مولوي يتابع عملية رفع الأنقاض والإنقاذ في المبنى المنهار في طرابلس
شجرة الميلاد ترتفع في ساحة باب توما الدمشقية... و"هيئة التحرير" تحاول تبديد مخاوف المسيحيين
بعد أسبوعين على سقوط النظام السوري، وما رافقه من فرح وأمل بالتغيير، وأيضاً من هواجس لدى الأقليات نتيجة التخوف من الفراغ وحصول فلتان، تبذل "هيئة تحرير الشام" جهوداً لبث رسائل الطمأنة والتأكيد على رؤية بناء دولة تتسع للجميع.
مجموعة من الشباب بينهم مسلمون بادروا بإشراف الهيئة الى رفع شجرة الميلاد والمغارة عند الواجهة. دخلنا حارات باب توما وحاولنا التحدث أمام الكاميرا الى عدد من السكان. عشرة أشخاص رفضوا التصريح العلني، وعبّر بعضهم بغياب العدسة عن مخاوفهم التي تستقى وفق الروايات المتقاطعة من فيديوات ومعلومات تنتشر عبر السوشيل الميديا لحوادث يخشون منها. إحدى السيدات تقول: "لم نر شيئاً سلبياً من الهيئة حتى الآن، لكننا خائفون من المستقبل". بين الكنائس الكثيرة هنا، ينتشر مسلحو الهيئة الآتون من محافظات سورية عدة. وتزدحم الأزقة التراثية بالسوريين الآتين يومياً من المحافظات السورية المختلفة الذين يقصدون ساحة الأمويين للاحتفال بسقوط النظام.
ويشير عنصر من "الهيئة" إلى الطلب من أي شخص يرصد أي عمل مخل التواصل مع الهيئة لمعالجته ومحاسبة أي مرتكب. "لسنا سعيدين، نحن خائفون ولا نعرف ما ينتظرنا"، تقول سيدة مسيحية أخرى. يتدخل شاب من إدلب محاولاً مناقشتها لتبديد قلقها، طالباً منها التواصل مع رجال الهيئة في حال رصد أي أمر سلبي. ويقول: "النظام حاول تفرقتنا وعلينا التغلب على ذلك". ويوافقه صاحب محل أيقونات وأعمال تراثية، "جميعنا سوريون والآن لدينا فرصة لبناء دولة عادلة… فلنحاول".
ليلة سقوط النظام، حصلت بعض أعمال التخريب ضد سيارات شرطة في المكان، وأعمال هرج ومرج، والتزم السكان منازلهم. واليوم ترى عناصر "الهيئة" يمشون بأسلحتهم بين سوريين من مختلف الموزاييك الوطني. هكذا تصادف مسلحاً ملتحياً وسيدة منقبة وشابات وشباناً آتين للسهر في مقاهي المنطقة، يمشون الى جانب بعضهم بكل سلام في الأحياء الضيقة الشهيرة لباب توما، بينما تفتح المحال أبوابها عارضة منتجاتها وأعلام الثورة.
داخل الكنيسة المارونية، قابلنا المونسينيور ميشال فريفر، النائب الأسقفي العام ومدير المحكمة المارونية في دمشق، الذي قال لـ"لنهار": "لم يتغيّر شيء عما كان في الماضي، وعندما يحصل تغيير ما من الطبيعي أن تحضر الهواجس. ما هو جميل وبناء يكمن في ضرورة تشجيع تكريس الحياة الديموقراطية في سوريا، فلا
أحد يريد الخلافات والاضطرابات. الكل يبحث عن كل خير".
ويؤكد أنه لم يحصل نزوح لأي مسيحي في المنطقة.
وفي لقاء مع "النهار" في كنيسة الآباء الفرنسيسكان في باب توما، تحدث قال رئيس الدير الكبير الأب فراس لطفي، أن
"دور المسيحيين هنا يعود لأكثر من 2000 عام في دمشق الحصن المسيحي الصلب".
وفي رأيه، أن "بلدنا يعيش تغييراً كبيراً لكنه لم يكتمل بعد، وهو يحتاج إلى مشاركة الجميع. فلا نريد أن تُتخذ القرارات ونكون ملحقين بها بل أن نكون من صانعيها مع السوريين الآخرين، وهنا أعني تحديداً لجنة دراسة الدستور الجديد الذي يجب أن يُكرس مبدأ المواطنة ولا يميّز بين سوري وآخر. نحن نريد أن يعبّر المسيحيون عن آرائهم وهواجسهم بحرية ولا يخافون، ونريد أن يكون المجتمع الدولي ضامناً للدولة الجديدة وألا يغلب لون على آخر"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|