الصحافة

لا مقاومة ولا إعمار... ولا "كاش"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يطوي العام 2024 أيامه الأخيرة على واقع إسرائيلي يمعن في اعتداءاته، ليس فقط جنوب الليطاني، ولكن حيثما أراد، وبأريحية تكاد لا تتطلّب حججاً وذرائع. ولا يبدو أنها بصدد التوقف أو الانسحاب من الأراضي اللبنانية، وكأنما اتفاق وقف إطلاق النار يقتصر تنفيذه على الجانب اللبناني فقط، وليس على إسرائيل.

في المقابل، يواصل "حزب اللّه" انسحابه من فعل المقاومة، بعدما أوهم اللبنانيين بأن سلاحه رادع، ليكتشفوا مدى انكشافه واختراق إسرائيل له وصولاً إلى طرده من جنوب الليطاني وتهديده أينما تواجد عسكرياً في شماله. هذا بالإضافة إلى طرده من سوريا، حيث حسب أن استيلاءه على مناطق فيها سيستمرّ إلى الأبد، تماماً كما كان شعار نظام الاستبداد الأسدي...

لكن واقع الحال لم يعد خافياً على أحد، والممكن حالياً "للحزب" المفلس، هو لملمة الخسائر، وشحذ همم من تبقّى له في بيئته الحاضنة عبر إعلام ركيك يبعث على الشفقة، يعتمد على تصريحات فلول "محور الممانعة" ممّن يشكلون عظام الرقبة، وهم يحلّلون ماهية الانتصار والهزيمة، ويشنّون حملات تشويه وافتراء لما يحصل في سوريا من تطوّرات بعد سقوط نظام الأسد. وكأنهم كانوا ورموز هذا النظام راعين لجمعيات لا تتوخى الربح، تلتزم حقوق الإنسان وتصونها...

عدا ذلك... لا شيء... لا رصاصة واحدة يطلقها مقاتلو "الحزب" باتجاه العدو الإسرائيلي في الجنوب اللبناني... رغم الإصرار على أن "المقاومة" حق مشروع، ليبقى الفعل معدوماً، فلا قدرة لهذا الحزب على سحب الآلاف من جثث قتلاه في الخيام وميس الجبل والعديسة. الجيش اللبناني والصليب الأحمر يتولّيان المهمة. وأيضاً لا قدرة على مساعدة أبناء البيئة الحاضنة وإعادة إعمار المناطق المنكوبة، بعد نضوب المردود المالي "للحزب" ورأس محوره، من جرّاء قطع الطريق على تبييض الأموال عبر تجارة المخدّرات، وعمليات التهريب وما إلى ذلك من ممنوعات كانت تموّل المحور والأذرع.

لذا بدأ الترويج، بأن "الشيطان الأكبر" يفرض شروطاً على الدولة اللبنانية، تقضي "برفض أي دور لإيران في إعادة الإعمار ولا بأي شكل من الأشكال، لا عبر شركات إيرانية ولا مساعدات"، بالإضافة إلى "منع الدولة اللبنانية تسرّب الكاش من أي منفذ لأن لذلك عواقب كبيرة". والهدف مؤامرة موصوفة لنزع سلاح "الحزب"!!

بالتالي، لا مقاومة ولا إعمار ولا "كاش" في جعبة "حزب اللّه" ومن خلفه رأس المحور الإيراني... فمن ادّعى أنه "يحمي ويبني" هو اليوم مفلس عاجز، بفعل قرار دولي لم يعد يجد في دعم نظام الاستبداد، إن في سوريا أو إيران، فوائد ترجى.

وبانتظار انقشاع الرؤية لتلمّس بدائل المشهدين المحلي والعربي، لا تزال مؤشراتُ ما سوف تكون عليه المرحلة المقبلة غامضةً، مع خشية يصعب تجاهلها لجهة استبدال استبداد شعارات "المقاومة والإعمار" و"الكاش"، بفوضى غير خلّاقة صارت من مواصفات الرعاية الدولية للمنطقة.  

سناء الجاك-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا