"تقدم بطيء لكنه مستمر".. وفد إسرائيلي إلى قطر لاستئناف مفاوضات هدنة غزة

في اليوم الـ455 من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يتوجه، الجمعة، وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاستئناف المفاوضات في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تصريحات تتحدث عن "تقدم بطيء"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه "مستمر".

ويتألف الوفد الإسرائيلي من شخصيات تُعرف بمستوى "العمل الميداني"، بينما لم يكن رئيس جهاز الموساد جزءاً من الوفد.

ووفق تصريحات مصادر مطلعة على سير المفاوضات لوسائل إعلام، شهدت المحادثات تقدما، إلا أن فجوات كبيرة لا تزال قائمة بين الطرفين، مما يمنع التوصل إلى اختراق حاسم حتى الآن.

وأعربت عائلات الرهائن عن قلقها بشأن سير المفاوضات، حيث أصدر مكتب عائلات المختطفين بياناً، الخميس، جاء فيه: "لا يمكن تفويت فرصة هذه المفاوضات. المختطفون المحتجزون في أعماق أنفاق حماس بغزة ليس لديهم وقت لإضاعة المزيد في المفاوضات البطيئة".

وأضاف: "نطالب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بمنح الفريق تفويضاً كاملاً لإتمام صفقة تضمن عودة جميع المختطفين، سواء كانوا أحياءً أم من أجل دفن القتلى".

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في بيان، الخميس، أنها مستمرة في جهودها الدبلوماسية والأمنية لضمان عودة جميع المختطفين إلى ديارهم، مؤكدة أنها "تعمل بالتنسيق مع حلفاء دوليين وبأقصى قدر من الجدية لإتمام الصفقة".

وأضاف البيان: "التزامنا تجاه عائلات المختطفين ثابت، ونبذل كل ما في وسعنا لتحقيق هذه المهمة".

وكشفت تقارير إعلامية، أن جهوداً دؤوبة تُبذل خلف الكواليس بمشاركة وسطاء دوليين والولايات المتحدة، سعياً للتوصل إلى صفقة قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني المقبل.

وفي الوقت ذاته، أُبلغت عائلات المختطفين من قبل المسؤول عن ملف المفقودين والمختطفين، غال هيرش، بوجود "تقدم في المفاوضات".

وأوضح هيرش في تصريحاته أن "الحديث عن طريق مسدود ليس دقيقاً"، مؤكداً أن "المفاوضات مستمرة في ظل تكتم كبير. وتم التوصل لتفاهمات بشأن العديد من التفاصيل.. هناك تقدم بطيء لكنه مستمر، رغم وجود تحديات".

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي التقى عائلات المختطفين هذا الأسبوع، وجود تقدم في المفاوضات، قائلاً: "لا تأبهوا بالأصوات الجانبية. هناك تقدم في المفاوضات، والأمر يتم بهدوء".

وصرح مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته، بأن وفدا من الحركة وصل إلى القاهرة للاستعداد لمفاوضات الدوحة "في الأيام المقبلة".

وفي أواخر كانون الأول، جرت مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في الدوحة، عزّزت الآمال حيال إمكانية التوصل إلى هدنة. لكن لم يلبث الطرفان أن تبادلا الاتهامات بتأخير التوصل إلى اتفاق.

وأعلنت حماس أن "شروطا جديدة" وضعتها إسرائيل أرجأت الاتفاق، لكنها وصفت المفاوضات في الدوحة بأنها "جديّة". وردت إسرائيل متهّمة الحركة بوضع "عقبات جديدة" أمام مساعي الهدنة.

ولم تفلح جولات عدة من التفاوض في التوصل إلى هدنة منذ اندلاع الحرب في القطاع في أكتوبر 2023، باستثناء مرة وحيدة أواخر نوفمبر من العام ذاته.

ويواجه نتانياهو انتقادات واتهامات بالمماطلة في الداخل الإسرائيلي، خصوصا من أسر الرهائن.

وتواجه المفاوضات تحديات عديدة، وتبقى نقطة التباين الأساسية، هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

ومن بين القضايا الشائكة أيضا، مستقبل الحكم بعد الحرب في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) منذ عام 2007.