"سوريا لن تصبح أفغانستان"... امتناع الشرع عن مصافحة بيربوك يثير جدلاً (فيديو)

أثار مشهد امتناع مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة عن مصافحة وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، عند استقبالها في دمشق، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. كما امتنع قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع، عن مصافحتها، مكتفياً بالتلويح والترحيب، فيما صافح الرجال المرافقين لها.

وصلت بيربوك إلى مطار دمشق الدولي مرتدية سترة واقية من الرصاص، واستقبلها مسؤولون سوريون اكتفوا بالترحيب بها شفوياً دون المصافحة. وفي قصر الشعب، كرر الشرع الأمر، حيث صافح نظيرها الفرنسي، جان نويل بارو، بينما اكتفى بالتلويح لبيربوك.

تعليقات كثيرة استنكرت الموقف، إذ رأى البعض أنه يخالف بروتوكولات المصافحة الدبلوماسية. وكتب أحد مستخدمي مواقع التواصل: "إذا كنت لا تريد مصافحة النساء، فعين ممثلاً من شركائنا في الوطن ليقوم بالمهمة. سوريا لن تصبح أفغانستان."

بيربوك وبارو هما أول وزيرين أوروبيين يزوران دمشق منذ سيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة في كانون الأول، وإجبار الرئيس السابق بشار الأسد على الفرار.

الزيارة هدفت إلى تعزيز العلاقات مع الإدارة الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي تسعى لطمأنة المجتمع الدولي بشأن حكمها. وقالت بيربوك أن الزيارة كانت "بيد ممدودة وتوقعات واضحة"، مؤكدة أن الحكم على الإدارة سيكون من خلال أفعالها.

بارو، بدوره، دعا إلى دمج الأكراد في العملية السياسية وصياغة دستور جديد بمساعدة أوروبية. كما شدد على ضرورة مغادرة القواعد الروسية الأراضي السورية، واعتبر أن الوقت حان لتحقيق العدالة للضحايا.

تضمنت الزيارة جولة في سجن صيدنايا، الذي وصفته بيربوك بأنه "جحيم على الأرض". كما زار الوزيران السفارة الفرنسية المغلقة منذ عام 2012، وأكدا أن استئناف التمثيل الدبلوماسي مرتبط بتحسن الأوضاع السياسية والأمنية.

على الرغم من "الإشارات المتباينة"، أكدت بيربوك أن الهدف هو إعادة سوريا إلى المجتمع الدولي، مشيرة إلى أهمية الاعتدال واحترام حقوق الأقليات لتحقيق ذلك.