هل من إسلام سياسي جديد يتحضّر في دمشق ويستخدم الديموقراطية كوسيلة للحكم؟
يُظهر المنطق والواقع أن سوريا الجديدة غير قادرة على الانضواء ضمن أي اصطفاف إقليمي بحدّ ذاته الآن، نظراً لحاجتها الى خبرات ومساعدة كل الأطراف من أجل إعادة بناء ذاتها.
مزيج...
فعلى المستوى العسكري، لا مفرّ لدى الجيش السوري الجديد ولأي قوّة أمنية واستخباراتية سورية جديدة، من الاستعانة بالخبرات التركية مثلاً، نظراً لخبرة تركيا الكبيرة في تلك المجالات من جهة، ولكونها الدولة القادرة على أن تشكل صلة الوصل الأساسية بين حلف شمال الأطلسي ودمشق، من جهة أخرى.
وأما على المستوى الاقتصادي والمالي وملفات إعادة الإعمار، فلا مفرّ لدى الدولة السورية الجديدة من الاستعانة بالمساعدات السعودية والإماراتية والبحرينية والكويتية... الى جانب القطرية طبعاً، وهو ما يشكل مزيجاً سينعكس على نوعية الحكم السوري.
فرص كبرى؟
استقبل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، في أول زيارة خارجية له منذ سقوط بشار الأسد، وجدّد (بن فرحان) دعم الرياض لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا واستقرارها، وكل ما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.
فهل من فرص كبرى من جراء الانفتاح السوري الجديد على الأنظمة العربية، على مستوى التأسيس لإسلام سياسي جديد مثلاً؟ وهل هذا ممكن؟ وما هي تداعياته على المنطقة عموماً، وعلى مستقبل العلاقات السورية - العربية، والسورية - التركية، والسورية - الإيرانية؟ وهل من إمكانية لنجاح تجربة التكامل الإسلامي "الأخواني" وغير "الأخواني" في دمشق، وتعميمها بشكل مختلف عن الماضي على دول عدة في المستقبل؟
وهل تُعيد سوريا الجديدة تشكيل المنطقة مجدداً، فتُصبح "زبدة إنتاج" التعاون العربي - التركي؟ وهل تقف إيران مكتوفة الأيدي في تلك الحالة، لا سيّما بعد الضّعف الكبير الذي أصاب أذرعها على امتداد الشرق الأوسط؟ وما هي الأدوار المُحتَمَلة لطهران في دمشق مستقبلاً؟
صعوبات كثيرة
اعتبر مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "هناك الكثير من الصعوبات التي لا تزال تُحيط بسوريا، وبالرؤية التي تتعلّق بمستقبلها بين إنشاء دولة إسلامية شبه علمانية فيها، تستخدم الديموقراطية كوسيلة للحكم، وسط دول أخرى في المنطقة تسعى الى العلمانية، ولكنها خائفة من أن تقوم بخطوات معيّنة على هذا الصعيد تجعلها تخسر مواقعها".
ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "الأمل بأن تتّجه الأمور نحو مسار سَلِس هناك عموماً. ولكن هذا لا يؤكد لنا أن سوريا قادرة على أن تصبح مُنطَلَقاً لحالة إقليمية جديدة في مدى منظور".
وختم محذّراً من أن "بناء دول على أساس إسلام سياسي منفتح، هي فكرة لطالما سقطت في المنطقة. وسقوطها يأتي دائماً لصالح سيطرة فكرة اللادولة، واختيار الحاكم الذي يحكم جماعة من الناس وليس دولة. وبالتالي، هناك الكثير من الشروط غير المتوفرة حتى الساعة".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|