بأوامر رئيس ريال مدريد.. من "الخائن" الذي طرد ميسي من برشلونة؟

كشفت صحيفة "سبورت" عن تفاصيل رئيسة وراء الأزمة التي تسببت في رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي عن برشلونة عام 2021 في صدمة أصابت عشاق النادي حول العالم، خاصة أن خوان لابورتا، رئيس النادي، وقتها كان أحد أبرز وعوده الانتخابية هو تجديد عقد اللاعب بكل سهولة.

ورحل ميسي باكيًا في مؤتمر شهير في تلك الفترة بعد انتهاء عقده وفشل برشلونة بتمديد عقده، إذ انتقل إلى باريس سان جيرمان لمدة عامين قبل الانضمام إلى إنتر ميامي الأمريكي.

وبرر برشلونة رحيل أسطورته وقتها بالعقبات المالية والهيكلية المتعلقة بضبط ملف الرواتب، مؤكدًا أن اتفاقهم مع ميسي للتوقيع على عقد جديد لم يتم، بسبب لوائح الدوري الإسباني الخاصة بتسجيل اللاعبين واللعب المالي النظيف.

وأزاحت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الخميس، الستار عن دور بازر لنادي ريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيريز في هذه المسألة.

وقالت "سبورت": "عندما تولى لابورتا إدارة النادي، وجد وضعًا كارثيًّا، ليس فقط بسبب إدارة المجلس السابق، ولكن أيضًا بسبب العواقب الاقتصادية الخطيرة التي سببتها الجائحة، في الواقع، كانت كرة القدم الإسبانية تقريبًا في حالة إفلاس، ولم يكن الأمر يقتصر على مشكلة تخص برشلونة فقط".

وأضاف: "كانت الليغا في حاجة ماسة إلى ضخ مالي عاجل، فبادَر خافيير تيباس، رئيس الرابطة، بالعمل، ووجد الحل في صندوق الاستثمار "CVC"، الذي كان من المقرر في البداية أن يستثمر 1.994 مليون يورو (ارتفعت القيمة إلى 2.700 مليون يورو بعد عدة أشهر، وفقًا لمصادر مختلفة) مقابل حقوق البث التلفزيوني للمسابقة لمدة 25 عامًا، كان تيباس، الذي كان على خلاف مع فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، بحاجة إلى برشلونة كحليف، وعقَد اجتماعًا مع خوان لابورتا ورجل الأعمال جوم أو رويرز، الذي تربطه علاقة طويلة مع كليهما، في أحد المطاعم، وتم وضع الأساس لدخول برشلونة في الاتفاق، وهي خطوة سمحت لرئيس النادي الكتالوني، بالتزامن مع ذلك، بالوفاء بوعده وتصميم العملية التي كان يجب أن تجدد عقد ليونيل ميسي، كان وعد جورج ميسي، والد اللاعب، بأن ذلك سيحدث".

وتابعت الصحيفة: "بعد شهر، التقى خافيير تيباس بكل الأندية الإسبانية وشرح لهم تفاصيل الاتفاق، وخلال حديثه، أعلن بأن برشلونة كذلك انضم لبقية الأندية الإسبانية التي ستوقّع وموافقة على الاتفاق مع CVC، وبأن ريال مدريد يبقى هو النادي الوحيد الذي لم أو لن ينضم، ولكن النادي الملكي لم يكن يعلم أي شيء بخصوص انضمام البارسا للاتفاق، حيث صدم بيريز واتصل مباشرة لكي يطلب اجتماعًا حيث استدعى المدير العام للصندوق، خافيير دي خايمي، لشرح الأمر بالتفصيل".

وأردف: "بعدما علم بيريز التفاصيل أدرك حجم المخاطرة بالاشتراك في هذا الصندوق؛ لأن الأموال التي ستدخل للأندية ستعدُّ ديونًا في المستقبل، خاصة أن ريال مدريد لم يكن يحتاج إلى هذا الدعم في هذا التوقيت، عكس برشلونة من أجل تمديد عقد ميسي".

اجتماع الـ5 من أغسطس

وواصل التقرير: "في الـ5 من أغسطس، كان يجب أن يكون هناك اجتماع في الرابعة عصرًا في مكاتب برشلونة لتوقيع العقد وإنهاء كل شيء مع بيان صحفي مجهز لوسائل الإعلام، لكن ما حدث كان مفاجأة، وهي أن بيريز قد طلب من مديره الرياضي، خوسيه آنخل سانشيز الاتصال بمسؤول برشلونة، فيران ريفيرتر، ليسأله إذا كان على علم بشروط صندوق الاستثمار الذي وافق لابورتا على الاشتراك به، وأن الاتفاقية غير مجدية ماليًّا".

وتحدَّث بالفعل المسؤولون في برشلونة مع خوسيه إلياس، المقرب من خوان لابورتا، وأخبروه بتفاصيل التعاقد، خاصة أن إلياس هو من قدَّم خطاب الضمان المالي لتولي لابورتا رئاسة النادي الكتالوني.

وقام ريفيرتر بالاتصال بالضامن أولًا قبل إبلاغ لابورتا، وهو الأمر الذي عدَّه الأخير خيانة، ومن هنا اتخذ رئيس برشلونة قرارًا فيما بعد برحيله في فبراير 2022؛ لأن ما سمعه إلياس أشعره بالغضب وهدده بأنه إذا وقع على اتفاق صندوق الاستثمار سيسحب ضمانه.

وشدد التقرير: "كان لابورتا خطَّط لكل شيء من أجل الحصول على توقيع ميسي بسلام، لكن لم يفكر في تحركات بيريز الذي دمّر كل شيء؛ لأن عدم التوقيع على اتفاق صندوق الاستثمار يعني رحيل ميسي".

وأبلغ لابورتا ميسي ووالده بما حدث، وأن التمديد ليس ممكنًا بالفعل، وألقى اللوم علنًا على اتفاقية صندوق الاستثمار، لأن التوقيع يعني رهن النادي لمدة 25 عامًا، ورحل الأرجنتيني.

شعر ميسي بالحزن الشديد لأنه لم يفهم الأسباب التي أدّت إلى تغير موقف برشلونة بهذا الشكل الكامل، حتى أنه جعل والده يتحدث مع لابورتا لمحاولة البقاء بأي ثمن، لكن كان القرار صدَر ولا مجال للتراجع.