"وصلنا إلى مسار حرج"... أنصاف الإتفاقيات غير واردة!
من جديد، يتم تهديد الضحية لا القاتل، فقد وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديدًا لحركة حماس بوقف القتال وإعادة الأسرى، متناسيًا تمامًا أن من يشن الحرب هي إسرائيل، لكن بالنسبة لأهل غزة، لن يشكل هذا التهديد هاجسًا بالنسبة لهم، فالغريق لا يخشى من البلل، فهل يمكن لهذا التهديد أن يدفع باتجاه الاتفاق، أم أن هناك شيئًا آخر هو ما يحتم إبرام الاتفاق؟
يرى مسؤول الإعلام في حركة حماس، وليد الكيلاني، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "الذي سيعجل بالوصول إلى أي اتفاق هو موافقة العدو الإسرائيلي على شروط المقاومة"، معتبرًا أن "تهديد ترامب لا قيمة له إذا لم يوافق الاحتلال على هذه الشروط، فالتهديد في ظل ما يفعله العدو في القطاع غير مفهوم، فقد دمر القطاع وأصبح أكثر من 85% منه محطّمًا، حتى المستشفيات دُمِّرت، وأُخلي المصابون والكادر الطبي بالقوة، لم يترك شيئًا لم يفعله، فهل يريد ترامب ضرب القطاع بالقنبلة النووية؟".
أما بالنسبة لإخلاء سبيل الأسرى الإسرائيليين والتخلف عن الوعد الذي قطعه ترامب لذويهم بعودتهم قبل نهاية السنة؟ يقول: "ليست حماس من أفشلت وعده بل تعنت العدو، وبالتحديد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، هو من منع الوصول إلى الاتفاق".
ويشير الكيلاني إلى أن "نتنياهو يعلم تمامًا أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق بشروط المقاومة، ستكون نهايته السياسية في هذه المرحلة، لذلك يحاول المماطلة والمراوغة وفتح جبهات أخرى في لبنان واليمن وسوريا والضفة، كما يسعى لإطالة أمد الحرب علّه يستطيع التوصل إلى حل بشروطه ليعلن عن إنجاز كما فعل في باقي الساحات.
لكن الكيلاني يعتبر أننا "لم نصل بعد إلى طريق مسدود، لكننا وصلنا إلى طريق بمسار حرج، ومن تسبب به هو نتنياهو"، مشيرًا إلى أن "العديد من الأمور تم التفاهم عليها وتم تذليل العديد من العقبات، لكن بعض القضايا، مثل الانسحاب من "نستريم" وأسماء الأسرى الذين لا يريد الاحتلال إطلاق سراحهم، إضافة إلى أعداد الأسرى، تبقى عوائق، كما وضع شروطًا جديدة، منها أنه يريد أسماء الأسرى عند المقاومة، سواء الأحياء أو الأموات، وهذا جزء من التفاوض".
ويؤكد أن "حركة حماس شددت على ضرورة التركيز على البنود الأساسية، مثل إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل المسنين والمرضى والمدنيين، ومن دون الـ19 عامًا، إلا أن نتنياهو طلب إطلاق بعض المجندين، وهذا غير مقبول لدى حماس، فهؤلاء لهم حسابات أخرى".
ويصف الوضع في القطاع بأنه "سيئ جدًا"، لافتًا إلى أن "كل ما إدعاه العدو عن مناطق آمنة تبين أنه كذب، فكل القطاع مستهدف، والغزّاويون يمرون بأيام برد قارس وهم في الخيام، والوضع صعب جدًا عليهم".
ويشدد على أنه "ليس أمام أهل غزة سوى الصمود أو رفع الراية البيضاء، وهذا غير وارد لا للشعب الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء، ولا للمقاومة، وبرأيه، الصمود هو الذي سيأتي في نهاية المطاف بالنتائج الطيبة".
ويلفت الكيلاني، إلى "التجربة مع العدو الصهيوني في لبنان، حيث لم يلتزم بوقف إطلاق النار، بل دخل إلى مناطق لم يدخلها في الحرب، ومن هذا المنطلق، يرى أنه يجب أن يكون هذا الأمر نصب أعين المقاومة في قطاع غزة، فلا تذهب إلى اتفاق أو اتفاقات جزئية، بل إلى اتفاق مبرم وواضح بشكل جلي، لا يستطيع العدو أن يلعب بأي بند من بنوده".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|