دلالات عديدة تحملها زيارة قائد الجيش السعودية... خطوة نحو قصر بعبدا؟!

استجابة لدعوة رسمية من نظيره السعودي، رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية في زيارة تحمل أبعادًا عسكرية واستراتيجية هامة.

في هذا الإطار، أوضح المحلل السياسي علي حمادة أن "زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية في هذا التوقيت تحمل دلالات عديدة، أبرزها عودة الاهتمام السعودي بالساحة اللبنانية، خاصة بعد التحولات الكبرى التي شهدتها المرحلة الأخيرة، منها الضربة القاسية التي تلقاها حزب الله وسقوط نظام الأسد في سوريا، مع ما تحمله هذه الأحداث من مؤشرات لتحولات كبيرة في المنطقة".

و قال حمادة: "الاهتمام السعودي بالداخل اللبناني قد تكون بوابته الجيش اللبناني، مع وجود توجه سعودي لدعم المؤسسة العسكرية من خلال هبات عسكرية كبيرة، ليست هبة واحدة فقط، بل سلسلة هبات تهدف إلى تأمين احتياجات الجيش المستقبلية وتمكينه من أداء مهامه بشكل أفضل".

وأشار إلى أن "الزيارة تحمل أيضًا أبعادًا على صعيد العلاقة بين قائد الجيش والمملكة. أما الملف الرئاسي اللبناني، فإنه يظل حاضرًا في خلفية المشهد، إذ تفضّل السعودية وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، نظرًا لارتياحها لشخصيته وأسلوبه القيادي، إضافة إلى تعاطيه مع الشأن العام اللبناني".

وعن احتمال وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، أوضح حمادة: "ليس بالضرورة، إذ أن الوصول إلى قصر بعبدا يتطلب توافقًا داخليًا وخارجيًا، يشمل دعمًا سعوديًا وأميركيًا، بالإضافة إلى ظروف إقليمية ودولية مواتية، فضلًا عن التوازن مع حزب الله والمشروع الإيراني في المنطقة".

كما لفت إلى "الاستقبال رفيع المستوى الذي حظي به قائد الجيش في السعودية، حيث تم استقباله من قِبل وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وهو شقيق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأحد المكلفين بإدارة ملفات إقليمية حساسة. ومن المحتمل أن يكون له دور في إدارة الجانب اللبناني من السياسة السعودية".

وختم حمادة بالقول: "المملكة أجرت تغييرات في الفريق المسؤول عن الملف اللبناني، ومن المتوقع أن تظهر نتائج هذه التغييرات تدريجيًا في المستقبل القريب، من خلال كيفية إدارة هذا الملف وطريقة التعاطي معه".