وسط عتب صامت على بري… “الحزب” يسأل أين هوكشتاين؟
ثمة عتب صامت من “حزب الله” على حليفه “الأخ الأكبر” الرئيس نبيه بري بسبب تمادي العدو الاسرائيلي في خروقه ومواصلة إعتداءاته بأشكال مختلفة منذ سريان إتفاق وقف إطلاق النار، الذي فاوض بري نيابة عن الحزب على بنوده، من دون أن يتمكن من خلال “الوكالة” التفاوضية الممنوحة له من وضع حد لها، على الرغم من تواصله المستمر مع “عرّاب” إتفاق الهدنة آموس هوكشتاين. “حزب الله” يتهم إسرائيل التي لم تحترم مضامين ومحددات إتفاق الهدنة (التي تبلغها من بري)، بالسعي الى فرض وقائع جديدة على الأرض، مستفيدة من ضعف آليات مراقبة وقف إطلاق النار، وبطء عمل لجنة المراقبة الخماسية التي لم يكتمل تشكيلها، ولم تحدد آليات عملها التنفيذية، ما يبقي الوضع مشرّعاً أمام الانتهاكات الاسرائيلية.
وهناك مخاوف كبيرة لدى الحزب من أن تكون الولايات المتحدة قدمت تعهدات ضمنية لإسرائيل تتيح لها تنفيذ خططها، مع غياب أي التزامات لبنانية بهذه الاتفاقات، خصوصاً مع تلويح إسرائيل بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، عجزت عن تحقيقها إبان المعارك الضارية. وما يزيد من مخاوف الحزب “اللاتعاطي” الجدي مع إمعان إسرائيل في خروقها التي تجاوزت الـ٣٢٠٠، اضافة الى توغلاتها داخل الأراضي اللبنانية، واستمرار احتلالها لأكثر من 60 بلدة جنوبية، وتوسيع مسرح عملياتها الجوي حتى البقاع، وأن لبنان “الرسمي” (الذي يقود سلطته الرئسان بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي) يكتفي بتقديم الاعتراضات، ما يتيح لإسرائيل إكمال ما بدأته خلال حربها العدوانية، من دون أي مواجهة، بعدما باتت تتحكم بـ”لعبة النار”، وسط حالة الإنضباط التي يلتزمها الحزب، بعد التطورات الاقليمية، خصوصاً إطاحة نظام بشار الأسد، وقطع خط الإمداد العسكري الايراني له، في وقت يعكف اعلى اجراء مراجعة شاملة للمرحلة السابقة، ليصار في ضوئها الى إعادة صياغة خطابه السياسي، ما يجعله غير قادر على القيام بأي رد عسكري، قاطعاً الطريق أمام بنيامين نتنياهو لتنفيذ تهديداته في خطاب إعلان ما أسماه “وقف النار وليس نهاية الحرب” فيتم تحميل الحزب المسؤولية، ما يجعله يتذرع بالـ ٦٠ يوماً لعدم الرد، مراهناً على أن يتمكن الرئيسان بري وميقاتي من خلال إتصالاتهما اليبلوماسية من تثبيت الهدنة.
إلا أن مصادر مقربة من الحزب تعبّر عن عدم إرتياحه الى التطورات بشقيها الأمني والديبلوماسي، وهذا ما أبلغه (الحزب) الى الرئيس بري متسائلاً: هل من “قطب مخفية” في الإتفاق (الذي وافق عليه بري) لم يتبلغها الحزب، خصوصاً وأن تفسيره “حمال للأوجه”؟ أين هي لجنة المراقبة؟ أين هوكشتاين من كل ما يجري؟ فيما كشفت مصادر عين التينة أن الرئيس بري أبلغ قيادة “حزب الله”، أنه ينتظر زيارة هوكشتاين مطلع العام الجديد لترؤس اجتماع لجنة الرقابة الخماسية على تنفيذ وقف النار بصحبة جنرال أميركي، والتي يعتبرها بري مفصلية، لأنها ستكون بمثابة الانطلاقة الرسمية لعملها، متوقعاً أن تحدد مسار المرحلة المقبلة، بعد تحديد آليات عمل اللجنة التنفيذية، وتفسير كل ما هو مبهم أو غير واضح في ما ورد في الاتفاق من بنود، وأن تكون الزيارة حاسمة، من دون أن ينفي أو يؤكد ما إذا ستمدد مهلة الـ ٦٠ يوماً شهرين إضافيين. وتضيف مصادر عين التينة أن بري سيضع هوكشتاين أمام مسؤولياته تجاه الضغط على اسرائيل لإيقاف خروقها المتمادية، والتي تشكل خطراً جدياً على تداعي الاتفاق.
على الرغم من تطمينات بري، فإن “حزب الله” متوجس من اختلال ميزان القوى جراء سقوط نظام الأسد، وبالتالي انعكاسات التطورات الاقليمية خصوصاً في سوريا، وسقوط معادلة “وحدة الساحات”، وضعف قدرات الحزب في مواجهة إسرائيل، من أن يواصل نتنياهو ضرباته على الحزب، معتمداً على “مراوغته” في تفسير بنود الاتفاق بكل “إلتباساته”، بحيث يعتبر ما يفسره لبنان اختراقات، أنها “حقوق” ممنوحة لإسرائيل لتفكيك البنية العسكرية للحزب، في حال لم يقدم الجيش اللبناني على ذلك.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|