عربي ودولي

نازحون من سوريا بعد سقوط النظام: تصفيات مذهبية وقلق على المصير

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في آخر قرى لبنان على الخريطة، شهدت بلدة القصر في قضاء الهرمل، ليلة سقوط نظام بشار الأسد، تجمعاً لأكثر من 70 ألف نازح لبناني وسوري من قرى حوض العاصي اللبنانية المتداخلة مع ريف القصير، ينتمون بغالبيتهم إلى الطائفة الشيعية، وبينهم علويون ومرشديون من خارج النسيج المذهبي لقضاء الهرمل مسجّلون في عكار.

كذلك نزح عدد من المسيحيين المحايدين من ربلة السورية إلى القاع، وعاد معظمهم لاحقاً، فيما بقي أكثر من 150 شخصاً.

من جهة أخرى، تجاوز عدد النازحين السوريين الشيعة والعلويين من دمشق وضواحيها ممن سلكوا معبر المصنع إلى لبنان العشرين ألفاً.

وصل عدد النازحين السوريين الشيعة في محافظة بعلبك - الهرمل إلى نحو 90 ألفاً، بينهم 30 ألف لبناني جاؤوا من قرى حوض العاصي و30 ألف سوري لجأوا إلى قضاء الهرمل من مناطق حمص وضواحيها مثل المزرعة وأم حارتين والأشرفية والعباسية.

وهناك 30 ألف نازح آخر من دمشق والمناطق المحيطة بها، يستقر معظمهم في بلدات إيعات ودورس والخريبة والنبي شيت التي تستقبل 5000 نازح، إلى جانب أقليات علوية ومرشديّة من العقربية لا تزال موجودة في مدينة بعلبك، بينما انتقل معظمهم إلى الشمال.

حتى لو عاشوا صعوبة الحاجة، كما يحدث اليوم في مراكز الإيواء التي أنشأها "حزب الله" في الحسينيات والمساجد، ولا يزال من تبقى منهم حتى اللحظة يعيشون في تشرّد قاس، يتنقلون داخل سياراتهم على جوانب الطرق، يبقى هؤلاء مشغولين بمصيرهم في سوريا. جميعهم يؤيدون "نظام الأسد وحزب الله"، ولا تجد أحداً منهم يرغب في ذكر اسمه أو التقاط صورة له.

تُروى قصص عن تصفيات تحمل طابعاً مذهبياً، إذ أصبح الانتماء مرتبطاً بالمذهب، ينقلها شهود عن قرب لـ"النهار": "جارٌ يبلّغ عن جاره لأنه يحمل عقيدة مختلفة، أو لأنه قاتل إلى جانب نظام الأسد وحزب الله".

تتكرر الروايات، ويشعر هؤلاء بأنهم متورطون لمجرد بقائهم في أماكنهم ودعمهم النظام. بعضهم يقول إنه لم يتعرض لأي مضايقات في بلده، لكن الوضع "صعب على الجميع"، لذا يلتزم الحذر والحيطة تحسباً لما قد يحدث سواء من الجيران أو من الآخرين.

"لم نقاتل من أجل بقاء الأسد ونظامه، بل من أجل استعادة أرضنا اللبنانية، فتاريخ لبنان لا يزال حياً". هذه العبارة تُلخّص لسان حال الشيعة اللبنانيين في القرى الـ 33 لحوض العاصي، لكُلٌّ من يُلقي باللائمة عليهم ويتّهمهم بأنهم بدأوا بالاعتداءات، كما قالوا لـ"النهار".

يكشف حسين زعيتر من بلوزة (إحدى القرى الـ33) أنهم تعرضوا لتهديدات من مسلحين سوريين بعثوا إليهم برسالة تقول إنهم شيعة، وبالتالي لا يحق لهم امتلاك أرض أو منزل، وعليهم الرحيل، "وأحرقوا المنازل، فتركنا ممتلكاتنا وبيوتنا وحياتنا وأتينا لنعيش غرباء في وطننا".

حركة المنظمات الدولية والمحلية في هذا الملف لا تزال "بلا بركة"، إذ تفتقر إلى الفاعلية اللازمة لتحقيق تأثير إنساني حقيقي. تصل إلى هؤلاء النازحين مساعدات بسيطة من الصليب الأحمر اللبناني و"حزب الله" والقليل من بعض المنظمات الدولية التي لم تعترف بعد بنزوحهم، إضافة إلى مبادرات من الأهالي.

يؤكد رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة أن "لا جمعية أو منظمة تواصلت مع الاتحاد في شأن النازحين الجدد، بل على العكس، فإن الاتحاد هو من بادر إلى التواصل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين اللذين اجتمعنا بهما وتحدثنا عن أوضاع النازحين، ومع ذلك لم نحصل على أي وعود".

وأضاف: "نتلقى مراجعات عديدة ومطالبات متزايدة من الذين يستضيفون النازحين وبعض المشرفين على مراكز الإيواء، بتوفير الدعم والمساعدة. وقد قدم الاتحاد ما يمكنه، ولو بمقدار رمزي، غير أن الفوضى ضاربة أطنابها، وغياب التنسيق واضح. الجمعيات والمنظمات التي تقدم العون لا تنسّق مع الاتحاد، ولا أعلم إن كانت هذه الحالة تتكرر في اتحادات أخرى".

ويشدد رئيس اتحاد بلديات شرق بعلبك المهندس علي شكر على "أن ردود فعل المنظمات الدولية والجهات المعنية، سواء الحكومية أو غير الحكومية، كانت خجولة في هذا الملف. هذا الأمر يتناقض في شكل صارخ مع حركتها السريعة حيال نزوح السوريين في بداية الحوادث السورية، وعند انفجار المرفأ. العبء الأكبر يقع على كاهل الأهالي والبلديات و"حزب الله" الذي يبذل جهوده، ولكن هل في وسعه تلبية حاجات الآلاف في المحافظة؟ هذه الأزمة تشبه كرة الثلج التي تتدحرج بلا توقف".

وأفاد مصدر مطلع على الملف "النهار" أن الأمور تتجه نحو نقل عدد من هؤلاء إلى العراق، في إطار انتظار إيجاد حل لعودة النازحين اللبنانيين من هناك.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا