تحدّي سوبرمان على "تيك توك"... أي خطر جديد يُهدّد الأطفال؟

يتنافس الأطفال حالياً على تحدٍّ جديد برز في الواجهة على "تيك توك" داعياً الأطفال إلى تقليد شخصية كلارك كِنت، أو سوبرمان، وهو يطير. هذا التحدّي الجديد يُحقّق انتشاراً بين طلاب المدارس بشكل خاص، والأطفال عامةً، مع ما يرافقه من خطر لا يمكن الاستخفاف به.

مخاطر سوبرمانية

هنالك مخاطر عدّة يحذّر منها الخبراء، ترتبط بتحدّي "سوبرمان" الذي يعيد فيه الطفل أو المراهق وضعيّة الشخصيّة الشهيرة أثناء تحليقها في الجوّ. وقد حققت الفيديوهات المتعلّقة بهذا التحدّي ملايين المشاهدات، مما يؤكد انتشارها الواسع ضمن هذه الفئة العمرية. وفي ذلك التحدي، يتواجه شخصان فيما يقفز شخص ثالث بين ذراعيهما لاعتماد الوضعية المطلوبة لشخصية كلارك كِنت مع ذراع ممدودة. صحيح أن التحدّي يبدو سهلاً للوهلة الأولى، إلا أن المراهقين لا يكتفون بتطبيقه بهذا الشكل بل يلجؤون إلى حركة أكثر تعقيداً تقضي بقذف الشخص في الهواء وكأنه يطير، ممّا يعرّضه لخطر السقوط والتعرّض لإصابات.

وفي إطار التسلية نفسها، قد يعمد المراهقان إلى سحب ذراعيهما من تحته حتى يسقط بقوة أرضاً مع ما يسببه ذلك من أذى له.
بالنسبة إلى خبراء، يحمل هذا التحدي، كما تحديات كثيرة على "تيك توك" مخاطر عديدة لا يمكن الاستهانة بها. وقد تكررت الحوادث والإصابات الناتجة عنها في مختلف أنحاء العالم. ويمكن أن يتعرض المراهق في تحدّي سوبرمان إلى كسور أو إصابات خطرة بسببها في الجمجمة.

تذكيراً، ثمة تحديات عدىة راجت في أوقات سابقة بين المراهقين من بينها تحدي قطع النفس إلى حد الإصابة بالإغماء، وقد تسبّب بوفيات عديدة. وتكمن المشكلة في أن المراهقين لا يدركون أن مثل هذه التحديات لا يمكن أن تطبق دوماً على أرض الواقع لأنها محمَّلَة بمخاطر جمَة.
وتبدو ضغوط المجتمع من المشكلات الإضافية التي يمكن أن يواجهها المراهقون حينما يستجيبون للتحديات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد لجأت بعض المدارس إلى منع مثل هذه التحديات في حرمها لحماية الطلاب.

ومن الأشياء المستجدة على تطبيق "تيك توك"، هنالك رسالة تحذيرية باتت تُرفَقْ مع فيديوهات عدّة تؤكد أن التحدّي المعني قد لا يكون ملائماً لفئات معينة. وتعتبر هذه الخطوة لافتة على المنصة الأكثر تداولاً بين المراهقين التي تعرضت إلى انتقادات كثيرة، بسبب ما يتعرض له الأطفال من مخاطر عبرها من دون أن تتخذ إجراءات جدّية بهذا الشأن.

إشكالية حماية الأطفال من تحديات "تيك توك"

سواء في مواجهة "تحدّي سوبرمان" أو ما يشبهه، يُمكن العمل على تحصين الأطفال والمراهقين كيلا يعرّضوا أنفسهم لأيّ أذى نفسيّ أو جسديّ.

وحول سبل حماية الطفل من هذا الخطر، يشدّد الاختصاصي في المعالجة النفسية الدكتور أنطوان الشرتوني على دور الأهل في الدرجة الأولى، مشيراً إلى أهمية مراقبة الأسر لأطفالها ونشاطاتهم خلال يومهم، بما في ذلك ما يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك تبرز أهميّة تعليم اليافعين طرق التمييز بين الصحّ والخطأ، وكيفية توقع المخاطر المتضمنة في التحدّيات على الإنترنت. وكذلك من المهم أن يدرك الطفل أهمية تجاوبه مع رعاية الأهل له.

في ذلك السياق، تبرز أهمية خطوة أساسية يجب التركيز عليها، وتتمثّل بتحديد الأوقات التي يمضيها الطفل في استخدام "تيك توك" وغيرها من المنصّات الرقمية. وبصورة حاسمة، يتوجّب أن يكون ذلك الوقت محدّداً بصورة واضحة.

ويجدر عدم نسيان دور المدرسة الأساسي في توعية الأطفال واليافعين بشأن مخاطر السوشيال ميديا، وأهمية وضع حدود زمنيّة لمشاهدة المنصّات الرقمية، بالإضافة إلى رفع وعيهم بخصوص المخاطر المتنوعة المنتشرة في المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت.