهمات غير معلنة تضمن إبعاد إيران بشكل تام عن الأراضي السورية".
وتابع المحلل السياسي أن "الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل من أجل القبول بأي اتفاقيات مع القوى الجديدة في سوريا، خاصة أن هذه القوى أرسلت رسالة واضحة بأنها غير معنية بأي مواجهة عسكرية، ولم ترد على العمليات الإسرائيلية في الجنوب السوري".
ابتزاز إسرائيلي
من جهته، يرى الخبير في الشؤون الدولية، رائد بدوية، أن "الموقف الإسرائيلي من القوى الجديدة يهدف إلى ابتزاز تركيا والولايات المتحدة، باعتبارهما الطرفين الدوليين الأكثر استفادة من سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة القوى الجديدة على الحكم في سوريا".
وقال بدوية، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل ترغب في الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة، والتوصل إلى اتفاقيات سرية مع تركيا بشأن سوريا وعدد من الملفات".
وأضاف بدوية أن "حكومة بنيامين نتنياهو تدرك تمامًا الحاجة الأمريكية والتركية إلى دمج القوى الجديدة في المنطقة والعالم، وهو ما يدفعها للتمسك بمواقفها، رغم إدراكها أن تلك القوى غير معنية بالمواجهة مع إسرائيل أو اتخاذ أي موقف معادٍ لها".
وأشار إلى أنه "رغم المكاسب الإسرائيلية من سقوط نظام الأسد باعتباره أحد أذرع إيران في المنطقة وراعياً لخطوط الإمداد العسكرية لميليشيا حزب الله في لبنان، فإن تل أبيب تسعى إلى تطويع القوى السورية الجديدة بما يتناسب مع رؤيتها السياسية والعسكرية".
وختم بدوية بالقول: "قد يكون هناك اتفاق غير معلن بين إسرائيل، وتلك القوى برعاية الولايات المتحدة وتركيا، وسيكون هذا الاتفاق جزءًا من إطار الشرق الأوسط الجديد، وفي هذا السياق، ستحتفظ إسرائيل بحريتها في العمل العسكري في سوريا، حتى في إطار أي اتفاق من هذا النوع" وفق قراءته.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|