الحوثي يؤكد استهداف إسرائيل بصاروخ باليستي وسط غارات أميركية بريطانية
من بيروت إلى بغداد... قصة العميلة التي دخلت قصر صدام وحاولت اغتيال القذافي
تكيل وسائل الإعلام الإسرائيلية المديح لإحدى عميلات الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية التي انكشف أمرها في فضيحة دولية كبرى وتحاول إظهارها باستمرار على أنها بطلة أسطورية وجوهرة للموساد.
يتحدث عن هذه المرأة الغامضة جون سوين، الصحفي البريطاني والخبير الشهير بالشرق الأوسط في كتاب مذكراته "نهر الزمن" واصفًا كيف تم الإيقاع به في "فخ عسل" الموساد في باريس قائلاً: "كان اسمها باتريشيا روكسبورو. تعارفنا لدى أصدقاء، قدمت نفسها كمصورة مستقلة من كندا. كانت طويلة وجميلة وذكية. سحرتني عيناها المتلألئة من النظرة الأولى، جاذبة إياي إلى عالم من الإغواء والرغبات. سرعان ما كنت أقضي أسعد لحظات حياتي في شقتها على الضفة اليمنى للمدينة".
يروي سوين أن المرأة كانت تتحدث كثيرًا عن الشرق الأوسط وتبدي إعجابًا خاصًا بالعقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي الذي كان قد استولى على السلطة في البلاد قبل وقت قصير، مضيفًا أنها "أرادت أن تمضي معي إلى طرابلس كمصورة لي. كنت أود إجراء مقابلة مع العقيد، وأن تلتقط روكسبورو الصور. لقد أعجبت بها كثيرًا، وفكرت بأننا سنشكل فريقًا جيدًا، وستكون هذه مهمة رائعة. لكن الرحلة لم تتم. لم يمنحوني تأشيرة، وسرعان ما اختفت روكسبورو".
موقع أسرائيلي يعلق على ما سلف قائلاً أن الصحافي البريطاني أدرك بعد بضع سنوات أن روكسبورو كانت لديها دوافع خفية، وأنها ربما كانت تخطط للقيام بمحاولة اغتيال للقذافي، علاوة على أنها كانت مصورة صحفية مزيفة!
تقارير ذكرت أن عميلة الموساد هذه كانت زارت القاهرة بصفة مراسلة صحافية خلال "حرب أكتوبر"، وكانت حاضرة في بيروت بعد فترة قصيرة من محاولة لاغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وكانت أيضًا في عمان، وأنها تواصلت مع قادة حركة فتح، واستقبلت في قصر صدام حسين.
هذه الجاسوسة الإسرائيلية التي كانت تتحدث عدة لغات من بينها العربية، اسمها الحقيقي سيلفيا رافائيل وقد ولدت في عام 1937 في كيب تاون بجنوب إفريقيا ثم هاجرت إلى إسرائيل في عام 1963. سرعان ما التحقت بالموساد واجتازت دورات مكثفة للعملاء ثم أُرسلت في عام 1964 إلى كندا لتعزيز صورتها الجديدة باعتبارها مواطنة كندية ولتحسين نطقها.
بدأت سيلفيا نشاطها التجسسي في العام التالي بالترويج في الصحف الفرنسية لسيرتها الذاتية في شخصية المصورة الصحفية الكندية المستقلة "باتريشيا روكسبورو"، ثم انخرطت في رحلات عمل باعتبارها مؤيدة لحركات التحرر، وكانت تعمل بالتعاون مع مكاتب تحرير توصف بأنها موالية للعرب في أوروبا.
انكشفت شخصية العميلة الإسرائيلية في فضيحة مدوية جرت بمدينة ليلهامر النرويجية في عام 1973، حين ارتكبت مجموعة من عملاء الموساد كانت بينهم سيلفيا رافائيل خطأ غريبًا بقتلها نادلًا مغربيًا يدعى أحمد بوشيخي ظنًا منها أنه القيادي الفلسطيني علي حسن سلامة.
اعتقلت الشرطة النرويجية "باتريشيا روكسبورو" وأعضاء آخرين في مجموعة الاغتيال التابعة للموساد، وتبين أن اسم العميلة الحقيقي هو سيلفيا رافائيل.
وجهت السلطات القضائية النرويجية إلى سيلفيا رافائيل في 1 شباط 1974 تهم القتل والتجسس واستخدام جواز سفر مزيف، وحكم عليها بالسجن لخمس سنوات ونصف.
استعانت إسرائيل بأفضل المحامين للدفاع عن عملاء الموساد، وتولى أحد المحامين الترويجيين ويدعى آنيوس سكيدت الدفاع بشكل خاص عن سيلفيا.
بعد مرور 15 شهرًا، أُطلقت السلطات النرويجية سراح عميلة الموساد في أيار 1975 وقامت بطردها من البلد، إلا أنها تزوجت من محاميها وعادت للإقامة في هذا البلد في عام 1979 إلى أن غادرت في عام 1992 إلى مسقط رأسها في جنوب إفريقيا.
عميلة الموساد التي تستميت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تلميعها وتمجيدها على الرغم من ارتباطها بإحدى أكبر إخفاقات الموساد، توفيت بمرض سرطان الدم في بريتوريا في عام 2005 عن عمر ناهز 68 عامًا. الحكومة الإسرائيلية نظمت لها مراسم توديع رسمية عسكرية بأعلى مرتبة بعد أن نقل جثمانها إلى إسرائيل، حيث دفنت.
آنيوس سكيدت زوج عميلة الموساد، ذكر في مقابلة صحافية أن زوجته لم تخبره بتاتا عن عملها، على الرغم من أنه سألها مرارًا عن ذلك. قال أن سيلفيا كانت تجيبه دائمًا بأن هذه الأسرار ستدفن معها.
أما إيتان هابر، وهو مستشار سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، فقد قال في تصريح صحافي: "حين يكتشف (الإسرائيليون) ما فعلته سيلفيا لهم وللأجيال القادمة، سيزورون قبرها ويضعون الزهور عليه إلى أن يرحلوا إلى السماء"!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|