محليات

لم يحتاج "الحزب" إلى السلاح مجدداً؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

غاب على نحو لافت اي رد فعل من "حزب الله" على ما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في اثناء زيارته للسلطات الجديدة في سوريا عن ان مزارع شبعا سورية. ليس ان التصريح جديد في حد ذاته وسبق لجنبلاط اثارته من قبل ولكنه صدر عنه من سوريا بالذات فيما ان الحزب ينفعل لاي موقف مماثل بحملات سياسية تخوينية لا تتوقف، حتى لو ان موضوع مزارع شبعا حسم مجددا في المفاوضات التي اجراها الرئيس نبيه بري بالنيابة عن الحزب وتكليف منه مع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين.

لم تكن مزارع شبعا في اي لحظة من ضمن بنود اتفاق وقف النار ولا من ضمن الاتفاق على ان تحل النقاط الخلافية الحدودية بين لبنان واسرائيل ديبلوماسيا في المرحلة المقبلة. ومزارع شبعا التي كثر الكشف اخيرا عن تدبيج الحاقها بلبنان على نحو مفتعل ابان انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من لبنان العام 2000 حفاظا على سلاح الحزب وتبريرا لاستمراره، كان ايضا الذريعة لعدم ترك النظام السوري وحيدا في اشكالياته الحدودية مع اسرائيل فيما كانت ورقته "وحدة المسار والمصير" بين لبنان وسوريا.

يدفع ذلك الى الواجهة اشكالية حاجة الحزب الى السلاح والتسلح في ظل سقوط كل المنطق الذي تظلل به خلال الاعوام الماضية حتى حين تحوط لامكان حل المشكلة الحدودية مع اسرائيل بعد ترسيم الحدود البحرية معها وقبلها ايضا حين تموضع خلف منطق السلاح المرتبط بالدفاع عن فلسطين وتحرير القدس. اظهرت الحرب الاسرائيلية الاخيرة من غزة الى لبنان وصولا الى ايران اختلالا هائلا في ميزان القوى بحيث اسقطت كل ذرائع الحزب وايران معا.

ومع تفهم حاجة الحزب الى مرحلة انتقالية يتكيف فيها مع الحقائق والوقائع الجديدة التي قلبت الامور رأسا على عقب ،فان خطابه عن عدم قدرة الجيش اللبناني على حماية البلد لوحده او عن سعيه الى ايجاد طرق بديلة من طريق الامداد السوري يدفع مراجع سياسية وديبلوماسية الى الحؤول دون سعيه الى تثبيت مفاهيم جديدة في معرض محاولته ابقاء القديم على قدمه. فسلاح الحرب في رأي هؤلاء لم يساهم في حماية لبنان واكثر في حماية الجنوب واهله

وجلهم من ابناء الطائفة الشيعية. وسلاح الحزب لم يساهم في ردع اسرائيل ومنعها من توسيع المواجهة الى سائر المناطق اللبنانية الاخرى وتدميرها وصولا الى بعلبك الهرمل وحتى سوريا. والبعض يثير في هذا السياق ثلاثة امور متوازية :التطور التكنولوجي الاسرائيلي الهائل على صعيد القدرات الكبيرة المدعومة اميركيا وغربيا كذلك والذي اقر به كل من الحزب وايران معا.

التضخيم الهائل لقدرات الحزب والذي كان الاخير سعيدا به نظرا للقوة والهالة التي يشيعها في لبنان والخارج فيما ان قيودا مهمة حالت دون استخدامها او عدم وجودها فعلا اقله على الاراضي اللبنانية. البون الشاسع الذي ظهر بين قدرات ايران بالذات واسرائيل على صعيد القدرات الحربية والاستخباراتية. وسلاح الحزب الذي عد اساسيا على قاعدة انه قاعدة متقدمة على البحر المتوسط لحماية القدرات النووية الايرانية فشل في تحقيق هذا الهدف فيما اضطرت

ايران الى الدخول المباشر في هجومين كبيرين شنتهما على اسرائيل فيما ان اعتمادها على وكلائها كان للحيلولة دون ذلك. والاهم من ذلك ان منطق دعم الفلسطينيين وتحرير القدس اصيب بنكسة كبيرة نتيجة اضطرار الحزب الى

التخلي اخيرا عن الربط بين دعم غزة وانهاء الحرب في لبنان الذي دفع اثمانا باهظة اضافية لم يكن من مبرر لها . والاهم ان ما كان يتجنبه الامين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله من حرب يكرر فيها تجربة 2006 من خلال اللعب بالنار مع محاولة عدم الاحتراق فشل فشلا كبيرا. فالطائفة الشيعية باتت تواجه اهم التحديات لجهة رغبتها في الاستمرار في تغذية المنطق نفسه ام الخروج منه بعد الاثمان الباهظة التي تكبدتها.

لا يحتاج الحزب تبعا لذلك الى السلاح ما لم يكن مرتبطا وفق ما يعتقد كثر بمشروع ايران واهدافها فحسب. وينسحب ذلك على المشهد الاوسع المتصل بواقع لبنان السياسي في ظل سعي الثنائي الشيعي في شكل خاص ومعه قوى سياسية اخرى الى اعادة انتاج هذا الواقع بصيغة لا تدخل عليها تعديلات جذرية على غير ما باتت تفرضه المعطيات والحاجة الى لبنان مختلف. ويتضمن ذلك استمرار المناورات للسعي الى رئيس للجمهورية يدير الواقع السياسي كما هو ولا يدير او ينفذ حلا موجودا على الطاولة ان في ما يتعلق بوقف النار او بالاصلاحات واعادة بناء المؤسسات اللبنانية.

النهار - روزانا بومنصف

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا