"قد تؤدي إلى كارثة"... الجيش الإسرائيلي يواجه "مشكلة غير معلنة"

أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مشكلة غير معلنة يواجهها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وخاصة في الشمال، خلال قتاله المستمر، وهي مشكلة الإرهاق العملياتي التي قد تؤدي إلى كارثة.

وذكرت الصحيفة أن الجنود الذين يقاتلون في قطاع غزة منذ حوالي عام ونصف، بدأوا يشعرون بالإرهاق نتيجة الوقت الطويل الذي يقضونه في نفس المهمة، هذا الإرهاق يؤدي إلى انخفاض مستوى اليقظة والتركيز في الميدان، ما يزيد من احتمالية وقوع أخطاء خطيرة.

وأشارت الصحيفة إلى حادث مقتل الرائد أمير ليفي في قطاع غزة، الذي قيد التحقيق من قبل الجيش الإسرائيلي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد قُتل بنيران الجيش الإسرائيلي أو بنيران مسلحين فلسطينيين.

وذكرت أن الوحدة التي كان ينتمي إليها الرائد ليفي كانت تتحرك على مركبة عسكرية دون أضواء، فيما كانت وحدة أخرى تعمل في المنطقة، وقد تكون قد أطلقت النار بعد رصد حركة مشبوهة، لكن بسبب غياب التنسيق بين الوحدتين، يظل الحادث قيد التحقيق.

في سياق آخر، أفادت الصحيفة أن الفرقتين "99 و162" التابعتين للجيش الإسرائيلي تعملان في قطاع غزة منذ عدة أشهر، ويعاني الجنود من إرهاق عملياتي شديد بسبب الاستمرار في نفس البيئة القتالية، وقالت أن "مستوى الإرهاق مرتفع جدًا، ما يساهم في انخفاض التركيز على المهمة ويزيد من خطر وقوع الحوادث".

كما نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري أن الإرهاق العملياتي يؤدي إلى ارتكاب الأخطاء وفقدان اليقظة، ما ينعكس سلبًا على مستوى الحذر أثناء مواجهة التهديدات، وأشارت إلى حادث آخر وقع في جباليا، حيث شن عشرون مسلحًا هجومًا على موقع لفرقة "غفعاتي"، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة عشرين آخرين، وأوضح الجنود في الكتيبة أن المسلحين استفادوا من حالة الإهمال والضغط الذي يشعر به الجنود والقادة نتيجة طول مدة العمل في الميدان، ما سمح لهم بالاقتراب من الموقع دون أن يلاحظهم الجنود.

وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يدرك ضرورة استبدال القوات في قطاع غزة لتجديد المهام وتقليل مستوى الإرهاق، إلا أن الأحداث في سوريا عطلت الخطة الأصلية لتبديل الوحدات، ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه في المستقبل القريب، سيتم اتخاذ قرار من هيئة الأركان العامة لتبديل قوات الفرقتين "99 و162" مع فرق أخرى تعمل في مسارح قتال مختلفة مثل الضفة الغربية ولبنان وسوريا.

وفي النهاية، شددت الصحيفة على أن تغيير المهام يعيد بناء الضغط العملياتي ويقلل من الإرهاق، مما يساعد على تحسين مستوى الأداء واليقظة في الميدان.