محليات

رياح التغيير من كل حدب وصوب... متى نستخلص العبر؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مما لا شكّ فيه ان لبنان الذي عانى على مدى سنوات طويلة نتيجة لموقعه الجيوسياسي، هو اليوم امام فرصة تاريخية للتغيير، لا سيما في ضوء المتغيرات الكبيرة التي عصفت في المنطقة، بدءا من سقوط النظام السوري وتراجع الدور او النفوذ الايراني.

والتقاط هذه الفرصة والسير بها قدما يكون على مستويين، الشعبي والسياسي.

فعلى المستوى الشعبي يجب ان يدرك المواطنون من كافة المكونات اهمية القوانين التي ترعى شؤونهم وتنظم حياتهم اليومية، الالتزام بما لديهم من حقوق وواجبات فلا يجوز ان يدفع مكون واحد كل المتوجبات والا فاننا سندخل في عدم المساواة، وبالتالي الحفاظ على العناصر التي تربط بينهم فاذا فقدت او فقد احدها يتفكك المجتمع.

واما على المستوى السياسي، فاذا كان على المواطنين الالتزام بالقوانين، فعلى السلطة والقوى السياسية ان تكون المثال في احترام الدستور والالتزام به، وتقديم المساواة على ما سواها، فلا يجوز لطرف ان يفرض رأيه على الآخر او ان يمشّي قراراته بتفرد، فالحقيقة لا تُرى من زاوية واحدة بل عند كل زاوية منظار حيث يتكامل المشهد العسكري والقضائي والاجتماعي والسياسي والثقافي... فمن دون هذا التكامل لا يمكن بناء دولة تكتسب هويتها الخاصة.
من هنا، السلطة والطبقة الحاكمة، مدعوتان الى تقييم الوضع انطلاقا مما هو حاصل في المنطقة، والتيقن من انه مهما طال الزمن، لا بدّ من ان تأتي المحاسبة.
ومعلوم في هذا المجال، ان هذه الطبقة السياسية الحاكمة هي -بشكل او بآخر وبجزء كبير منها- نفسها منذ ما بعد انتهاء الحرب في العام 1990 وتوقيع اتفاق الطائف، وقد بنت "مجدها" على تقاسم مغانم الدولة في كافة الميادين والقطاعات والمجالات وتوزيعها طائفيا ومذهبيا...

وعلى الرغم من التغيير الكبير، هذه السلطة لم تصل بعد الى مرحلة التفكير بمصلحة الوطن ككل، والمثال على ذلك انها تبحث عن رئيس جمهورية يحقق مصالحها ويحمي ظهرها ويضمن استمراريتها وبالتالي الغموض ما زال يحيط بمصير جلسة 9 الجاري، وربما يكون مصيرها مثل سابقاتها... وهذا ما ينطبق ايضا على رئاسة الحكومة، حيث ما زالت الامور تدور وفق منطق المحاصصة، في ظل غياب المحاسبة والمراقبة من قبل مجلس النواب.
مع الاشارة هنا الى انه حين يربح الوطن يربح الجميع، اما اذا ربح فريق فان الاطراف الاخرة ستخسر.

في المحصلة، هل سيستمر السياسيون في عنادهم الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه، ام انهم سيستخلصون العبر؟

عمر الراسي - "اخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا